يتواصل »الوسط الرياضي« اليوم مع سلسلة النجوم القدامى الذين خدموا الرياضة البحرينية على مدار السنوات الماضية.
ولأن الماضي مختلف عن الحاضر فإننا بحاجة إلى استرجاع تلك السنوات البعيدة للوقوف على ما آلت إليه رياضتنا اليوم.
في لقائنا اليوم نرجع بعيدا إلى الوراء إلى خمسينات وستينات القرن الماضي حين كانت رياضتنا تخطو خطواتها الأولى بشكلها الرسمي.
في ذلك الزمن البعيد كان الإعلام غائبا أو مغيبا إلى حد كبير، لذلك فإن نجوما كثيرة بزغت واختفت من دون أن تلقى حقها الحقيقي من الناحية الإعلامية.
في هذه الزاوية اليومية نسلط الضوء على هؤلاء النجوم القدامى وفي شتى الألعاب، إذ نستضيف اليوم اللاعب القديم محمد حسن الخراز الذي كان لاعبا قديما في ستينات القرن الماضي في نادي المحرق.
محمد حسن الخراز، قد لا يعرفه شباب اليوم ولكن الكثيرين يعرفونه ممن عاصروه قبل 40 عاما من الآن، حيث لعب الخراز في مركز الدفاع في نادي المحرق وعاصر الكثير من نجوم ذلك الزمن الجميل الذي بدأ فيه المحرق يفرض سيطرته على كرتنا المحلية.
الخراز نستضيفه اليوم في هذه الحلقة الرمضانية ونتذكر معه مسيرته الرياضية وأبرز إنجازاته وحياته الخاصة في شهر رمضان المبارك.
البداية في »الفريج«
كيف بدأت مسيرتك الرياضية؟
- بدأنا اللعب في »الفريج« في العاصمة المنامة في الخمسينات من القرن الماضي، إذ لعبنا في فريق الوطني وكذلك في فريق النصر الجديد.
كنت حينها في مدرسة القضيبية، حيث عملنا على تكوين فريق العلم الخليفي بقيادة الشيخ خليفة بن مبارك آل خليفة في مطلع الستينات. وشاركنا بهذا الفريق في الدورات الصيفية في مسابقات الاتحاد وحققنا الكثير من الإنجازات والبطولات.
الانتقال إلى نادي المحرق
متى انتقلت للعب في صفوف نادي المحرق؟
- بعد مشاركتنا مع فريق العلم الخليفي، شاهدنا اللاعب عيسى بونفور الذي طلب من مجموعة من أعضاء الفريق اللعب في صفوف فريق المحرق، إذ انتقلت أنا وصالح البلوشي وعبدالرحمن صقر وغيرهم للعب مع المحرق. شاركنا في البداية في دوري الدرجة الثانية وبعد ذلك لعبنا في فريق الدرجة الأولى، حيث كان المحرق يملك آنذاك فريقين أحدهما في الدرجة الأولى والآخر في الدرجة الثانية.
ولعبت أولى مبارياتي في دوري الدرجة الأولى ضد فريق الترسانة وحينها تمكنا من الفوز 13/صفر على ملعب نادي المحرق.
وبعد هذه المباراة واصلت اللعب مع المحرق إلى حين تركي الكرة في مطلع السبعينات، حيث استمرت في الملاعب قرابة الـ 30 عاما. وحققنا خلال هذه الفترة الكثير من البطولات مع نادي المحرق.
هل مارست ألعاباً أخرى غير كرة القدم؟
- بعد انتقالي للعب في نادي المحرق لعبت أيضا في كرة السلة هناك، ولكن معظم تركيزي كان ينصب على كرة القدم.
هل تذكر زملاءك في الملاعب آنذاك؟
- لما لعبت مع فريق المحرق في الدرجة الثانية كان هناك لاعبون أتذكر منهم عبدالرحمن صقر، والشيخ أحمد بن أحمد آل خليفة وسلطان بورشيد. أما في دوري الدرجة الأولى فقد زاملت أحمد سالمين، عيسى بونفور، الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، حسن غريب وراشد شريدة وغيرهم من اللاعبين.
هل تتابع الدوري البحريني حالياً؟
- حقيقة لا أتابع الدوري في الوقت الحالي بسبب انشغالاتي الكثيرة وارتباطي بالعائلة، واقتصر في متابعاتي على ما يكتب في الصحف المحلية. لا أملك الوقت الكافي لمتابعة مباريات الدوري المحلي ولكني أتابع مشاركات المنتخب الخارجية وخصوصا في تصفيات كأس العالم
كيف ترى الفرق بين الكرة في السابق والكرة الآن؟
- في السابق كان اللاعبون يعشقون الكرة بشكل خيالي وفي سبيلها يضحون بالكثير من الأشياء، إذ كنا مثلا نعاني يوميا في الانتقال من المنامة إلى المحرق للعب في ظل عدم توافر المواصلات ما يدفعنا للمشي مسافات طويلة. آنذاك كانت الروح والحماس هما السمتان الغالبتان للاعبين، أما اليوم فإن السمة الغالبة هي المادة. كما أن اللاعبين أصبحوا أكثر غرورا وأقل تواضعا.
في السابق لم نكن نحصل على شيء مقابل لعبنا الكرة، أما اليوم فإن جميع الظروف تغيرت.
الجمهور أيضا تغير ففي السابق كانت الجماهير تملأ الملاعب وتهتف بقوة لتشجيع اللاعبين ولم يكن يستطيع أي لاعب أن يتخاذل أو يتهاون داخل الملعب لأن الجماهير ستحاسبه وتطالب بإخراجه.
كيف تقيِّم مستوى منتخبنا الوطني في الفترة الحالية؟
- ليس هناك مستوى ثابت للمنتخب، ففي بعض الأحيان يكون المستوى مرتفعا وفي أحيان أخرى يكون المستوى أقل، إذ إن الطفرة التي حصلت في الأداء لم تستمر وعاد المستوى إلى حاله القديم. باعتقادي أن المنتخب يحتاج إلى شيء من التجديد وإلى دماء شابة تدفع الحماس في صفوفه.
بعد هذه السنين التي لعبت فيها، هل شجعت أبناءك على دخول المجال الرياضي؟
- حقيقة لم أشجع أبنائي على لعب الكرة كثيراً، لأني اعتقد أن الرياضة هي هواية بالأساس تنبع من داخل الفرد الذي يذهب لممارستها، وبالتالي فقد تركت حرية الخيار لأبنائي في هذا المجال.
مع شهر رمضان
كيف هي علاقتك مع شهر رمضان؟
- في السابق كنا نقيم الكثير من الدورات الكروية في شهر رمضان المبارك وذلك بسبب توقف الدوري في تلك الفترة، وتتميز هذه الدورات بالحماس والإثارة والحضور الجماهيري، أما اليوم فإن القليل من هذه الدورات تقام في شهر رمضان.
هل تتغير حياتك كثيراً في الشهر الفضل؟ وما أفضل المأكولات بالنسبة إليك؟
- في شهر رمضان المبارك تتغير الحياة كثيرا، إلا أني أزاول أعمالي يوميا كالمعتاد، وبالنسبة إلى أحب المأكولات إلي في هذا الشهر فهو »الهريس«.
الاسم: محمد حسن الخراز.
الحال الاجتماعية: متزوج ولديه ثلاثة أبناء: خالد، حسن وفاطمة.
يعمل حالياً في وزارة شئون البلديات والزراعة
العدد 1484 - الخميس 28 سبتمبر 2006م الموافق 05 رمضان 1427هـ