العدد 1463 - الخميس 07 سبتمبر 2006م الموافق 13 شعبان 1427هـ

عقلاء ولكن!

فجرٌ آخر يحفّه «الولع»

إلى بعض «الخواء» يلوح...

وينجلي من قبله غسقٌ طاولت

غزارة الشجن المستكين فيه

مكامنَ السلام لديّ...

فأفزعتْ استقرارها...

وأثارت في نفسي حفيظة السؤال...

لأقلق إثرها حدّ الجزع!

وصدقاً أضطرب...

ويطيحُ بسكينتي هلعٌ

أزعم اتصّافه بفداحة الأثر...

ثمّ يخبو (توجسّي) هنيهةً

لا أملك حيالها من أمري شيئاً!

فأتوق آنذاك - بمحض اختياري -

إلى سكنى ممالك وبلاد من الفراغ...

من «العدم» التام...

وذلك «الخواء» الكلّي غير المشروط...

في الأماكن...

والوجوه...

والأحداث...

والحسّ...

- كلّ الحس -!

إذْ يشبه في كماله جنوحاً للغد

يعجز عن كبح انطلاقته بابٌ...

وسورٌ...

وجدار!

(غدٌ) خالٍ من (الشيء)...

وحافل على نحو مذهلٍ بـ (اللاشيء)...

بكلّ صوره...

وألوانه...

ومسمّياته!

أوَ تُرانا نخوض بهكذا أخيلةٍ

ثورةً على منطق الحياة؟

أمْ أنّنا نعصفُ بعقلٍ حادَ

عن (صوابه) بأنْ ملّ عقلانيته؟

وَيْحي!

وأنا أمسي بزخم الأفكار هذا سجينةً

لما لا يُسمع...

أو يُرى...

أو بالأُنمل يُشَكّل!

ولأِنْ أطاح بالبادي من صبري

واليقين بعضُ الحلم...

ومحضُ أماني...

أجدني للوهن الجميل صاغرة...

يسوقني في هكذا انصياعٍ مسلّمٍ به

ارتيابٌ لا عنوان له...

أو هوية!

بيد أنّ الحكم فيه لا محالة لـ (كيف)...

و(أين)...

و(لِمَ) من لفظات الاستفهام!

ولكن...

يمضي «صبحي» في زحام...

ويعقبه في المسير «مساءٌ»

بالمِثْل راق له ذاك (الامتلاء)...

فضجّ به الفكر هنا...

وضاقت من بعده الديار هناك!

فأيّ (عصيان) في اللهف

إلى الخالي من البقاع...

والأفكار...

والأمنيات؟

وأيّ (جنون) جديد

نعتنق إنْ رنَوْنا والقلب

لأنْ نستشعر- للحظةٍ أو سواها - الفراغ

إلى منتهاه؟!

آهٍ إنْ صيّرتُ بالخيال المحض

جلّ «الازدحام» إلى فراغ

تذوي من بعده النبضات!

والويل للحرف إنْ نحن أجهضنا به

(سنّة الفوضى)...

فنُعِتنا جدلاً:

(عقلاء ولكن...)

العدد 1463 - الخميس 07 سبتمبر 2006م الموافق 13 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً