رفض ضابطان كبيران مُقرَّبان من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أوامر العزل والمناقلات، وتحدّيا السلطة الجديدة الانتقالية بشأن أحد أهم الإصلاحات المنتظرة القاضي بإعادة تنظيم القوات المسلحة.
وقد رفض قائد القوات الجوية اليمنية اللواء محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، قرار إقالته الصادر أمس الأول (الجمعة) عن الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، كما أعلن مصدر عسكري أمس السبت (7 أبريل/ نيسان 2012).
وعلى الاثر أغلق مطار صنعاء الدولي حين قام عسكريون موالون لقائد القوات الجوية بمحاصرته مع مسلحين من قبيلة حمدان التي ظلت موالية للرئيس السابق، مهددين بإسقاط أي طائرة تحلق في المنطقة. وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي الست أمس دعمها للإجراءات التي يتخذها الرئيس اليمني للخروج باليمن من الأزمة.
صنعاء - أ ف ب
أغلق مطار صنعاء أمس السبت (7 أبريل/ نيسان 2012) على إثر تهديدات بإسقاط أي طائرة تقلع منه أو تهبط فيه أطلقها عسكريون موالون لأحد المقربين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بحسب ما أعلن مصدر في إدارة المطار.
وبحسب المصدر فإن عسكريين موالين لقائد القوات الجوية الجنرال محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، والذي أقيل الجمعة بموجب مرسوم، غير أنه يرفض مغادرة منصبه، يطوقون المطار.
وقال المصدر «لم تقلع أو تهبط أي طائرة منذ أن أطلق العسكريون تهديدهم مساء الجمعة» مضيفاً أن عناصر من قبيلة حمدان الموالية للرئيس السابق يشاركون أيضاً في محاصرة المطار. وتابع أن هؤلاء المسلحين هم بقيادة أحد أعيان القبيلة، ناجي جمعان.
وقد عزل اللواء محمد صالح الأحمر الجمعة مع اللواء طارق محمد عبدالله صالح قائد الحرس الرئاسي وابن أخ الرئيس صالح بمرسوم رئاسي صادر عن الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور الهادي. لكنه رفض التنحي عن منصبه ما لم تتم إقالة عدد كبير من مسئولي الوزارة بمن فيهم وزير الدفاع، بحسب ما أفاد مصدر عسكري.
وفي أمر أصدره إلى قواته، طلب اللواء الأحمر «ألا تنفذ القرار الرئاسي» طالما بقي الوزير محمد ناصر أحمد ورئيس الأركان علي الاشول في منصبيهما. وهو يطالب من جهة أخرى بنفي عدد من أعيان قبيلة حاشد الكبيرة، كما يقول المصدر العسكري.
من جهة أخرى، فجر انتحاري، الجمعة دراجته النارية المفخخة قرب مركز للمخابرات في شرق اليمن من دون أن يسفر الهجوم عن إصابات، وذلك بعد ساعات من هجوم مماثل فاشل في عدن (جنوب) تبنته جماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وأفاد شهود عيان وكالة «فرانس برس» أن انتحارياً يقود دراجة نارية فجر مساء الجمعة نفسه بالقرب من مقر جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في محافظة البيضاء (180 كيلومتراً شرق صنعاء). وأوضح الشهود أن الانتحاري فجر نفسه قبل أن يصل إلى هدفه وعلى بعد خمسين متراً من بوابة مقر جهاز المخابرات وقد تناثرت أشلاؤه على بعد عدة أمتار من مكان الانفجار. ووقع هذا الهجوم بعد ساعات من انفجار دراجة نارية مفخخة قرب مقر جهاز المخابرات في محافظة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، وقد أسفر الانفجار عن مقتل رجلين كانا على متنها. وأكدت وزارة الدفاع أن القتيلين هما انتحاريان ينتميان إلى تنظيم «القاعدة» حاولا استهداف مركز المخابرات في عدن.
وقالت الوزارة على موقعها «26 سبتمبر» إن «انتحاريين من تنظيم «القاعدة» الإرهابي لقيا مصرعهما في انفجار دراجتهما النارية المفخخة (...) في المنصورة» الحي الواقع في مدينة عدن.
ونقل الموقع عن مصدر أمني قوله إن «الدراجة المفخخة انفجرت بالانتحاريين (...) قبل تنفيذهما عمليتهما الانتحارية التي كانت تستهدف مركزاً لجهاز الأمن السياسي بالمنصورة». ولم يشر إلى سقوط ضحايا في التفجير.
وأوضح أن «أجهزة الأمن تمكنت من معرفة هوية أحدهما ويدعى، فواز الصبيحي وهو من مدينة المنصورة ويملك مركز اتصالات في البلوك 24 فيما لم يتم التعرف على هوية الآخر لأن جسمه ووجهه تمزقا إلى أشلاء».
وعزز تنظيم «القاعدة» وجوده في جنوب وشرق اليمن مستفيداً من ضعف السلطة المركزية بعد تمرد شعبي استمر عاماً وأدى إلى رحيل الرئيس علي عبد الله صالح.
من جهته، أكد مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» أن القوات اليمنية شنت غارات وقصف مدفعي مكثف على المنطقة الحدودية بين أبين ولحج.
وذكرت أن «الغارات الجوية نفذها الطيران اليمني بمساعدة أميركية» دون أن يوضح طبيعة هذه المساعدة.
العدد 3501 - السبت 07 أبريل 2012م الموافق 16 جمادى الأولى 1433هـ