ستعرف كيف تنشئ كل طرقك بناءً على أرضية اليوم لأن أرضية الغد غير مستقرة تماماً لبناء خططك عليها... ستعرف بعد فترة أنه حتى أشعة الشمس قد تحرق إذا تعرضت لها طويلاً... ولذلك عليك بزرع حديقتك وتزيين روحك بدلاً من أن تنتظر من شخص آخر أن يأتي إليك بالورود... وستعرف أنه بإمكانك حقاً أن تتحمل وأنك بحق أقوى وأنك بحق شخص ذو قيمة... ستعرف وتعرف وتعرف... فمع كل وداع ستتعلم، الحب الحقيقي لغيرنا يعني ألا نشترط فيه أي شروط كما أنه يعني القبول الكامل بل والإحتفاء بشخصيته كما هي... البعض يدخلون حياتنا ويخرجون منها سريعاً والبعض الآخر يعايشنا لفترة تاركاً بصماته في قلوبنا فالناس جميعاً لم ولن يكونوا شيئاً واحداً أبداً... إذا قضيت وقتك في الحكم على أفعال الناس فلن تجد وقتاً لتحبهم وتعرفهم... يتطلب الأمر الكثير من الفهم والوقت والثقة حتى نبني صداقة حقيقية مع الآخرين...

بين الدحروي والإنترنت

هذا المقال من مدونة البحريني عارف الرويعي على موقع مكتوب لعالم المدونين:

قد يبدو من الممكن أن يتفرد الأطفال في استخدام الحاسوب بالممارسة والفضول في سبيل معرفة أي شيء وكل شيء عن البرامج التي يستخدمونها، أو عن القطع الموجودة داخل النظام، حتى أن بعض الأطفال لديه محاولات جادة في كتابة البرامج الصغيرة والألعاب.

وبعض الأطفال مبدعون أيضاً في استخدام شبكة الإنترنت ليس فقط في مجالات البحث على الويب، واستخدام البريد الالكتروني وتطويع خدمات الإنترنت، إنما تعدى ذلك إلى تصميم المواقع الجميلة والجميلة حقاً لما تحمله من حس طفولي في التصميم واجادة في اختيار المواد والبعض تجاوز حدود الطفولة إلى ما يمكن أن ينتج عنه من تصميم المواقع الفريدة المحتوية على الكثير من البرمجيات ذات التعقيدات.

قد تصاب بالخلط عندما تشاهد موقعاً أنيقاً ذا ألوان جذابة يشدك منذ البداية بحركات الفلاش المعهودة والصور المختارة باتقان، والمحتوى اللائق.

اضافة إلى الصفحات الأخرى التي قد تحتوي على منتدى خاص اختير باتقان آخر، ستصاب بالخلط لأنك تعتقد أن شركة ذات علاقة وثيقة بعالم تطوير المواقع تقف وراء ذلك الموقع، لكن خلطك سيتحول إلى دهشة عندما تعرف أن مصمم ذلك الموقع طفل لا يتجاوز الحادية عشرة.

الحادية عشرة تعني الكثير، فقبل عشر سنوات لم تكن تتعدى اللعب على ألعاب الفيديو، أو استخدام مكعبات التركيب، وقبل ذلك بكثير لم تكن تعرف سوى (الصعكير، والسكينة، والدحروي وغيرها من الألعاب الشعبية)، الحادية عشرة في قاموس الكثيرين تقدم المعنى الحقيقي للطفولة، فكيفية التخاطب والتعامل مع هذه السن عملية لها أطرها، ومستوى التفكير له حدوده ومقاييسه، إننا ننعلم قدرات هذه السن ونفهم امكاناتها.

لكن أن تمتزج الطفولة بمهارات الابداع على شبكة الإنترنت فإن ذلك غاية في الدهشة والاعجاب، فقد ابهرني أحد الأطفال بابداعه موقعاً جميلاً استخدم كل ما يعرفه في تصميمه وتجميله، ولم تتدخل حدود الطفولة في تقييد الشكل الجمالي أو المحتوى، فخرج الابداع لا يحده حد.

وأطفال آخرون كثر يملكون مواقع جميلة للغاية، ويديرون منتديات ويتحكمون في جماليات المواقع على شبكة الويب بحسهم الفني وقدراتهم الكبيرة.

وتفتقد هذه الشريحة من الأطفال في البحرين الجهة التي تحتضن ابداعاتهم لتطور امكاناتهم وتصقل مواهبهم، وعلى رغم أن لدينا جمعية متخصصة في الإنترنت فإن هذه الجمعية ليس باستطاعتها منفردة أن تتبنى برنامجاً خاصاً بالمبدعين من الأطفال لأنها بحاجة ماسة إلى الدعم القوي