لماذا حدث ذلك، هل كان من الممكن تجنب ذلك، ولماذا تحدث كل هذه الحالات؟، هذه كانت الأسئلة الأكثر شيوعا أمس (الأحد)، في أعقاب وفاة بييرماريو موروسيني لاعب خط وسط فريق ليفورنو المنافس في دوري الدرجة الثانية الإيطالي لكرة القدم، الذي توفى أمس الأول (السبت) إثر تعرضه لأزمة قلبية على أرض الملعب، ليصبح ثاني رياضي إيطالي يتوفى خلال منافسة رياضية في أقل من شهر.

وتعرض موروسيني للانهيار على أرض الملعب بعد مرور 30 دقيقة من بداية المباراة أمام بيسكارا، وفقد الوعي قبل أن تنقله سيارة الإسعاف على الفور من استاد «أدرياتيكو» إلى المستشفى.

ومن المقرر أن تجرى اليوم (الاثنين) عملية تشريح لجثة موروسيني، لبيان أسباب الوفاة. وألغى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم جميع المباريات بما في ذلك مباريات دوري الدرجة الأولى هذا الأسبوع في إعقاب وفاة موروسيني.

وكان من المقرر أن تقام أمس الأول مباراتان في الدوري الإيطالي تجمع الأولى بين ميلان وجنوه والثانية بين أودينيزي وإنتر ميلان مقابل إقامة سبع مباريات أمس (الأحد).

وكان لاعب الكرة الطائرة فيجور بوفولينتا، آخر الضحايا في الرياضة الإيطالية، إذ تعرض اللاعب الدولي السابق لآزمة قلبية في 24 مارس/ آذار بينما كان يلعب مع نادي يوجا فورلي أمام فولي لوب في ماكيراتا بدوري الدرجات الدنيا، إذ توفى في اليوم ذاته في المستشفى عن عمر يناهز السابعة والثلاثين.

وتعافى اللاعب الدولي انطونيو كاسانو نجم ميلان للتو من الإصابة بخلل في القلب تعرض له العام الماضي. ومثله مثل موروسيني، لم يستعيد بوفولينتا وعيه أبدا، إذ توفى في المستشفى بعد ساعتين من تعرضه للانهيار، وأكد الأطباء الذين أجروا عملية التشريح بعد وفاته بثلاثة أيام أن النتائج ستظهر في غضون 90 يوما.

وبجانب التذمر من طول فترة ظهور نتائج تشريح الجثة، كان هناك شكاوى أيضا من عدم وجود أجهزة ازالة الرجفان، وهو نفس ما حدث في حالة موروسيني.

وكان من الغريب مشاهدة لاعبي بيسكارا يجرون محفة باتجاه موروسيني، قبل وصول سيارة الإسعاف التي جاءت متأخرة بضعة دقائق، إذ تردد أن سيارة شرطة متوقفة كانت تحول دون دخول سيارة الإسعاف إلى أرض الملعب، في الوقت الذي قيل فيه أن مسئولي المدينة فتحوا تحقيقا في الواقعة.

في الوقت الذي ساعد الطاقم الطبي، موروسيني داخل أرض الملعب، بدا أنه لا يوجد أي اثر لجهاز إزالة الرجفان في استاديو ادرياتيكو، وهو الجهاز المكون من يد تحمل مساند لتعطي صدمات كهربائية يمكنها معالجة عدم استقرار القلب أو تجاوز سكتة قلبية.

وتردد أن الجهاز تم استخدامه في سيارة الاسعاف، ولكن يبدو أن استخدامه بعد كل هذا الوقت لم يكن مؤثرا، كما تمت محاولات مستمرة وطويلة لانقاذ اللاعب في المستشفى.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 1989 تم استخدام جهاز إزالة الرجفان في إنقاذ لاعب روما ليونيلو مانفريدونيا، الذي تعرض لتوقف قلبه خلال المباراة على ملعب بولونيا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي.

وقال مانفريدونيا «كنت أشاهد المباراة وأدركت أن الواقعة مشابهة تماما لما حدث معي، في حالتي صادفني حسن حظ كبير، كانت هناك سيارة إسعاف في أرض الملعب وبها جهاز ازالة الرجفان».

وتابع «تم إسعافي على الفور، ولكن ربما بالنسبة لموروسيني لم يكن هناك وقت للتدخل».

ويعد موروسيني ثاني لاعب إيطالي محترف يتوفى داخل أرض الملعب إذ توفي ريناتو كوري لاعب بيروجيا، أيضا بسبب توقف قلبه داخل أرض الملعب وهو في الرابعة والعشرين من العمر.

وكان كوري، يشارك مع بيروجيا أمام يوفنتوس في أكتوبر 1977 عندما توفى.

ومن المتوقع الآن أن يفرض مسئولو كرة القدم وجود جهاز إزالة الرجفان داخل ملاعب كرة القدم، وهي المعايير المتبعة في الدوريات الكبرى مثل الدوري الألماني والأسباني والإنجليزي.

وتردد أن جهاز ازالة الرجفان انقذ فابريس موامبا لاعب بولتون بعد تعرضه لأزمة قلبية في يوم 17 مارس الماضي بينما كان يشارك في المباراة أمام توتنهام في كأس الاتحاد الإنجليزي، ومازال يتلقى العلاج في المستشفى.

وتحول خلل في القلب لم يتم اكتشافه مبكرا من قبل إلى خطر كبير علي حياة كاسانو بعدما تعرض لسكتة دماغية محدودة في 29 أكتوبر الماضي عقب مباراة في الدوري الإيطالي.

وبعدها بأيام قليلة، أجرى كاسانو عملية لسد ثقب في أحد شرايين القلب، مما مكنه من اللعب مرة أخرى هذا الشهر، بعد مرحلة تعافي استمرت خمسة أشهر.

ولكن الحظ لم يحالف سيمونا سينونر، المتزلج على الجليد، الذي توفى في السابعة عشرة من عمره بعد تعرضه لعدوى فيروسية في يناير 2011، بينما كان يشارك في معسكر المنتخب الإيطالي. ويتسائل أهالي الرياضيين ومشجعيهم هذه الأيام، حول إذا ما كان من الآمان ممارسة الرياضة.