واضحة هي العبارة التي تشير الى أن صحيفة «الوسط» تحمل مشعل التنوير كأمانة مقدسة من أجل المساهمة في بناء الوطن من خلال تلمس كل القضايا المهمة وذات التصنيف الأعلى في قائمة القضايا التي تتعلق بمصلحة الوطن والمواطن. ففي عامها الرابع، وهي تطفئ هذه الشمعة الرابعة الوقادة، توقد بيد أخرى شعلة التنوير لكي تزداد جذوتها... من هنا، ستكون مفردة «صحيفتنا» هي المفردة واللفظ الأول لمنبر يرفع صوت كل البحرينيين بلا استثناء، ويجعل من البحرين الغالية مداراً للآمال والأمنيات بمستقبل مشرق.في هذا الاستطلاع، تشارك نخبة من مثقفي المجتمع بالحديث عن «الوسط» كصحيفة... فما الذي قالوه يا ترى؟
في محطتنا الأولى، ينقلنا المدير التنفيذي لاتحاد الصحافة الخليجية الكاتب الصحافي أحمد المرشد الى الاتجاهات التي أصبحت تمثلها «الوسط» والتي اختلفت عن الاتجاهات المعتادة، فقد دخلت مساراً مهماً بالنسبة إلى القطاع الصحافي في البلاد بنشر موضوعات ذات صلة بالشأن المحلي وما يتمناه القارئ من الصحيفة.
ويضيف قوله: «أنا شخصياً من المشتركين في الصحيفة وتصلني كل صباح، وكما أقرأ لكل الكتاب البحرينيين، أقرأ أيضاً لكل كتاب الوسط، فكوني كاتباً صحافيّاً، يهمني أن أقرأ لجميع الكتاب ومن كل الاتجاهات في الصحف المحلية ويهمني أن أعراف آراء الجميع ويكون لي في النهاية... رأي خاص».
وفيما يتعلق بالخطاب الذي تتبناه الصحيفة والموجه الى كل الشعب البحريني يشير المرشد الى أن المساحة الأكبر من القراء التي تضاعفت لدى الصحيفة كانت لصدقيتها التي نتمنى دائماً ألا تنحصر في خطاب فئة معينة، لأن الاتجاه الى مخاطبة الشعب البحريني عموماً هو الخطاب الذي يلم الجميع حول صحيفتهم، ويتطرق الى ما تشهده الساحة الصحافية البحرينية من ظاهرة تؤدي الى إرهاق السوق المحلية بالصحف، فهو يقول بالنسبة إلى التوسع في إصدار الصحف: «في اعتقادي، على رغم أنها ظاهرة صحية أن يكون هناك اكثر من صحيفة في البلد، لكن السؤال: هل تحتمل السوق هذا العدد من الصحف؟ في اعتقادي لا... فذلك الأمر يمثل ارهاقاً للسوق المحلية بهذه المجموعة من الصحف».
ويرفع التهنئة الى «الوسط» وجميع العاملين بها بمناسبة اطفائها الشمعة الرابعة متمنياً لها المزيد من التوفيق.
قمبر: أبحث عن حلقة «أمينة»
وبعبارة مباشرة، يقول المخرج فريد قمبر، وهو إعلامي ساهم في إنتاج الكثير من الأعمال التلفزيونية التي تناقش القضايا المهمة، ان المواطن في البحرين يبحث عن صحافة تمثل حلقة «أمينة» بين المواطن والحكومة وبين المواطن وقطاعات الدولة كافة، وإنني اذ أقول إن «الوسط» ممتازة ومحترمة لأنها تنقل وتقول وتغطي الكلام الصحيح، فهذا من واقع تقييم عقلي أجده يناسب ما عايشناه من قضايا تابعتها الصحيفة بكل أمانة وموضوعية.
ويواصل حديثه بالإشارة الى ما يجمع الكثير من الصحف المحلية وهو التشابه والتكرار بعيداً عن التنوع الذي يرغب فيه القارئ، ولذلك، فإن شريحة القراء التي تتجه الى «الوسط»، وأنا منهم، نبحث عن حيز نلقى فيه ما نريده من معرفة تحيط بنا في مجتمعنا بالدرجة الأولى، والتركيز على القضايا المحلية وايصالها الى المسئولين... الصحافة اليوم، صوت مسموع في مرحلة لم تشهدها البحرين من قبل منذ تدشين التحولات الإيجابية من قبل عاهل البلاد المفدى وهذا الحراك الساخن على مستوى المجتمع من ناحية النشاط السياسي والاجتماعي والثقافي.
بن دينة: الموضوعية والجرأة... صوت للكل!
