العدد 3504 - الثلثاء 10 أبريل 2012م الموافق 19 جمادى الأولى 1433هـ

عمليات عسكرية مستمرة في سوريا قبل ساعات من انتهاء مهلة مجلس الامن لوقف العنف

بعد ساعات من دعوة مجلس الامن الدولي كل الاطراف في سوريا الى وقف المعارك قبل صباح 12 نيسان/ابريل، استمرت العمليات العسكرية في عدد من المناطق السورية الاربعاء، في وقت تتكثف الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لايجاد حل للازمة.
ورغم ادانة عدد من الدول لعدم تنفيذ السلطات السورية تعهداتها بالنسبة الى سحب آلياتها من الشارع، الامر الذي كان يفترض ان يكون انتهى امس الثلاثاء، فقد عبر موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان عن امله في تحسن الوضع في سوريا اعتبارا من غد الخميس.
وقال انان "اذا التزم الجميع (الحكومة والمعارضة)، اعتقد اننا سنلاحظ اعتبارا من الساعة 06,00 (بتوقيت دمشق و03,00 ت غ) الخميس 12 نيسان/ابريل تحسنا واضحا للوضع على الارض".
وكان مجلس الامن الدولي دعا الثلاثاء كل الاطراف في سوريا الى وقف المعارك قبل صباح الخميس 12 نيسان/ابريل.
ويجتمع وزراء خارجية مجموعة الثماني الاربعاء في واشنطن لاجراء محادثات سيكون الملف السوري احد مواضيعها الرئيسية.
واشار وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الى انه سيشدد خلال الاجتماع على "ضرورة ان يستخلص مجلس الامن الدولي في 12 نيسان/ابريل جميع تبعات هذا الوضع ويدرس الاجراءات الجديدة اللازمة لفرض وقف العنف وعملية سياسية" في سوريا.
وقال ان "المجتمع الدولي بدأ يلحظ عدم احترام دمشق التزاماتها (...) بشار الاسد كذب على كوفي انان الذي يحظى بدعم كامل من المجتمع الدولي".
وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس التي تراس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر تعليقا على المهلة المحددة لبدء تنفيذ خطة انان للسلام في سوريا "سنصل قريبا الى لحظة الحقيقة".
واضافت "المرحلة التالية تقضي بمضاعفة الضغوط من خلال عمل جماعي" يستهدف النظام السوري اذا لم يف بعهوده.
ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الى العودة الى مجلس الامن من اجل "رد دولي موحد على التهديد الواضح للسلام والامن الدوليين" في حال فشلت عملية وقف العنف في سوريا، مشيرا الى ضرورة العمل حينذاك على احالة الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.
ونقلت وسائل الاعلام التركية عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء قوله حول الموضوع السوري "لا تدفعونا الى حدود قدرتنا. لا نريد ان نفكر بالدخول الى هناك. لكن ان كانت من جهة قادرة على اجبارنا على قرار كهذا فهي النظام السوري".
ورأت الصحف في هذه التصريحات الغامضة توجها لدى الحكومة التركية الى التدخل على اراضي جارتها عبر انشاء منطقة عازلة على الاراضي السورية.
واعربت الصين التي عرقلت حتى الآن مع موسكو صدور اي قرار يدين النظام السوري عن مجلس الامن، عن "قلقها العميق" من استمرار اعمال العنف في سوريا، ودعت دمشق الى تطبيق خطة انان.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ابلغ الثلاثاء موسكو ان سلطات بلاده بدأت تنفيذ خطة انان وسحب الآليات من بعض المدن.
وتنص الخطة على وقف العنف من جميع الاطراف وسحب الآليات العسكرية من الشارع والسماح بدخول المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام والافراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي.
