قالت وسائل إعلام رسمية يوم الثلثاء (3 أبريل/نيسان 2012)، إن السودان ارجأ افتتاح مصنع للسكّر كلفته مليار دولار، مؤجلاً مشروعاً استراتيجياً كان يهدف إلى مساعدة الحكومة في التغلب على أزمة اقتصادية حادة.
ويحاول السودان خفض وارداته الغذائية التي تذكي التضخم. وتعاني البلاد أزمة اقتصادية بعد ان خسرت ثلاثة أرباع إنتاجها النفطي - وهو شريان الحياة لاقتصادها - عندما أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو/ تموز.
وزيادة إنتاج السكّر هدف يحظى بأولوية لأن السكّر هو أحد أهم السلعة الغذائية لسكان السودان البالغ عددهم 32 مليوناً. ومثل غيره من السلع الغذائية زادت أسعار السكّر بعد نضوب الإيرادات النفطية - وهي المصدر الرئيس للعملة الصعبة - منذ يوليو.
ويستورد السودان معظم حاجاته من السكّر. وكان من المنتظر ان يفتتح الرئيس عمر حسن البشير شركة النيل الابيض للسكّر يوم الخميس (5 أبريل الجاري) لكن وكالة السودان للأنباء قالت إن الافتتاح تأجّل «لأسباب تقنية طارئة». ولم تذكر موعداً جديداً. وأضافت الوكالة أن البشير رفض خطاب استقالة من وزير الصناعة عبدالوهاب عثمان بسبب تأجيل افتتاح المصنع وهو أحد أكبر مشاريع التنمية في السودان في الأعوام القليلة الماضية.
وقال السودان الشهر الماضي إن المصنع سيبدأ بإنتاج سنوي أولي قدره 150 ألف طن يرتفع تدريجياً ليصل إلى 450 ألف طن في غضون ثلاث سنوات في إطار جهود لتحقيق اكتفاء ذاتي في السكّربحلول العام 2014. وشركة كنانة للسكّر - المملوكة إلى السعودية والكويت والسودان - هي اكبر مساهم في المصنع إضافة إلى شركات سودانية واثنين من المستثمرين المصريين. وكان وزير الصناعة السوداني، أعلن أن الحواسيب والبرمجيات اللازمة لتشغيل المصنع «ليست جاهزة بسبب العقوبات الأميركية» المفروضة على الخرطوم منذ 1997. وقال عثمان في بيان وزع على الصحافة: «انني أقدّم استقالتي إلى رئيس الجمهورية وأتحمل كامل المسئولية» عن هذا التأخر.
غير أن البشير رفض استقالة عثمان وأعلن تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب التأخر بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
العدد 3498 - الأربعاء 04 أبريل 2012م الموافق 13 جمادى الأولى 1433هـ