ويشير استشاري الجراحة العامة بمجمع السلمانية الطبي خليفة بن دينة، وهو شخصية طبية بحثية معروفة عالمياً، إلى أن «الوسط» أصبحت معلماً مختلفاً في الصحافة البحرينية، فكثير من القضايا التي لم تكن تثار في الصحافة والتي تهم قطاعات مختلفة من المجتمع أصبحت تطرح بشكل موضوعي وجريء، ولذلك، كنا ولانزال في حاجة الى خطاب إعلامي بحريني أصيل يقدم المصلحة الوطنية ويوصل صوت جميع شرائح المجتمع بصدق وإخلاص وبروحية تعكس الأمل في تصحيح ما يمكن أن يكون خطأ في المجتمع. أنا بصراحة، أحترم الصحافة البحرينية التي تقدم مصلحة العامة على مصلحة الخاصة... واعتقد أنه مع نشوء نمط جديد من الصحافة في البلد، تزامناً مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك والخطوات الديمقراطية التي شهدها المجتمع، فإن «الوسط» كصحيفة اضافت الكثير، ويمكن أن نسوق قائمة بالموضوعات والقضايا التي تناولتها وأوصلتها الى من يهمه الأمر، ولا يسعنا في هذه المناسبة السعيدة الا أن نتمنى لها المزيد من التوفيق والتواصل مع قضايا مجتمعها.
القاسمي: المهمة الصعبة في مجتمع متحرك
ولا يغفل الباحث وعضو الفريق الملكي القطبي البحريني فرج عبدالوهاب القاسمي، وهو باحث اهتم بقضايا اجتماعية كثيرة منذ منتصف التسعينات عن جانب مهم، وهو أن مهمة «الوسط» كانت «صعبة منذ البداية لاعتبارات متعددة، لكنني من الناس الذين وجدوا فيها الصوت والمسار والمنبر الحر للجميع بلا استثناء... فجميع البحرينيين، يحق لهم أن يكتبوا ما يريدون في هذه الصحيفة، وشخصياً، نشرت لي «الوسط» موضوعات في توقيت دقيق جداً وهذا ما جعلني أثق تماماً بأن الصحيفة تدرس المقالات والمساهمات التي تردها ثم تختار لها التوقيت والمكان المناسبين لتحقيق المرجو من الرسالة».
أقول - والكلام للقاسمي - ان المهمة الصعبة أن تصل الى عقول البحرينيين والمقيمين قبل قلوبهم، فالخطاب الذي تبنته الصحيفة على مدى سنواتها الأربع كان مفاجئاً للكثيرين، لكنه بدأ يأخذ خطه الطبيعي وإن كان هناك من يصف الصحيفة بوصف قديم تكرر وتكرر لكنه على أرض الواقع لا يستقيم اذ انني من الناس الذين يرونها صحيفة للجميع... وتفتح أبوابها للكل.
النقد البناء... والتنوير
وهذه المشاركة، التي تأتينا من المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية هي عبارة عن مشاعر ينقلها الزميل سمير آل فوزان الذي يشير الى أن «الوسط» كما ينظر إليها بعض الزملاء في صحافة المنطقة الشرقية جاءت لتدشن مرحلة جديدة من صحافة البحرين من منظور النقد البناء والتنوير ونشر الأفكار الأساسية لحرية التعبير والرأي، وهي بذلك تعكس الاهتمام بالمصلحة العليا للوطن، وتعمل على منع الإساءة اليه على أن يكون النقد قائماً على تحقيق المنفعة للجميع.
ويتجه الكاتب الصحافي السعودي فالح الصغير الى القول إن «الوسط» رسمت توجهات ملموسة نحو صحافة وطنية تحمل المسئولية الكاملة، وكذلك تحمل الأمانة من ناحية موضوعية الأداء والطرح وعدم التسبب في إثارة البلبلة في المجتمع من خلال أي نوع من الخطابات المبتذلة، وليس هناك أهم من الأمانة معياراً في تقييم أداء العمل الصحافي، فمن البديهي القول بضرورة إيجاد سياسة واستراتيجية إعلامية لمواجهة التحديات ومواكبة التطورات من خلال دعم التوجه الديمقراطي ومواكبة عجلة التنمية التي تشهدها مملكة البحرين وتشجيع النقد البناء والموضوعي لمختلف الظواهر التي تخل بالمصلحتين العامة والخاصة، وتعزيز القيم والمبادئ خدمة للوطن والمواطن
العدد 1462 - الأربعاء 06 سبتمبر 2006م الموافق 12 شعبان 1427هـ