أناب عاهل البلاد البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لحضور المباراة النهائية لكأس الملك لكرة القدم والتي جمعت فريقي المحرق والرفاع والتي انتهت بفوز المحرق بثلاثة أهداف مقابل هدف في المباراة التي شهدها استاد مدينة خليفة الرياضية.

ونجح فريق المحرق أن يثبت زعامته بطولات الكرة البحرينية بلقب جديد بتحقيق الكأس الملكية للمرة السادسة عشرة ومحتفظاً باللقب للموسم الثاني على التوالي في خزائنه الذهبية وذلك في مشهد مثير في النهائي الجماهيري.

وعرف «الذيب المحرقاوي» التعامل الفني والمعنوي مع ظروف المباراة وخصوصاً في شوطها الأول والذي فرض خلاله تفوقه وأسلوبه واستثمر سوء حال الفريق الرفاعي في الشوط الأول وهز شباكه بهدفين، وتمكن من المحافظة على تقدمه في الشوط الثاني على رغم الصحوة الرفاعية والتي نجحت في تقليص الفارق، لكن الرفاع دفع ثمن الأخطاء الدفاعية القاتلة والتي أسفرت تسجيل هدفين في مرماه عن طريق عبدالله المرزوقي وداود سعد.

شوط أحمر

وكان الشوط الأول اصطبغ باللون الأحمر للمحرق الذي كان الأفضل من جميع النواحي ونجح في فرض أسلوب الهجوم الضاغط منذ البداية وأربك به فريق الرفاع واستطاع وسط المحرق علي عامر ومحمود جلال و محمود عبدالرحمن «رنغو» وسيدضياء سعيد في تأدية المهام الهجومية والدفاعية، واستطاع استثمار المساحات في المنطقة الرفاعية والثغرات بين وسط ودفاع الرفاع وضربها بالكرات الطولية باتجاه ثنائي الهجوم إسماعيل عبداللطيف وحسين علي بيليه ونجحت في الكرات في ضرب الدفاع الرفاعي المهزوز وخصوصاً في العمق وسجل من خلالها هدفين بنسخة كربونية، أولهما في الدقيقة السابعة عندما مرر محمود جلال تمريرة متقنة وراء المدافعين لينطلق باتجاه إسماعيل كالسهم من خلف المرزوقي وينفرد بالحارس الرفاعي حمد الدوسري وأسكنها اللطيف المرمى.

ثم عاد المحرق ليسجل هدفه الثاني بنفس السيناريو عبر كرة طولية من المدافع إبراهيم المشخص لينطلق نحوها اللطيف في سباق مع المرزوقي الذي حاول ابعادها لكن الكرة اتجهت نحو الزاوية اليمنى وباغتت الحارس الرفاعي الذي أعتقد أنها خارج المرمى.

في المقابل، لم يكن الرفاع في فورمته الفنية المعهودة خلال الشوط الأول سواء على الصعيد الجماعي أو الفردي وظهر بصورة مفككة بين خطوطه على رغم أن مدربه الوطني مرجان عيد دفع بالتشكيلة الأساسية التي لم تكن عناصرها في مستواها فانعكس ذلك سلبياً على الشكل الفني العام للفريق.

ووضح غياب خط الوسط الرفاعي عن أجواء المباراة في الشوط الأول فلم يقم بتأدية مهامه الدفاعية والهجومية و»سلَم» الأمور لصالح الوسط المحرقاوي، وواجه الفريق صعوبة في مواجهة أسلوب الهجوم الضاغط المبكر للمحرق وما زاد الطين بلة الاهتزاز الدفاعي والذي ساهم في تسجيل هدفي المحرق.

ويبدو أن البداية الهجومية المحرقاوية وضعت فريق الرفاع في مأزق فتأخر دخوله أجواء المباراة لكنه واجه صعوبة في بناء الهجمات في ظل غياب مفاتيح اللعب الهجومية المتمثلة في الثنائي طلال يوسف وسلمان عيسى بجانب عبدالله عبدو والسوري مردكيان، فيما ظل المهاجم النيجيري جامبو وحيداً في المقدمة دون فعالية في ظل غياب التموين والمساندة.

صحوة رفاعية وحسم محرقاوي

واختلفت صورة المباراة في شوطها الثاني بنسبة 180 درجة إذ صحا فريق الرفاع ودخل الشوط بصورة مختلفة بعدما نشط ونظم صفوفه خلال الاستراحة وأجرى مدربه تبديلين في خط الوسط بإشراك حسين سلمان ثم محمد عبدالوهاب، واستعاد طلال يوسف فورمته وبدأ يصول ويجول وحرَك الناحية الهجومية الرفاعية واستطاع تركيز اللعب في منطقة المحرق ويهدد مرماه، وكانت أولى الفرص لطلال الذي توغل من الجهة اليمنى وتخطى المدافع وليد الحيام وانفرد من الجهة اليمنى لكن طلال لم يحسن التصرف في اللمسة الأخيرة فلعبها سهلة وردها الحارس المتألق عبدالله الكعبي لترتد لطلال فلعبها برأسه ليمسكها الكعبي في الدقيقة السابعة.

واستمر الرفاع في إصراره على تغيير النتيجة حتى نجح في تقليص الفارق بهدف المدافع المتألق عبدالله المرزوقي الذي تقدم في إحدى الركلات الركنية فأستثمر الكرة التي حولها جامبو ليسكنها المرزوقي الشباك المحرقية ويعوض الهدف الذي سجله في مرماه بالخطأ!

وأعطى الهدف حماساً للرفاع فواصل محاولاته الهجومية لكن اللسمة الأخيرة لم تنجح في هز الشباك وتأخر مدربه في تعزيز الناحية الهجومية بإشراك عبدالرحمن مبارك في الدقائق الثلاث الأخيرة.

في المقابل، لجأ فريق المحرق الى تأمين تقدمه خلال الشوط الثاني من خلال تراجعه الى منطقته لمواجهة ردة الفعل الرفاعية وتحول لاعبي وسطه الى القيام بمهام دفاعية أكثر، وتحمل دفاعه العبء في هذا الشوط بجانب تألق وبراعة حارسه الشاب عبدالله الكعبي الذي تصدى للعديد من الكرات وأخطرها الركلتين الحرتين من طلال يوسف وحسين سلمان وحافظ على تقدم فريقه حتى النهاية، فيما أعتمد المحرق على الكرات المرتدة النادرة والتي جاء منها الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع عندما قادها حسين بيليه الهجمة الأخيرة وحاول تمريرها لكنها اصطدمت بقدم مدافع الرفاع دواود سعد واتجهت للشباك لتؤكد الفوز المحرقاوي باللقب وسط فرحة حمراء عارمة في الاستاد.

جماهير غفيرة في النهائي

تحول استاد مدينة خليفة الرياضية إلى خلية نحل يوم أمس بعد أن اكتظ بالجماهير الكثيرة التي تواجدت، وكانت غالبية الجماهير من جانب المحرق التي جلست على يسار المنصة الرئيسية إضافة إلى تواجدها في المدرجات الجديدة التي تم تركيبها مقابل المنصة الرئيسية.

ولم يقتصر الحضور الجماهيري على المدرجات، إذ كانت هناك جماهير كثيرة جداً جالسة خارج الملعب وتشاهد المباراة خلف «السياج» الموضع.

واشتكت أعداد جماهيرية كبيرة من التنظيم وخصوصاً بعد تجولها للكثير من الأوقات خارج الملعب تبحث عن أبواب الدخول بعد أن توجهت للكثير من البوابات ويتم توجيهها لبوابة أخرى.

وكانت هناك أعداد كبيرة أيضاً من جماهير الرفاع، وأعطت الجماهير رونقا جميلا للمباراة بتشجيعها ومؤازرتها فريقهما.

الدوسري: «احترقت» ولم أكمل مشاهدة المباراة حتى النهاية

أكد نجم فريق المحرق الدولي السابق راشد الدوسري الغائب بسبب الإصابة أن المباراة النهائية كانت صعبة على الفريقين، ولكن المحرق أثبت مجدداً أنه فريق اللحظات الحاسمة ونجح في حسم المباراة لصالحه.

وقال الدوسري: «بصراحة عايشت المباراة من المدرجات بأعصاب محترقة لدرجة أنني لم أستطع مشاهدة المباراة في دقائقها الأخيرة واتجهت الى غرفة الملابس وانتظرت نتيجة المباراة النهائية لأعود مجدداً الى الملعب بفرحة الفوز، الذي أهديه الى الجماهير المحرقاوية الوفية الكبيرة التي استحقت الخروج فرحة من الملعب».

ربان القلعة الحمراء أحمد بن علي يؤكد لـ «الوسط الرياضي »:

تكريم ينتظر «الأبطال» ودائماً نطالب اللاعبين باللعب «الجميل»

أكد ربان القلعة الحمراء رئيس مجلس إدارة نادي المحرق الشيخ أحمد بن علي آل خليفة بأن هناك تكريما ينتظر أبطال كأس الملك لكرة القدم، وقال في حديث لـ «الوسط الرياضي» بعد المباراة النهائية وتتويج المحرق باللقب الغالي: «دائماً نطالب اللاعبين بتقديم أفضل المستويات، بغض النظر عن الفوز بالبطولة من عدمها، نحن حريصون على أن يخرج الفريق بأفضل المستويات وكان ذلك واضحاً في مباراة الأمس التي قدم فيها الفريقان عرضا مميزا يليق باسم البطولة الكبير».

وأضاف «الجميع يعرف بأن المحرق هو أقدم ناد في الخليج، الجميع يشعر بالمسئولية عندما يرتدي شعار المحرق»، وتابع «كنت واثقا بأن يخرج المحرق بالفوز ويقدم مستوى جيدا، لقد استمتعنا بلقاء الأمس وأود أن أشيد بجهود اللاعبين الذين بذلوا قصارى جهدهم من أجل الفوز».

وواصل حديثه بالقول: «سنكرم الأبطال، نحن حريصون على ذلك، دائماً ما يحظى الفريق بتكريم لائق عند حصوله على أي بطولة مثلما كانت العادة، وأتمنى للفريق التوفيق في مشواره المقبل وخصوصاً في البطولة الخليجية التي نطمح أن نحصل على لقبها ودخلنا منذ البداية من أجل الفوز بها واللاعبين قادرين على ذلك وخصوصاً أن هناك نجوما كبارا في الفريق ممزوجين بعناصر شابة قادرة على التألق مثلما تألقت في المسابقات المحلية».

وعن مشوار الفريق في الدوري، أوضح ربان سفينة المحرق الشيخ أحمد بن علي آل خليفة بأن المنافسة مازالت قائمة على رغم ابتعاد الرفاع بالصدارة بفارق 5 نقاط عن المحرق، لكن ذلك لا يعني بأن الدوري قد حسم للرفاع الذي أتمنى له كل التوفيق لكن المحرق قادر على العودة من جديد وهناك جولات كثيرة». وأشاد رئيس نادي المحرق بالحضور الجماهيري، وقال: «إن الحضور الجماهيري لعب دورا كبيرا بفوز المحرق، لقد أعطوا اللاعبين دفعة معنوية كبيرة، أثبتت جماهير المحرق حضورها الكبير وكنت على ثقة كبيرة بزحفها لمؤازرة الفريق ليس فقط في لعبة كرة القدم إنما في جميع الألعاب دائماً ما تحظى الفرق بحضور جماهيري كبير وأشكرهم جزيل الشكر على تلبيتهم الدعوة ومؤازرة الفريق».

وختم حديثه بالقول: «أبارك للمحرق والرفاع وصولهم للمباراة النهائية التي تحمل اسم عاهل البلاد، ويكفي وجودهم في النهائي وهو دليل على قوتهم وأود أن أشيد بالجهازين الفني والإداري لفريق المحرق الذين بذلوا جهدا كبيرا ولا أنسى اللاعبين وأشكرهم على المستوى الرفيع الذي ظهروا به في لقاء أمس».

عامر: رددنا على المشككين ولاعبونا ليسوا «شيّابا» وفرحتي مضاعفة

أعرب قائد فريق المحرق الكروي علي عامر عن سعادته الكبيرة بفوز فريقه بالكأس الملكية واصفاً فرحته بالمضاعفة لأنه رفع الكأس قائد للفريق للمرة الثالثة والتاسعة في مشواره الكروي.

وقال عامر: «حقق فريقنا اللقب بجدارة بفضل مجهود اللاعبين وروحهم القتالية طيلة المباراة على رغم صعوبتها، وأثبت المحرق بجميع لاعبيه أنه على قدر التحدي في المواجهات الحاسمة ورد على من شكك في مستويات لاعبيه الكبار ووصفهم بـ «الشياب والعواجيز» وانتهى عمرهم الكروي وقدموا مستوى كبيرا أكدوا أنهم شباب بروحهم». وأكد عامر أن الفوز بكأس الملك يعتبر دافعاً للفريق لمواصل مشواره التنافسي في بطولة الدوري في الجولات المقبلة ومطاردة فريق الرفاع المتصدر. وأهدى قائد المحرق الكأس الى الجماهير المحرقاوية الكبيرة التي حضرت المباراة وكانت من العوامل الرئيسية للفوز باللقب.

نجم المباراة الكعبي: توقعت الفوز ووفقت في أول نهائي

كان حارس المحرق الشاب عبدالله الكعبي أبرز نجوم المباراة بتصديه للعديد من الكرات الخطيرة في الشوط الثاني وحافظ على فوز فريقه حتى النهاية وذلك في أول نهائي يخوضه الكعبي الذي حل بديلاً للحارس الدولي الأساسي سيدمحمد جعفر الذي غاب عن الفريق في المباريات الأخيرة بسبب الإصابة.

وعبر الكعبي عن سعادته بالفوز بالكأس معتبراً أن توفيقه في المباراة هو نتاج تألق جميع أفراد الفريق وأنه كان متحمساً للتألق في هذه المباراة وخصوصاً أنها أول مباراة نهائية يخوضها حامياً للعرين الأحمر.

وكشف الكعبي أنه توقع الفوز بالمباراة قبل بدايتها وبهدفين نظيفين وأنه تفاءل بالمحافظة على نظافة شباكه في المباراة.

السعدون: قلناها «لا مجال لخسارة ثالثة من الرفاع»

قلناها... «لا مجال لخسارة ثالثة من الرفاع»، بهذه الكلمات بدأ مدرب المحرق الذهبي عيسى السعدون حديثه لـ «الوسط الرياضي» بعد تتويج فريقه بلقب كأس الملك «أغلى الكؤوس»، مؤكداً بأن المحرق استحق الفوز والتتويج بالبطولة الغالية، وأشار إلى أن الرفاع فريق قوي لكن ذلك لا يعني بأن يفوز على المحرق للمرة الثالثة على التوالي، والمحرق قال كلمته في نهائي أغلى الكؤوس.

وقال: «المحرق برهن قوته، خسارتنا من الرفاع مرتين لا تعني بأننا غير قادرين على الفوز، أثبتنا ذلك يوم أمس بالفوز في أغلى الكؤوس وهو أول الحصاد والقادم أفضل بإذن الله»، وأضاف «قدمنا مستوى جيدا، مباريات الكؤوس لا تعترف بالمستوى، ربما يكون الرفاع سيطر على المباراة وخصوصاً في الشوط الثاني وهو أمر طبيعي كوننا متقدمين بهدفين نظيفين».

واستغرب السعدون من أداء حكم المباراة صلاح العباسي، وقال: «التحكيم «ذبح» المباراة، كانت هناك قرارات غريبة وعجيبة على المحرق، كان الحكم «متنرفزا» أكثر من اللاعبين، كان من المفترض أن يكون هادئ وقراراته كانت عكسية على المحرق لدرجة كبيرة».

وتابع «هذا الفوز جاء وراءه الجماهير الكثيرة التي تواجد في لقاء الأمس، لقد أبهرونا بحضورهم الكبير وأشكرهم جزيل الشكر على مؤازرتهم الفريق».

استبعاد السعدون

اضطر حكم المباراة صلاح العباسي لاستبعاد مدرب فريق المحرق عيسى السعدون بعد الاحتجاجات المتكررة على أداء الحكم.

وتدخل الحكم الرابع جميل جمعة لاستدعاء حكم المباراة العباسي وبعد التشاور بينهما قرر الأخير استبعاد السعدون من الملعب.

وجلس السعدون في المنصة الرئيسية ونزل فرحاً لأرضية الملعب بعد صافرة النهاية.