منذ أن بدأ أسطورة الأرجنتين مارادونا مشواره مع الكرة أثار الكثير من الجدل سواء داخل الملعب أو خارجه، والبداية كانت في اليابان العام 1979 عندما احتضنت ثاني نسخة لنهائيات كأس العالم لفئة الشباب تحت 20 سنة وخلالها فجر مارادونا كل مواهبه وطاقاته التي ساهمت في تتويج منتخب بلاده باللقب، وهو ما ساهم في تنظيم حملة إعلامية وجماهيرية على المدرب الارجنتيني الشهير كارلوس مينوتي لضم مارادونا للمنتخب الأول في نهائيات كأس العالم بإيطاليا 1982، وفعلا رضخ مينوتي للمطالبات وضم الفتى المدلل للكرة الارجنتينية، فماذا كانت النتيجة؟ هي فقدان التانغو اللقب العالمي بالخروج من الدور الثاني دون أن يحقق مارادونا أي شيئا يذكر سوى بطاقة حمراء نالها في آخر المباريات مع البرازيل بعد تعمده رفس وركل لاعب برازيلي.
وانطلق مارادونا إلى عالم الشهرة بالانتقال بعد المونديال الاسباني إلى النادي الكاتالوني الشهير برشلونة ولم يقض معه الكثير من المواسم، إذ عانى من الأسلوب العنيف وتعرض لإصابة خطيرة جدا من جزار بيلباو كما أطلقت عليه الصحافة الإسبانية «غويكوتشيا»، وتسببت الإصابة في ابتعاد مارادونا عن الملاعب قرابة 4 شهور، وانتقل بعدها مارادونا إلى النادي الإيطالي المغمور في تلك الفترة نابولي، ونجح مارادونا مع نابولي أيما نجاح وحقق معه انجازات كبيرة وكثيرة سواء في المسابقات الإيطالية أو حتى على مستوى أوروبا، وكانت فترة ذهبية لاسطورة الارجنتين، وكانت له اليد العليا في تتويج التانغو باللقب العالمي للمرة الثانية في المكسيك 1986 بأهدافه الحاسمة وتمريراته الرائعة، ومن لا يتذكر حتى الآن هدفيه في مرمى بيتر شلتون؟ فالأول جاء بلمسة يد مخادعة، والثاني بعد أن تجاوز مارادونا نصف المنتخب الإنجليزي ومن منتصف الملعب.
وبدأ نجم اسطورة الارجنتين بالأفول شيئا فشيئا بعد المكسيك وخصوصا أنه انزلق في منحدر المخدرات والمنشطات، ففي العام 1991 أدين في قضية تناول الكوكايين بإيطاليا أوقف بها عن الملاعب لمدة عام كامل، كما أن حادثة المنشطات الشهيرة بعد مباراة منتخب بلاده أمام نيجيريا في مونديال أميركا 1994 وتم اتخاذ عقوبة إيقافه عن البطولة وعن مزاولة كرة القدم لمدة 15 شهرا، ولم تتوقف «فضائح» مارادونا فهناك الكثير من القضايا التي دخل فيها، فمن حادثة إطلاق النار على بعض الصحافيين، إلى حادثة تأييده القضية الفلسطينية بعد أن قام في فترة سابقة «النصف الثاني من الثمانينات» بإهداء كأس العالم لليهود، وآخر القضايا ما رافق مشواره مع الوصل من سلوكيات «الشيشة» وضرب مشجع إماراتي، وحادثته الأخيرة صعوده المدرجات وغيرها.
العدد 3497 - الثلثاء 03 أبريل 2012م الموافق 12 جمادى الأولى 1433هـ