أحيا الليبيون أمس الأول الذكرى الخامسة والسبعين لإعدام رمز الجهاد الليبي ضد الاستعمار الايطالي عمر المختار إذ أصدرت الحكومة الليبية قرارا اعتبرت فيه هذا التاريخ يوم حداد رسمي في جميع انحاء البلاد.
- هو عمر بن المختار بن عمر من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة.
- حاله الاجتماعية: كان متزوجا وله أولاد.
- حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً واستشهد بإعدامه شنقاً و يبلغ من العمر 73 عاماً.
- ولد العام 1862 في قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية.
- تربى يتيما، إذ وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.
- تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور، ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على يد كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم قطب الحركة السنوسية الإمام السيد المهدي السنوسي، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.
- شارك في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي) وحول واداي. واستقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً، ثم عين شيخاً لزاوية «عين كلك» ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الاصقاع النائية.
- بعد وفاة محمد المهدي السنوسي العام 1902 تم استدعاؤه إذ عين شيخاً لزاوية القصور.
- ساهم في تأسيس وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912 أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي.
- بعد الانقلاب الفاشي في إيطاليا في أكتوبر/ تشرين الأول 1922، وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على محمد إدريس السنوسي، واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخوه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.
- بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر العام 1923 للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد، وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين.
- وتوالت الانتصارات، الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة، فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية، إذ عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير/ كانون الثاني 1929، ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.
- تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده، وطلب مفاوضة عمر المختار، تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل/ نيسان 1929.
- في معركة أكتوبر العام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان أوصلها لقيادته، فرآها القائد الايطالي غراتسياني فقال: «الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما».
- وفي 11 سبتمبر/أيلول من العام 1931، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقتها تعزيزات، واشتبك الفريقان في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدو فأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قتلت فرسه تحته وسقطت على يده ما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلى مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد نقله رأسا إلى بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
- عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت، وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ «إن الحكم إلا لله لا حكمكم المزيف... إنا لله وإنا إليه لراجعون».
- وفي صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألفاً من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر الشيخ عمر المختار مكبل اليدين، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم.
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلى الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كانوا على مقربة منه انه كان يؤذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية» ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلى ربها تشكو أليه عنت الظالمين وجور المستعمرين
العدد 1473 - الأحد 17 سبتمبر 2006م الموافق 23 شعبان 1427هـ