وحذر انان بعد لقائه وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاربعاء من تسليح المعارضة السورية قائلا ان "عسكرة الازمة السورية ستكون كارثية".
وذكر صالحي من جهته بان "ايران تعارض التدخلات الاجنبية في شؤون اي دولة وتعتبر ان اي تغيير في سوريا يجب ان يتم في ظل الحكومة" الحالية.
على الارض، واصلت القوات السورية النظامية الاربعاء عملياتها العسكرية والامنية من قصف واقتحامات ومداهمات، بالاضافة الى ارسال تعزيزات الى مناطق مختلفة، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.
فقد استانفت القوات النظامية الاربعاء قصف احياء القرابيص وجورة الشياح والخالدية في مدينة حمص (وسط)، حسبما افات لجان التنسيق المحلية. وافاد المرصد بسقوط قتيل في حي جورة الشياح جراء اصابته باطلاق نار.
في درعا (جنوب)، اقتحم الجيش السوري بالمدرعات بلدة غصم وسط اطلاق نار كثيف، بحسب لجان التنسيق. ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في قريتي تسيل وانخل، واستقدمت قوات عسكرية امنية مشتركة انتشرت في بلدة بصرى الشام، وفقا للمرصد.
في دير الزور (شرق)، قتل مواطنان خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية في مدينة القورية، بحسب المرصد.
في ريف دمشق، افاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية احمد الخطيب ان القوات النظامية اقتحمت قرابة الثانية عشرة ظهرا (9,00 ت غ) مناطق بسيمة والخضرة والفيجة وكفر الزيت ودير مقرن ودير قانون في وادي بردى وسط اطلاق نار كثيف، فيما توجهت تعزيزات عسكرية الى محيط مدينة الزبداني.
واشار المرصد الى تعزيزات امنية على الحواجز المنتشرة في مدينة حرستا.
وحصلت حملة مداهمات واعتقالات في حي برزة في العاصمة، بحسب المرصد.
في اللاذقية (غرب)، قصفت مدفعية الجيش السوري قرى عدة في جبل الاكراد، ما اسفر عن تهدم عدد من المنازل على رؤوس اصحابها، بحسب المرصد.
ويتحصن في منطقة جبل الاكراد ذات الغالبية الكردية في ريف اللاذقية، عدد كبير من المنشقين عن القوات النظامية وناشطون معارضون متوارون عن انظار اجهزة الامن.
في ريف حماة (وسط)، "اقتحمت القوات النظامية مدينة حلفايا وسط اطلاق نار كثيف وشنت حملة اعتقالات عشوائية"، بحسب ما افاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة ابو غازي الحموي الذي اشار ايضا الى "اعتقال طبيب صيدلي في المدينة وتكسير محتويات صيدليته".
وقال المرصد ان حملة مداهمات واعتقالات حصلت ايضا في ريف حماة الشمالي واسفرت عن اعتقال خمسة مواطنين على الاقل.
وتواصلت الاربعاء العمليات العسكرية في ريف حلب (شمال) لا سيما في مدينة مارع والقرى المجاورة التي تشهد قصفا لليوم الثاني على التوالي، ما اسفر عن دمار كبير فيها، بحسب المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي.
وقال الحلبي "النظام ينهي مدينة تلو الاخرى، بدأ في عندان وحريتان، ثم انتقل الى منغ وضرب معها اعزاز ومن ثم تل رفعت والآن في مارع".
واضاف "كل مدينة او قرية تتعرض للقصف والدمار الكامل ثم اقتحام بالدبابات واحراق منازل"، متهما النظام "بتأديب المدن المنتفضة حتى تكف عن الاحتجاجات".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:55 ص

      كلنا مع سوريا وشعب سوريا الشقيق بقيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد ، أسد قول وفعل اللهم أحفظ سوريا وشعبها ورئيسها وحفظ جميع المقاومين لمشروع الشيطان الاكبر والشر المطلق أمريكا والكيان اللقيط

    • زائر 1 | 8:06 ص

      كلنا الاسد

      الله معاك يا دكتور بشار الاسد يا اسد العرب

اقرأ ايضاً