ستكون حلبة شنغهاي مسرحا لانطلاق الحلقات الثلاث الأخيرة من «معركة اللقب» عندما تحتضن نهاية الأسبوع الجاري جائزة الصين الكبرى، المرحلة السادسة عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1، بحيث إن المنافسة ستكون في أوجها بين بطل العالم ومتصدر الترتيب الحالي سائق رينو الاسباني فرناندو ألونسو وسائق فيراري بطل العالم سبع مرات الألماني مايكل شوماخر.
وتفصل بين السائقين نقطتان فقط بعدما أشعل شوماخر المنافسة بفوزه بالمرحلة السابقة على حلبة مونزا بين «التيفوزي» الايطاليين قبل أن يعلن خبر اعتزاله رياضة الفئة الأولى مع انتهاء منافسات هذا الموسم.
واستفاد شوماخر من انسحاب ألونسو في مونزا، ليتوج بلقب هذا السباق للمرة الخامسة في مسيرته، مقلصا الفارق مع ألونسو إلى نقطتين قبل 3 مراحل على انتهاء البطولة، مانحا «الحصان الجامح» فيراري صدارة الصانعين على حساب رينو وبفارق 3 نقاط.
وتشير جميع المعطيات إلى أن سباق الصين سيكون حماسيا بكل ما في الكلمة من معنى، خصوصا ان الأجواء بعد سباق مونزا كانت متوترة من ناحية ألونسو الذي شن هجوما عنيفا على شوماخر واصفا إياه بأنه «أكثر سائق يفتقد الروح الرياضية في تاريخ الفورمولا 1».
وجاء كلام ألونسو في تصريح لصحيفة «ماركا» الاسبانية وقال خلاله: «شوماخر هو السائق الأكثر حصولا على العقوبات، وأكثر سائق يفتقد الروح الرياضية في تاريخ الفورمولا 1».
واعتبر ان نجم كرة القدم زين الدين زيدان «رحل بطريقة أكثر مجدا من شوماخر» على رغم توجيهه ضربة برأسه إلى المدافع الايطالي ماركو ماتيراتزي.
لكن ألونسو اعترف بان شوماخر «هو الأفضل حاليا، ومنافسته تعتبر فخرا كبيرا ومتعة كبيرة بالنسبة إلي».
واعتبر ألونسو ان العقوبة التي تعرض لها خلال التجارب الرسمية في جائزة ايطاليا بإرجاعه خمسة مراكز السبت الماضي، «تخطت حد النزاهة».
وكان ألونسو، بحسب مراقبي السباق، عوقب لأنه أعاق سائق فيراري الآخر البرازيلي فيليبي ماسا على رغم انه كان يتقدم عليه بمسافة 100 م خلال التجارب التأهيلية.
كما اعتبر ألونسو ان الاتحاد الدولي للسيارات «فيا» يحاول مساعدة شوماخر للفوز بلقبه الثامن قبل أن يعتزل.
وأكد ألونسو ان العقوبة التي تعرض لها في مونزا لم تكن عادلة، ما دفع الجميع إلى مساندته لكي يتغلب على شوماخر وفيراري خلال السباق، وتمثلت هذه المساندة رأيه في الدعم الذي تلقاه من مراقبي السباق على جانب حلبة مونزا.
واعتبر ان فورمولا 1 لم تعد رياضة، مضيفا: «اشعر ان الاتحاد الدولي للسيارات كان يحاول مساعدة شوماخر للفوز بلقبه الثامن. وهذا الإحساس لا ينحصر بي فقط».
ورأى ألونسو ان الجميع يشعر بما يحصل، مرتكزا على السؤال الذي وجه إليه من قبل التلفزيون الاسباني حول موضوع إمكان تدخل «الفيا» لمساعدة شوماخر، مردفا: «الجميع هنا يفكر بالطريقة نفسها (كما هو يفكر)، لكن الشيء الوحيد الذي يشجعني هو الدعم الذي احصل عليه من الجميع. فرؤية مراقبي السباق يحيوني ويشجعوني ويقولون لي اهزم فيراري والصحافة الايطالية تتحدث عما حصل كـ «سرقة» يحفزني لكن لا يواسيني».
وتابع ألونسو: «اشعر بالعار أنا خجول بهذه الرياضة. ما يحصل هذا العام يعتبر على الأرجح أكثر اللحظات إحراجا في تاريخ الرياضة المعاصرة».
ولم تكن عقوبة سباق مونزا بحق ألونسو ورينو الأولى هذا العام، إذ غرم الاسباني بالتراجع إلى الصفوف الخلفية خلال جائزة المجر على حلبة «هنغارورينغ» في أغسطس/ آب الماضي بسبب مخالفة خلال التجارب الرسمية، كما منع الاتحاد الدولي رينو من استعمال «ممتص الصدمات» أو ما يعرف بـ «ماس دامبر».
وواصل ألونسو هجومه قائلا: «هذه القرارات لن تحسم البطولة، اعتقد اننا سنتفوق في السباقات الثلاثة المتبقية لهذا الموسم. اعتقد ان اللقب سيكون لنا والعار سيكون لهم».
أما مدير رينو الايطالي فلافيو برياتوري فاعتبر ان سباقات فورمولا 1 رياضة يتلاعب بها ويحدد بطلها سابقا، مضيفا: «لقد حدد لقب هذا العام حول الطاولة»، معتبرا ان اللقب قدم مسبقا إلى شوماخر.
وبعيدا عن ملابسات سباق مونزا فان حلبة شنغهاي التي تمتد على 5.451 كلم (56 لفة-305.066 كلم) تعتبر من الحلبات المفضلة لدى رينو وألونسو الذي فاز في سباق العام الماضي، مانحا خلاله رينو لقب الصانعين.
واعتبر ألونسو ان سباق نهاية الأسبوع سيكون صعبا للغاية، مضيفا: «لقد كررنا هذا الأمر طيلة العام: لا يمكن أن تتوقع ما سيحصل على الحلبة خصوصا ان المنافسة على أشدها. هدفنا الأساسي هو أن نضمن الانطلاق من المركز الأول ومن ثم الفوز بالسباق».
أما بالنسبة إلى شوماخر الذي رفض الرد على هجوم ألونسو، فان الحظ لم يكن إلى جانب الألماني خلال النسختين السابقتين في شنغهاي إذ اضطر العام 2004 للانطلاق من خط الحظائر بعد خروجه عن المسار خلال التجارب الرسمية ثم اكتفى بالمركز الثاني عشر خلال السباق، فيما كان المركز الأول من نصيب سائق هوندا حاليا زميله حينها البرازيلي روبنز باريكيللو.
أما العام الماضي فاضطر شوماخر أيضا للانطلاق من خط الحظائر بعد اصطدامه بسائق ميناردي حينها الهولندي كريستيان البرز، ولم يتمكن من إنهاء السباق بعد خروجه عن المسار.
وعلق شوماخر على هذا الأمر قائلا: «أمامي فرصة لأثبت نفسي في شنغهاي. لم أحقق نتيجة جيدة خلال المشاركتين السابقتين. إلا أن الأمر مختلف الآن لأننا نملك سيارة أفضل وبالتالي نأمل في أن نحقق نتيجة أفضل»، مضيفا: «هدفنا واضح، يجب أن نركز على اللقب. اعتقد ان حظوظنا اكبر في الفوز بلقب الصانعين لكن من الواضح انني ارغب في حصد اللقبين وسنحاول بأقصى جهودنا أن نحقق هذا المبتغى».
وستلعب الإطارات دورا أساسيا في تحديد هوية الفائز بسباق يوم الأحد بسبب المنعطفات التي ستتسبب بتآكل الإطارات الأمامية خصوصاً.
وتتميز حلبة شنغهاي بتمازج الخطوط السريعة المستقيمة والمنعطفات الضيقة والبطيئة خصوصا المنعطف الأيمن الأول الذي يعتبر من أطول المنعطفات في البطولة، وبالتالي سيكون أمام مهندسي الانسيابية في جميع الفرق دور كبير وصعب لإيجاد التسوية المثالية فيما يخص قوة الجر «داون فورس»، خصوصا في ظل وجود المنعطفات القوية بعد الخطوط المستقيمة، ما يعني أن التعديلات الخاطئة قد تفقد السائق السيطرة على سيارته عند دخوله المنعطفات.
شنغهاي (الصين) - د ب أ
قال نجم فريق رينو لسباقات سيارات فورمولا 1 وحامل لقب بطولة العالم السائق الاسباني فيرناندو ألونسو إنه اتخذ قرار الانتقال إلى فريق ماكلارين - مرسيدس من مطلع الموسم المقبل لان «عشقي لفريق رينو مات». وقال ألونسو في مقابلة نشرتها مجلة «أوتو موتور آند شبورت» الألمانية قبل سباق جائزة الصين الكبرى الذي يقام على مضمار شنغهاي يوم الأحد المقبل في المرحلة السادسة عشرة من بطولة العالم لفورمولا 1 للموسم الجاري إنه يريد «تغيير المناظر» بعد ست سنوات قضاها مع فريق رينو الفرنسي.
وقرر ألونسو الذي يتصدر حاليا الترتيب العام للبطولة في الموسم الجاري بفارق نقطتين فقط أمام نجم فريق فيراري الألماني مايكل شوماخر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ترك فريق رينو إلى ماكلارين - مرسيدس.
وقال ألونسو للمجلة: «كان ماكلارين دائما أحد الفرق الأولى في هذه الرياضة على مدار السنوات العشر الماضية». وأضاف ألونسو: «عشقي لرينو انتهى. وأريد تغيير المناظر». وقال ألونسو إنه يشعر بأن العلاقة مع رينو انتهت بالنسبة إليه حتى قبل حصول الفريق على لقب البطولة في الموسم الماضي موضحا: «ولكن ذلك أصبح أمرا عاديا بعد ست سنوات ضمن صفوف الفريق». ونجح ألونسو في قيادة فريق رينو في الموسم الماضي ليفوز بلقب بطولة العالم لفئة السائقين (الفرق) بعد أن كان رينو في المركز الرابع في سنوات سابقة.
وقال ألونسو: «ما من شيء آخر محتمل. ويجب أن أرحل وأنا في القمة». ومن بين الأسباب الأخرى التي دفعت ألونسو إلى قرار الرحيل ما تردد عن إمكان اتجاه رينو لترك أو تقليص اهتمامها برياضة فورمولا1.
وقال ألونسو إنه ليس لصالحه أن يقود سيارات فريق لم يكن يطمح إلى التتويج بلقب بطولة العالم. وأوضح: «لا أعتقد أن رينو سينفق في المستقبل المال المطلوب لتحقيق الفوز». وقال ألونسو إن الانتقال إلى فريق فيراري لم يكن ضمن البدائل المطروحة لأنه لم يتلق من قبل أي عرض من فيراري وإنه يشعر على أي حال بأن فريق فيراري الايطالي مرشح للفوز أكثر من الفرق الأخرى.
وقال: «سأقود سيارات فريق آخر وأحاول التغلب على فيراري». وقال ألونسو إن فرصته وشوماخر تبدو متساوية في الفوز باللقب هذا الموسم وذلك قبل ثلاثة سباقات على نهاية البطولة إذ تتبقى سباقات شنغهاي يوم الأحد المقبل واليابان ثم البرازيل في الثامن و22 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقال ألونسو: «لا يجب أن نرتكب أي أخطاء في السباقات الباقية ويجب أن نفوز فيها». وعلى رغم ذلك يعتقد ألونسو أن منافسه الألماني شوماخر (37 عاما) الذي سيعتزل اللعب في نهاية الموسم الجاري يتعرض لضغوط أكثر منه في الفترة الحالية.
وقال: «بالمقارنة مع شوماخر أتمتع بأن أمامي الكثير من السنوات يمكنني فيها الفوز باللقب بينما تبقت لشوماخر فرصة وحيدة في الموسم الجاري فقط ولذلك فإن الضغوط عليه أكبر». وعلى رغم ذلك كان «مهما لنا جميعا» أن نتغلب على «شخصية قيادية» في هذه الرياضة.
وقال ألونسو: «وجود شوماخر يدعم حقل سباقات سيارات فورمولا 1». وأضاف: «لن يحطم أحد الأرقام القياسية المسجلة باسم شوماخر لأنه من الصعب أن يظل سائق في هذه اللعبة لهذه الفترة الطويلة». وأضاف: «اللقب سيظل محتفظا بقيمته بعد اعتزال شوماخر ولكن صدى الإعلام والجماهير سيتغير»
العدد 1484 - الخميس 28 سبتمبر 2006م الموافق 05 رمضان 1427هـ