سيطرت الكوميديا على سوق السينما على مدى 6 أعوام تقريبا، فبعد النجاح الخرافي الذي حققه فيلم «إسماعيلية رايح جاي» اندفع صناع السينما مع تيار الكوميديا. وكان القائد هو محمد هنيدي وأبناء جيله مثل الراحل علاء ولي الدين وأحمد آدم وأشرف عبدالباقي وهاني رمزي، وبرز مع هذه الظاهرة نجوم آخرون لم يكونوا يحلمون بأكثر من الأدوار المساعدة مثل محمد سعد «اللمبي» وأحمد حلمي ومحمد لطفي. وحققت أفلام كوميدية عدة إيرادات خرافية غير مسبوقة في التاريخ السينمائي. غير أن الأفلام الجادة كانت تسقط دائما في مواجهة هذا التيار إلى ان لفتت هذه الظاهرة الأنظار في العامين الأخيرين وتحديداً مع نجاح بعض الأفلام الجادة التي لا تنتمي إلى تيار الكوميديا، ولم يكن النجاح على المستوى الفني فقط لكنها حققت إيرادات ضخمة ربما تخطت الكثير من أفلام نجوم الكوميدية مثل «مافيا» بطولة أحمد السقا، في العام الماضي، الذي حقق إيرادات وصلت إلى 10 ملايين جنيه متفوقاً على فيلم «صاحب صاحبه» لنجمي الكوميديا محمد هنيدي وأشرف عبدالباقي. كذلك فيلم «السادات» لأحمد زكي الذي تخطت إيراداته 13 مليون جنيه.

وخلال موسم الصيفي الجاري مازالت أفلام نجوم الكوميديا تحقق الإيرادات الأعلى، غير أن الظاهرة الجديدة كانت إقبال الجماهير على الأفلام الجادة التي تعالج قضايا تمس الأسرة والمجتمع، ما يعد انقلابا على تيار الكوميدية وهزة زلزلت عرش نجومها. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل حان الوقت لانهيار إمبراطورية الكوميديا في السينما مع نهاية هذا العام؟ وهل ننتظر موجة سينمائية جديدة؟ وما صفة هذه الموجة ومن يحمل لواءها؟