أيا وجعاً يقطر من نفسي الحزينة
أيا نفساً قد قاست وعانت في زحمة مشاعر خاوية
يا طفولة قد غلفت بقساوة الحجارة وطوقتها شيخوخة بالبية
حياة وما أقساها في رحاب وداع هجرة مع الطيور
دموع قد أرعدت على جبال وصخور
تطوف بين نسائم الفصول كأعاصير لأنهار وبحور
أوراق يابسة قد طارت وغطت كل تلك القبور
أيا نسائم الربيع كفي فلم يبق من العمر الكثير
أيا حمائم السلام فكي غلال ذلك الأسير
أيا قلباً عانى من سجنه الأخير
الوجع ينبض في العروق كما الدماء
الحزن موجود بقلبي فارحميني أيتها السماء
ارحمي قلباً سجنته قضبان الشقاء
وارفقي بقلم قد جف حبره عن العطاء
هوني عليّ فمازال بالقلب رحمة ووفاء
خاطرة عمر لم تكتمل في ذاك الصباح
ترنيمة صبح قد أُسدل عليها ذلك الوشاح
أهازيج طيور قد غردتها بألم ونواح
طفولة قد تركت على قارعة الطريق
شمعة أمل من بعيد دونما بريق
مشاعر تأججت بداخلي مثلما الحريق
أسطورة غرق دونما غريق
أقدام على طريق مظلم كئيب
مآقي عيون جف دمعها السكيب
عنفوان شباب غاب مع المغيب
غريب يا دنياي بين أهلي غريب
حرارة شمس قد أحرقت الجليد
وكأنما أحلامي نمت من جديد
وبدت في ناظري كبحر عتيد
إلا أن موجه كان بقساوة الحديد
وتتناثر حبات المطر تبللني
وكأنها تعود لتطهرني
لتمحو خيالات لابد أن تتركني
وكأن سرباً من الطيور آتٍ ليودعني
فيا ترى أَوداع أم لقاء جديد ينتظرني
العدد 1463 - الخميس 07 سبتمبر 2006م الموافق 13 شعبان 1427هـ