أدار المخرج والكاتب الأميركي الأكثر مبيعا في العالم، والحائز على جائزة الأوسكار مايكل مور دفة مهرجان تورنتو الدولي للسينما نحو السياسة بانتقاده الشديد للحرب على العراق وبتقديم استعراض لمشاهد من فيلمه المقبل «سيكو» الذي ينتقد نظام الرعاية الصحي الأميركي. وأدلى مور الذي فاز بجائزة أوسكار أحسن فيلم وثائقي للعام 2002 عن فيلم «بولينج فور كولومباين» وسجل رقما قياسيا في مبيعات فيلمه «فهرنهايت 9 - 11» بآرائه بشأن العراق فيما ضج المكان بالتصفيق من جانب الجمهور الذي بدا متعاطفا مع رأيه.
- ولد في دايفسون وهي من أحياء مدينة فلينت في ولاية ميامي في العام 1954.
- كان واحداً من أصغر الأميركيين الذين ينجحون في الوصول إلى منصب عبر الانتخاب الحر، ففي سن الثامنة عشرة، تقدم للحصول على كرسي في مجلس مدرسة مدينة فلينت، وحصل عليه.
- درس السياسة بجامعة ميتشيغان.
- عمل صحافياً لحبه الكتابة فعمل كمراسل صحافي لصحيفة «صوت فلينت» التي حولها فيما بعد إلى «صوت ميتشيغان» لتتحول إلى واحدة من أكثر الصحف احتراماً في وسط أميركا الغربية. كان لنجاح مور في هذا المجال الأثر الكبير عليه إذ دعته مجلة «الأم جونز» Mother Jones، لكي يصبح محرراً فيها، فانضم إليها. كانت «الأم جونز» واحدة من أكثر الصحف اليسارية احتراماً في كل الولايات المتحدة الأميركية، لكن مور رأى أن هذه المجلة التي تصدر من سان فرانسيسكو قد فقدت الكثير من قدرتها على الإثارة، وأن عليه هو أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ولذلك فإنه خلال عام واحد طرد منها، لرفضه المتكرر مهاجمة الثوار السندينيين (في نيكاراغوا) في مقالاته، مؤكداً وبشكل دائم أحقية أهدافهم وثوراتهم.
- بعد فترة من العمل مع مؤسسة رالف نادر(مرشح سابق للرئاسة الأميركية، وعضو بارز وفاعل في حزب الخضر)، تلقف مور فكرة القيام بفيلم عن مدينته الأم، فلينت، وتأثير قدوم شركة كبيرة مثل جنرال موتورز إلى المدينة، وكيف أنها ساهمت في تدمير كل البنى الصناعية في المدينة. الفيلم الذي صور في المدينة، ومع الناس العاديين، نال نجاحاً باهظاً، ولكنه كلف مور الكثير والكثير من التعب والعذاب، حتى انه اضطر إلى رهن بيته، وكل ما يملك لكي يكمل تصويره. لينتهي الفيلم في العام 1989 وينال اهتمام النقاد، ويكرم في الكثير من المهرجانات السينمائية، وليصبح واحداً من أكثر الأفلام الوثائقية نجاحاً مادياً في تاريخ السينما.
- بعد ذلك النجاح قدم مور بالاشتراك مع كيفن رافيرتي مصور فيلمه السابق - فيلماً وثائقياً صغيراً هو «دم في الوجه» Blood in the face، عن الجماعات العنصرية البيضاء.
- ثم اتجه لإخراج الأفلام الوثائقية مثل «تهديدات من أميركي غير مسلح»، و«روجر وأنا» الذي انتقد فيه الرأسمالية الأميركية التي تضحي بالأرواح لتحقيق الثراء والمكاسب المادية وغيرها.
- في العام 1999 شهد عودة مور إلى التلفزيون عبر كوميديا سياسية مشابهة لبرنامجه السابق وكان اسم البرنامج هذه المرة «الحقيقة المرة» (أو البشعة) .The Awful Truth
- في العام 2001 أنهى كتابه الأشهر «رجال بيض أغبياء» إلا أن الكتاب كاد أن يتلف في الدار المنتجة، لأن حوادث 11 سبتمبر/أيلول وتدمير مركز التجارة العالمي، جعلت الدار المصدرة تخاف من إخراج كتاب لكاتب كهذا، لكن الأمور عادت إلى نصابها في العام 2002 وعاد الكتاب إلى الواجهة، وصنف كذلك ضمن أفضل المبيعات في أميركا والعالم.
- في العام 2002 قدم مور فيلمه الثاني «بولينغ لأجل كولمبين» Bowling for Columbian، (مرتكزاً في الأساس على الحوادث التي جرت في مدرسة كولومبيان الثانوية، التي حدثت فيها جريمة قتل عنيفة لطلاب في المرحلة الثانوية)، وهو الفيلم الذي يتحدث عن عشق الأميركان للأسلحة النارية والعنف، ما ذكرنا إلى حد ما بفيلم أوليفر ستون، «إنهم يولدون قتلة بالفطرة» Naturally born killers, الذي طرق فيه الموضوع نفسه في السابق. ونال فيلم مور، جائزة لجنة النقاد في مهرجان «كان»، بعد أن كان فيلمه هو أول فيلم وثائقي يشارك في مسابقة الأفلام في هذا المهرجان. وقد نال الفيلم نجاحاً جماهيرياً، كما مادياً منقطع النظير ليصبح أنجح فيلم وثائقي على الإطلاق حتى ذلك الوقت.
- وفي العام نفسه رشح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي وفاز بها، وأثناء تسلم الجائزة، اغتنم مور الفرصة، وهاجم جورج بوش من على المنصة وحربه ضد العراق، واصفاً إياه بالغبي، ما أثار موجة هائلة من ردات الفعل المعارضة والمؤيدة.
- انتظر بعد ذلك عامين، لكي يقدم فيلمه «فهرنهايت 11/9»، الذي يتحدث فيه عن جورج دبليو بوش، بوضوح وبصورة علنية، وعن علاقته بصدام حسين، والحرب على العراق، والعلاقة مع بن لادن. إنه باختصار فيلمه الحدث. الفيلم الذي نال السعفة الذهبية في «كان»، والذي لايزال يحقق الملايين على شباك التذاكر (حقق 21 مليون دولار في أميركا وحدها وفي أسبوع واحد)
العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