العدد 3489 - الإثنين 26 مارس 2012م الموافق 04 جمادى الأولى 1433هـ

اهتمام بريادة الأعمال في منطقة «مينا» على رغم تأثيرات الربيع العربي

65 % في البحرين يعتقدون أن التوظيف أضحى أسوأ من ذي قبل

أظهرت دراسة أجراها Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، على الانترنت بالتعاون مع «برنامج الإصلاح والديمقراطية في العالم العربي» في جامعة Stanford ومؤسسة البحوث والاستشارات YouGov، تأثيرات الربيع العربي الإيجابية في زيادة الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في حين كان تأثيره سلبياً وبشكل مباشر على الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا).

وذكرت أكثرية المشاركين في الدراسة أن الربيع العربي أدّى إلى تدهور ظروف العمل في المنطقة. وتظهر الآثار بشكل أسوأ في البلدان التي تشهد ثورات؛ إذ إن 58 في المئة من المشاركين في تونس و68 في المئة في مصر و71 في المئة في سورية و65 في المئة في البحرين أعلنوا أن وضع التوظيف أضحى أسوأ بكثير ممّا كان عليه قبل الربيع العربي.

ومن المتوقّع أيضاً أن تتأثر الأوضاع الاقتصادية الفردية بشكل سلبي بالربيع العربي. وتتراوح نسبة المشاركين في الدراسة ممن قالوا إن أوضاعهم الاقتصادية الفردية قد تدهورت بشكل أكبر مما كانت عليه قبل الثورات بين 66 في المئة في سورية وهي أعلى نسبة في المنطقة و11 في المئة في الجزائر وهي أدنى نسبة. ويقول 49 في المئة من المشاركين في مصر و30 في المئة في تونس أنهم تأثروا بشكل سلبي جراء ذلك. وفي ما يخصّ بلدان الخليج العربي، وباستثناء البحرين، فإن نسب المهنيين المشاركين الذين ذكروا أن وضعهم الاقتصادي متدهور اليوم متقاربة: بين 30 في المئة في الإمارات العربية المتحدة و22 في المئة في السعودية و24 في المئة في قطر و29 في المئة في عُمان و25 في المئة في الكويت؛ في حين أعرب 55 في المئة من المشاركين في البحرين أن وضعهم هو الآن أسوأ من ذي قبل.

ويمكننا أن نلاحظ الآثار السلبية للربيع العربي على جميع فئات الأعمار والمستويات الاقتصادية. الا ان 34.44 في المئة من المهنيين الذين يعملون في القطاع الخاص صرحوا أنهم تأثروا سلبياً مقابل 20.22 في المئة من العاملين في القطاع العام. وعلى رغم هذا التفاوت، أظهرت الدراسة أن المهنيين لم يعودوا معتمدين على الحكومة كموفّر رئيس لفرص العمل. وأعرب نحو ثلث المشاركين في الدراسة في معظم البلدان عن تفضيلهم للعمل في القطاع الخاص، وأتت النسب كالآتي: 71 في المئة في الأردن و74 في المئة في لبنان و70 في المئة في سورية و68 في المئة في مصر و66 في المئة في السعودية و75 في المئة في البحرين و48 في المئة في تونس و51 في المئة في المغرب. أما في الجزائر وقطر، ففضّل 35 في المئة و39 في المئة من المهنيين على التوالي العمل في القطاع الخاص.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة Yougovسنديب شهال: «في حين أن تأثير الركود جليّ وواضح، توجب على قطاع الأعمال في الشرق الأوسط التعامل أيضاً مع تأثيرات الربيع العربي الحديث. ويعتبر الجزء الأكبر من البلدان أن أوضاع التوظيف على الصعيد الفردي والأعمال تتساوى في ما بينها؛ إلا أنه في البلدان الأكثر تأثراً بالربيع العربي، مثل البحرين ومصر وسورية، فظروف العمل أكثر تدهوراً من ذي قبل على الصعيدين الفردي والمحلي عموماً».

وكشفت الدراسة أن غالبية المشاركين على اطلاع بمصطلح «ريادة الأعمال» (29 في المئة فقط يجهلون ما هو). وفي المتوسّط، يُلاحَظ أن هناك مستوى أعلى من التعرّف على هذا المصطلح في دول الخليج؛ إذ إن نسبة 22 في المئة من المشاركين في الإمارات وعُمان والكويت على علم جيد به، تليها نسبة 20 في المئة في قطر والبحرين.

ومع ذلك، لاتزال معظم الشركات الجديدة في المنطقة تواجه الفشل. وذكر 44 في المئة من أصحاب الأعمال في مصر و45 في المئة في الأردن و57 في المئة في عُمان و50 في المئة في السعودية، أن أداء أعمالهم الحالية ليس جيداً؛ ففي كلّ دولة شملتها الدراسة باستثناء قطر، قال أقل من 20 في المئة من المشاركين أن أعمالهم تسير بشكل جيد. وعند السؤال عن الأسباب الرئيسة التي تحول دون تأسيس المهنيين مشاريعهم الخاصّة، أتت الإجابات كالآتي: عدم توافّر الدعم المالي، وعدم القدرة على التمويل الذاتي، والخوف من الفشل. ومن الأسباب الأخرى، ذكر المهنيون حال عدم الاستقرار الاقتصادي، والافتقار إلى مهارات ريادة الأعمال، والقوانين الحكومية الصارمة.

وبغض النظر عن انخفاض معدلات النجاح، هناك اهتمام واسع النطاق في ما يخص ملكية الأعمال التجارية؛ ففي كلّ البلدان التي شملتها الدراسة، هناك نسبة عالية من المشاركين ممن ذكروا أنهم يفضّلون العمل لحسابهم الخاص أو أن يكون لديهم مشروعهم الخاص إذا ما خُيّروا. وقد أعرب 40 في المئة من المشاركين في الدراسة عن اهتمامهم بالعمل لحسابهم الشخصي؛ إذ كانت أدنى نسبة في الجزائر مع 29 في المئة وأعلاها في لبنان مع 52 في المئة. وأما بشأن الأسباب، فذكر 50 في المئة من المشاركين أنهم أسسوا مشاريعهم الخاصة لأنهم أرادوا استقلالية أكبر؛ أما السببان الثاني والثالث فمرتبطان بالحاجة الإقتصادية: قال 27 في المئة أنهم قاموا بذلك لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على وظيفة في ذلك الوقت، و20 في المئة بحثاً عن دخل أعلى.

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة Bayt.comربيع عطايا: «تُظهر بياناتنا أن الدافع لأكثر من ربع رواد الأعمال في الوطن العربي لتأسيس شركاتهم ومشاريعهم الخاصة كان عدم توافر فرص العمل. ونتيجةً التحديات الاقتصادية الحديثة في المنطقة، ينبغي علينا أن نتوقّع نمواً متزايداً في مجال ريادة الأعمال، باعتبارها وسيلةً لتحسين الدخل ولمساهمة قطاع الشركات الصغيرة والمتوسّطة الحجم بشكل متزايد في توفير فرص عمل جديدة. ونحن في Bayt.com، لا نعمل على توفير عدد كبير من فرص العمل وحلول التوظيف لتأمين التواصل بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل فحسب، بل نعمل على تمكين زبائننا أيضاً من خلال إمدادهم بأحدث البيانات المتعلّقة بحركة التوظيف والإقتصاد في المنطقة».

ويبدو أيضاً أن المشاركين منفتحون لفكرة العمل في مجال المشاريع الإجتماعية. وعموماً، كانت أعلى نسبة من المشاركين غير المهتمين لهذا المجال في دول الخليج، مع نحو 17 في المئة في الكويت وعُمان وقطر و20 في المئة في الإمارات. وذكر الأفراد الذين يرغبون في تأسيس منظّمات غير حكوميّة أن العوامل الرئيسية التي تعيق تطوّر المشاريع الاجتماعية، هي أنه هنالك الكثير من التحديات، في ظل النقص في التمويل والتدخّل الحكومي وصعوبة تسجيل تلك المنظمات. وفي الواقع، قال 54 في المئة من المشاركين أنهم لم يتمكّنوا من تأسيس المنظمة غير الحكومية التي أرادوها.

العدد 3489 - الإثنين 26 مارس 2012م الموافق 04 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً