العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ

تحركات لاحتواء أزمة «المحرق»

نشطت الفعاليات الاجتماعية والدينية والسياسية أمس بهدف احتواء الازمة التي تسبب فيها دعاة «التطهير العرقي» الذين وزعوا منشورات تطالب بطرد البحرينيين من اصول ايرانية. وقال عضو مجلس بلدي المحرق مجيد كريمي لـ «الوسط» انه تلقى اتصالات كثيرة بهدف تهدئة الوضع، فيما التقى النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الشيخ عادل المعاودة مع الشيخ حسين النجاتي مساء أمس الأول بهدف الوقوف امام الفتنة التي اثيرت في المحرق.

ومن جانبه دعا محافظ المحرق سلمان بن هندي الى ترابط أهالي المحرق من الطائفتين الكريمتين، وان يتصدوا للمحاولات المغرضة التي تهدف الى شق الوحدة الوطنية، مؤكدا تشكيل لجنة لتقصي الحقائق.


الأزمة المفتعلة زادت من ترابط الأهالي

سحابة صيف «المحرق» تتلاشى و... تزول

المحرق - سعيد محمد، احمد الصفار

تلك الأمسية، التي كانت أمسية نادرة من أمسيات مدينة المحرق، جعلت من مجلس عائلة «الدوي» الكريمة، وهي إحدى عوائل المحرق العامرة، مجلساً يعيد معاني الخير والطمأنينة إلى قلوب وطرقات ودروب المدينة، وبهذا، تلاشت سحابة «صيف المحرق» لتزول شيئاً فشيئاً بعد تأثير مزاعم وجود مخطط ايراني لاستملاك الأراضي في المدينة بهدف دعم جمعيات سياسية وتغيير التركيبة السكانية.

حضور المجلس يؤكد أن أهالي المحرق صاروا يدركون أن القضية لا يمكن فهمها بالصورة التي تنشرها الصحافة، ولذلك، حضروا بأعداد كبيرة ليتابعوا ويستمعوا وينصتوا، ولترتفع الأصوات التي لاتزال قلقة من المخطط وابعاده وما يمكن أن يسببه، فيما تماثلها أصوات أخرى تطرح الحقائق أمام الناس ومنها ما طرحه الوجيه يوسف بن حسن حين اشار الى توجيهات سمو رئيس الوزراء التي فهم الجميع منها حرص سموه على الحفاظ على تاريخ المدينة.

الأهالي في ربكة!

حتى بعد انقضاء المجلس، بقي الكثير من أهالي المحرق في «ربكة» بسبب القصة!! فبعض من استطلعنا رأيهم أشاروا الى أن هذا اللقاء هو الأهم في الواقع منذ سنين طويلة، وكثيراً ما شهدت المحرق لقاءات مهمة، لكن مثل هذا اللقاء يعد الأهم لأنه يتناول قضية حساسة جداً، واذا كانت قضايا كثيرة وملفات متعددة مثل ملف التجنيس والطائفية تعد من القضايا المهمة البالغة الحساسية، إلا أن قصة المخطط الإيراني يبلغ مداه من ناحية الخطورة والحساسية في آن واحد.

وبسبب تلك الربكة، وجدنا صعوبة في التحدث مع بعض الشخصيات المعروفة، بل وجدنا صعوبة حتى في استطلاع آراء عامة الناس، لكن هناك من أراد أن يؤكد على أنه اذا كانت هناك معلومات أمنية تؤكد وجود مخطط فإن المطلوب من جهاز الأمن الوطني ووزارة الداخلية والأجهزة ذات العلاقة سرعة كشف المخطط وتقديم المتورطين للمساءلة القانونية، وكما علمنا فإن وزارة الداخلية بادرت بتشكيل لجنة وهي تتابع الموضوع دون شك لأننا نعلم أن مثل هذه الأمور لا توصل الى نتائج سريعة ومؤكدة اذ تتطلب بحثاً وتمحيصاً وتدقيقاً.

أنا في غاية الحزن!

مواطن بحريني من أصول ايرانية كان خارج المجلس بعد أن وجد من الصعوبة الحصول على مقعد في الداخل، وظل يتابع الحديث ما اتاح له الباب ذلك، وليس هو الوحيد من البحرينيين ذوي الأصول الإيرانية الذين حضروا المجلس وإن كانوا قلة، لكنه عبر عن الحزن لما أثارته تلك القضية وهو الآخر، يتفق مع القول المطالب بتقديم المتورطين الى المحاكمة والعدالة وايقاع اشد العقوبات عليهم اذا ما ثبت ذلك، لكنه في الوقت ذاته يقول إن البحرين وايران اصبحتا تتمتعان بعلاقات قوية جداً طوت صفحة الماضي، وأن الذي يحدث في تقديره ما هو الا محاولة للنيل من العلاقات الجيدة بين الأهالي في المحرق أولاً ثم يتعدى ذلك للتأثير على العلاقات البحرينية الإيرانية التي ما أن تتحسن حتى تخرج اصوات نشاز «صغيرة» تظن أن في مقدورها التأثير على تلك العلاقات.

ويضيف: «لست أنا من شعر بالحزن لوحده.. زوجتي وبناتي كذلك كن ولا زلن في غاية الحزن والضيق، مع أنه والله يشهد، فإن أحداً من جيراننا لم يضايقنا ولو بكلمة واحدة، بل كانوا يغلقون هذا الموضوع بسرعة حين يفتح، وأحياناً كانوا يعبرون عن عدم تصديقهم له».

وعلى هذا الأساس، فإن «عبدالرضا.ج»، يدعو الرموز الدينية والوجهاء في المحرق الى تعزيز العلاقات من خلال هذه المجالس التي تطيح بالجليد وتفسح المجال للتصدي لكل ما من شأنه تعكير العلاقة، وهو يرى أن هذه الأزمة المفتعلة ضاعفت من العلاقات بين الأهالي من مختلف الأطياف.

الشباب لم يكترثوا!

من المهم الإشارة الى أن فئة من الشباب المتعلمين لم يكترثوا لهذه القصة.. ففي مقهى قريب، جلس مجموعة من الشباب يتبادلون أطراف الحديث ويلعبون الدومنة، وكانت المجموعة، ومن محاسن الصدف، تضم أبناء الطائفتين بل ومن بين السبعة، كان هناك إثنان من الشباب من أصول ايرانية «محمود ويحيى»... تحولت وجوه الشباب وتغيرت حالما طرحنا عليهم رأيهم في قضية المخطط الإيراني المزعوم، فقد كان واضحاً من هزة الرؤوس وحركة مط الشفاه، أن الموضوع لا يهمهم اطلاقاً، لكن احد الشباب اشار الى نقطة تستحق التفكير: «اذا كان هناك مخطط فالحكومة تستطيع كشفه... على أي حال لسنا في دولة ضعيفة أمنياً، ونحن تعودنا بين فترة وأخرى أن تصدر مثل هذه القضايا المتعلقة بالأمن الداخلي... الأمن القومي ليس لعبة لمن يريد أن يلعب... ومن يريد فليذهب بعيداً، لكنني متضايق جداً من الناس الذين يصدقون مثل هذه القصص ويتأثرون بها أيضاً ويروجونها.

«لقد رأيتم ما حدث يوم الجمعة» تحدث شاب آخر مشيراً الى توزيع الملصقات بمنشور على منازل المواطنين في حالة بوماهر تدعوهم لطرد البحرينيين من أصول ايرانية، وهو يقول: «ليس الطرد هو الحل، فإذا كان هناك مواطنون متورطون في مثل هذه القضايا، فهناك نيابة عامة ومحاكم واجهزة أمنية تعمل ضمن نظام دقيق... هذا الذي يجب أن يحصل... وليس من خلال المنشورات التي عرفنا أن من يقف وراءها عدد قليل من الشخصيات المعروفة التي تستعد لترشيح نفسها وتظهر في كل مكان واسماؤها مطروحة، وقد علمنا أنه بعد جمع الأدلة يمكن أن يتعرض أولئك للمساءلة القانونية على ما حاولوا اثارته من مشكلات في المدينة.

إعادة مؤكدة...

غازي وهاشم

في المجلس، كانت مشاركة النائب فريد غازي تعكس اهتمامه بالموضوع، فقد عاد من جديد ليؤكد المفاجأة... مفاجأة الدعوات التي تقول إن «هناك من يريد شراء العقارات للتخابر مع دولة أجنبية، ونحن نستغرب من هذه الدعوات فهناك من كان لا يملك جوازاً ولم يكن بمقدوره تسجيل ملكه باسمه وبعد أن حصل على الجواز حوّل عقاره باسمه، فأين المشكلة؟ للأسف، إن هناك نوايا تتجه إلى ما هو أبعد مما تم تصويره في بعض الصحف المحلية... أنا معكم في أن البعض غرر به بأن هناك هجمة إيرانية، لكننا يجب ألا نتهم أحداً جزافا». وسأل غازي «هل لدينا جهاز مخابراتي قاصر في البحرين؟ وهل نشاط المصرف المركزي قاصر عن كشف المصارف التي تعطي قروضاً من دون ضمانات؟ فنحن اليوم مراقبون حتى عند تحويلنا مبلغ 200 دولار لأن من بين أسمائنا محمد وأحمد». (انتهى الإقتباس).

وأعيد الحديث، قرار سمو رئيس الوزراء التنظيمي بوقف البيع في المنطقة القديمة، وأن قراراً آخر صدر عن مجلس بلدي المحرق لتخطيط أراض وشوارع في المحرق وتحويلها إلى تجارية، وهو ما جعل التجار وغيرهم يتهافتون بشكل كبير على شراء العقارات في منطقة المحرق القديمة.

ولعل في كلام أمين عام حركة العدالة الوطنية المحامي عبدالله هاشم من يلقي بالمسئولية على الجميع اذ قال: «إننا نشعر أن المحرق مسئولية الجميع، وأن كل ذرة من ذرات الوطن عزيزة علينا كما هو البيت، والمحرق تمثل الخليط الطائفي والعرقي ضمن سلام شامل حافظنا عليه ضمن خط أحمر، وأن ما طرح بشأن التملك في المحرق تأكيده بشكل جازم من دون أدلة، لا يحتسبه العقل ولا يقف أمامه عاقل، ونفيه من دون أدلة كذلك لا يقره عاقل».

نظرة متشائمة!

لكن فئة أخرى من المواطنين في المحرق لا يزالون متشائمين! فهناك من تأثر كثيرا بكلام أصحاب الفضيلة الخطباء يوم الجمعة الماضي الذين تحدثوا بلهجة ساخنة عن المخطط ووجهوا دعوات لتقديم المتورطين الى العدالة، فالمواطن (...) من سكنة حالة بو ماهر يشير الى أن الكل يتفق على ضرورة تقديم أي متورط في مثل هذه الأمور الى العدالة لينال جزاءه، وقد سمعنا الخطباء في صلاة الجمعة يطرحون موضوع المخطط وقرأنا في بعض الصحف مثل هذه (الأشياء) لكن وجدنا أن الصحافة سكتت فجأة عن الموضوع بعد أن صالت وجالت، وأن بصراحة لا أشك في جيران من «العجم» لكن من المهم أن نكون على اطمئنان ونتمنى أن تطلعنا جهة رسمية على الأمر، فما حدث في مجلس عائلة الدوي هو اجتماع أهلي واستمعنا فيه الى الآراء المختلفة، لكن ليس بينها رأي حكومي في القضية!

المجالس ستستمر!!

ويؤكد وجهاء في المحرق أن المجالس ستستمر الى أن تزول هذه القصة أو يحدث ما يغير المسار في حالة وجود مشكل حقيقي غير واضح، مع أنهم قالوا إن مقربين من السفارة الإيرانية حضر احدهم اللقاء اشار الى أن هذه القصة لا يمكن أن تكون مقبولة اطلاقاً وعبر عن استيائه من استمرار مثل هذه القصص خصوصاً بعد مرور سنوات من العلاقة الوطيدة بين البحرين وايران خصوصاً وايران ودول مجلس التعاون عموماً.

وفي الختام، تسلمت «الوسط» أمس رسالة بالبريد الإلكتروني من مجموعة من الأهالي يعبرون فيها عن شكرهم لمتابعة هذه القضية ومساهمة الصحيفة في التحذير من مغبة التأثير على العلاقات بين الأهالي.


لجنة لتقصي الحقائق

محافظ المحرق يؤكد الوحدة الوطنية

المحرق - الوسط

أكد محافظ المحرق سلمان عيسى بن هندي «ترابط الأهالي من الطائفتين الكريمتين، ووقوفهم صفاً واحداً وراء قيادة البلاد، وتصديهم لكل المحاولات المغرضة التي تهدف الى ضرب الوحدة الوطنية، مبيناً ان لجنة لتقصي الحقائق سيتم تشكيلها جاء ذلك خلال استقبال محافظ المحرق بمجلسه الأسبوعي، رئيس مجلس المحرق البلدي محمد الوزان وعدد من رجالات المحافظة وأهاليها، وفي بداية اللقاء رفع المحافظ الشكر والتقدير لرئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على زيارته المحرق في شهر أغسطس/ آب الماضي، مؤكداً أن رئيس الوزراء لا يمر بالمحرق أو بذكرها حتى يشيد برجالاتها وأهاليها والاطمئنان على احوالهم وظروفهم المعيشية والعمل على تصريف جميع أمورهم واحتياجاتهم.

على صعيد آخر كشف رئيس مجلس المحرق البلدي عن مشروع دوحة عراد الذي خصصت له الحكومة خمسة ملايين ونصف المليون دينار مضيفا أن وزير الاشغال والإسكان قدم دعما بمقدار 300,000 دينار للمشروع الذي سيضم مضماراً للمشي على امتداد اربعة كيلومترات فضلا عن محلات مخصصة للدراجات الهوائية وغيرها، مؤكداً أن تنفيذ المشروع سينجز خلال ثمانية عشر شهر.

وأكد الوزان وجود مباحثات بشأن تنفيذ مشروع متنزه الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي خصصت له مساحة 80,000 متر مربع وهي ما تعادل حديقة المحرق الكبرى في الجانب المحاذي للجسر الذي يحمل اسم سموه.

من ناحية أخرى وجه محافظ المحرق شكره وتقديره الى رئيس وأعضاء جمعية المحرق التعاونية التي وقعت أخيراً اتفاقاً مع شركة بابكو من أجل افتتاح محطة للوقود، موضحا الجهود الطيبة التي بذلتها الحكومة في تنفيذ هذا المشروع الذي سيخدم أكثر من 4000 مساهم بالمحافظة.


ضمن سلسلة لقاءات بين رموز المنطقة لاحتواء المشكلة

النجاتي يلتقي المعاودة لبحث تداعيات «أراضي المحرق»

الوسط - محرر الشئون المحلية

كشفت مصادر مطلعة لـ «الوسط» أن لقاءً جرى مساء أمس الأول (السبت) بين النائب الثاني لمجلس النواب الشيخ عادل المعاودة والشيخ حسين النجاتي، مرجحةً أنه جاء بهدف الوقوف أمام الفتنة التي أثيرت في المحرق أخيراً، بشأن وجود مخطط إيراني لاستملاك بعض العقارات في حالة بوماهر بهدف دعم الجمعيات السياسية الموالية لإيران وتغيير التركيبة الديمغرافية للسكان.

وكان من المتوقع عقد مثل هذه اللقاءات بين رموز وشخصيات بارزة في المحرق لاحتواء الأزمة التي افتعلها البعض لإشعال فتيل الفتنة الطائفية في المنطقة، وكان آخرها منشورات تم لصقها على جدران حالة بوماهر فجر الجمعة الماضي تدعو الأهالي إلى طرد البحرينيين من ذوي الأصول الإيرانية وسحب جوازاتهم من قبل الحكومة وإبعادهم عن البلاد

العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً