قال البنك الاستثماري «آر كابيتا»، ومقره البحرين، إنه قدم طلب حماية من الإفلاس في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن فشل في التوصل إلى اتفاق مع الدائنين لقبول اقتراحه بتأجيل سداد ديون تبلغ 1,1 مليار دولار.
وأنحى آر كابيتا باللائمة على الدائنين من غير البنوك - وهي صناديق تحوط - لعدم قدرته على التوصل إلى اتفاق بشأن اقتراح تقدم به لتأجيل سداد الديون لمدة 3 سنوات. والخطوة هي الأولى لمصرف مسجل في البحرين يقدم على هذه الخطوة.
المنامة - المحرر الاقتصادي
قال البنك الاستثماري «آر كابيتا»، ومقره البحرين، إنه قدم طلب حماية من الإفلاس في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن فشل في التوصل إلى اتفاق مع الدائنين لقبول اقتراحه بتأجيل سداد ديون تبلغ 1,1 مليار دولار.
وأنحى آر كابيتا باللائمة على الدائنين من غير البنوك - وهم صناديق تحوط - لعدم قدرته على التوصل إلى اتفاق بشأن اقتراح تقدم به لتأجيل سداد الديون لمدة 3 سنوات. والخطوة هي الأولى لمصرف مسجل في البحرين يقدم على هذه الخطوة.
وأفاد الرئيس التنفيذي للبنك، عاطف عبدالملك، في بيان نقلته وكالة رويترز «أن تصرف دائنين غير مصرفيين معينين حال دون وصول آر كابيتا إلى مثل هذا القرار التوافقي قبل تاريخ الاستحقاق يوم 28 مارس/ آذار، ما يهدد قدرة آر كابيتا على تلبية واجباته الائتمانية لملاك الأسهم».
واعتبرت استحقاقات ديون آر كابيتا واحدة من أكثر الالتزامات تحدياً التي تواجهها المنطقة في العام 2012، وجاءت في خضم أزمات اقتصادية في دول منطقة اليورو، بعد الأزمة المالية العالمية، وتباطؤ اقتصادي في بعض الدول الصناعية.
وقالت الوكالة إن صناديق التحوط ديفيدسون كيمبنر لإدارة رأس المال في الولايات المتحدة الأميركية جزء من لجنة الدائنين لإعادة هيكلة الديون. وتضم اللجنة كذلك أربعة أعضاء هم بنك باركليز، سي آي إم بي، ستاندرد بنك ورويال بنك أوف سكوتلند.
وكانت مصادر مطلعة ومصرفيون قد أبلغوا «الوسط» أن آر كابيتا (ArCapita) يجري مباحثات مع مصارف وصناديق تحوط عالمية لتسديد ديون مرابحة تبلغ 1,1 مليار دولار يحل استحقاقها في 28 مارس/ آذار العام 2012، وأنه يسعى إلى بيع أصول لتسديد جزء من هذه الديون.
وذكر مصدر مطلع أن الحديث يتركز على «تعديل موعد استحقاق الديون وأجلها، وكذلك سعي البنك لبيع أصول يملكها في بعض الدول».
ويدير البنك، ومقره البحرين، محفظة تبلغ قيمتها نحو 7 مليارات دولار في آسيا، والولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، والهند، بالإضافة إلى البحرين، في القطاعات الصناعية والعقارات والتجزئة، والصحة، وكذلك مصادر الطاقة المتجددة.
ويملك آر كبيتا أصولاً قيمتها نحو 2,6 مليار دولار في هذه المحفظ، إذ إنه يملك 60 في المئة من المشروع الضخم خليج البحرين (Bahrain Bay) الذي تبلغ كلفته نحو 2,5 مليار دولار.
وأوضح المصدر «هذا ليس سرّاً أن البنك قد يبيع أصولاً يملكها لتسديد بعض الديون، ولكن من الصعب على البنك أن يقوم ببيع أصول له خلال أسبوع أو أسبوعين لأنه ستكون هنا خسائر. سيقوم بعمل ذلك على المدى المتوسط أو البعيد».
وتأثر البنك، مثله مثل كثير من المصارف والمؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم، بالأزمة المالية العالمية التي بدأت في الولايات المتحدة الأميركية في العام 2008، قبل أن تنتشر إلى بقية الدول في شكل مشكلة ائتمانية، ثم جاءت بعدها مشكلة الديون السيادية الأوروبية, والتباطؤ الاقتصادي العالمي.
وقال مصرفيون إن أحد الخيارات المطروحة على طاولة المباحثات بين البنك واللجنة التي تمثل الدائنين هي «التعديل والتمديد (Amend and Extend) لاتفاقيات القروض على البنك، وهو مصطلح معروف لدى المصرفيين. ومن ضمن ذلك أن يعطي البنك الاستثماري فرصة إعادة جدول الديون وتسديدها بالكامل».
ونحو 25 في المئة من ديون آر كبيتا هي لصناديق التحوط، وأن معظم استثمارات البنك هي في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وتدار من خلال محفظة مسجلة في جزر كيمان، وبالتالي فإنها تندرج تحت قانون المحاكم البريطانية.
قال مصرف البحرين المركزي في بيان أمس الإثنين (19 مارس/ آذار 2012) إنه سيراقب عن كثب تطورات موضوع ديون بنك آركابيتا مع الدائنين، وهذا نص البيان:
«أبلغ مصرف البحرين المركزي اليوم (أمس) بأن المناقشات التي دارت بين بنك آركابيتا (البنك) وبين دائينه فيما يتعلق بإعادة جدولة التسهيلات تمويل المرابحة لم تؤدِّ إلى حل توافقي بين الطرفين. وفي هذا الخصوص، فإن مصرف البحرين المركزي يدعم هذه المناقشات بحيث أن تكون نتيجة هذه المحادثات تصب في مصلحة الطرفين.
وقد أبلغ بنك آركابيتا مصرف البحرين المركزي بأنه بعد عدة استشارات فإن البنك توصل إلى القرار الوحيد القابل للتطبيق وهو التقدم للمحكمة في الولايات المتحدة للحصول على الحماية تحت مظلة الفصل الحادي عشر من القانون في أميركا. وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية في جزر كايمان. وسيظل مصرف البحرين المركزي يراقب آخر التطورات التي تخص هذا الموضوع عن كثب.
العدد 3482 - الإثنين 19 مارس 2012م الموافق 26 ربيع الثاني 1433هـ
