قامت الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي، بتكريم جهود الصحافية الكويتية الراحلة نجاح كرم، والإشادة بما قدّمته لقطاع السينما في العالم العربي؛ إذ قامت إدارة المهرجان بنشر كتاب يحوي مجموعة من مقالات الصحافية الراحلة.
وقد تمّ نشر مجموعة المقالات باللغة العربية في كتاب حمل عنوان «في مرآة السينما»، وتمّ توزيعه في مقرّ المهرجان، مقدماً رؤى شاملة عن تاريخ السينما العربية، والتطوّر الذي شهدته على مرّ السنوات، وخصوصاً طاع السينما في منطقة الخليج. ومن خلال هذا التقدير، قدّم المهرجان شكره وامتنانه إلى الصحافيين الذي شاركوا بشكل فعال في الدعم والترويج لقطاع السينما في المنطقة.
عملت «نجاح» كاتبة صحافية في صحيفة «الرأي» الكويتية، وحملت في جعبتها خبرة واسعة من خلال عملها مع «نادي الكويت للسينما»، وكانت معروفة برؤاها النقدية الفذّة في تقييم قطاع السينما في المنطقة. وخلال مسيرتها المهنية الطويلة والحافلة بالإنجازات، قامت بعقد مقابلات ولقاءات صحافية مع أهم نجوم السينما العربية، وقدّمت التشجيع والدعم للسينمائيين الناشئين والصاعدين، عبر نقدها البنّاء للأفلام السينمائية، كما طرحت عبر أعمدتها ومقالاتها الصحافية تساؤلات في غاية الأهمية، بغية تسليط الضوء على المعايير العالمية التي يتعيّن على سينما المنطقة تطبيقها واعتمادها.
ولطالما حرصت الفقيدة، التي رحلت عنا في يناير/كانون الثاني 2012، على دعم مهرجان دبي السينمائي الدولي، ومهرجان الخليج السينمائي. وإشادة بمسيرتها المتميزة، عملت إدارة «مهرجان الخليج السينمائي» على قراءة وتفحّص مجموعتها الغنية من الأعمال والمقالات، وقامت باختيار عدد منها وضمنتها في هذا الكتاب الذي سيساهم في تقديم نظرة شاملة لقرائه عن الساحة السينمائية في المنطقة.
وضمن المجموعة هناك مقالات تلقي الضوء على التحديات التي واجهتها السينما الخليجية، وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه السينما لنشر السلام وتحقيق التناغم والانسجام بين شعوب العالم. كما يتطرّق الكتاب إلى آرائها حول مقاطعة الأفلام الغربية التي لا تراعي القضايا العربية، إضافة إلى نظرتها بشأن الأحداث الجارية في العراق، والتي ماتزال مصدر إلهام كبير للعديد من سينمائيي المنطقة.
ويحوي الكتاب نقاشات الراحلة حول تاريخ مهرجان دبي السينمائي الدولي، وآراءها حول عدد من الأفلام التي عُرضت خلاله، إلى جانب نظرتها حول مهرجان الخليج السينمائي. كما يضم الكتيّب مجموعة من المقابلات التي أجرتها الراحلة مع عدد من أشهر السينمائيين والنجوم العرب، خلال تغطيتها لهذين المهرجانين.
في هذا السياق، قال مدير مهرجان الخليج السينمائي، مسعود آل علي: « لطالما كانت نجاح كرم شغوفة بعالم السينما وعاشقة لهذا الفن الراقي، فكانت من رواد الصحافة السينمائية في منطقة الخليج، وقدمت تقاريرها ومقالاتها الصحفية عن السينما لفترة تزيد على 20 عاماً، كما عملت ضمن نادي الكويت للسينما. وقد كان لنجاح محاولات إنتاجية عديدة للأفلام القصيرة، وكانت لا تألو جهداً في دعم قطاع السينما الإقليمي والترويج له في كافة المحافل، وكان لها دور فعال حرصت على القيام به في مهرجاناتنا. ويعتبر هذا الكتاب عرفاناً بسيطاً ومتواضعاً بجهودها وتكريماً لما حققته من إنجازات وقامت به من إسهامات في السينما الخليجية».
وفي المقابل قال كلّ من نجل وكريمة الفقيدة، دلال، ومساعد السرّاج: «نشكر والدتنا على إتاحتها الفرصة لنا في التعرّف على عالم السينما الرائع، من خلال الرؤى القيّمة التي ما كنّا لنحصل عليها لولاها. سنتذكّرك على الدوام، بحبك الذي لا ينضب، واهتمامك الزائد بالآخرين. ستظلين مصدر إلهام للجميع، وإرثك الغني سيبقى خالداً بيننا. نود أن نشكر هنا إدارة مهرجان الخليج السينمائي على نشر هذا الكتاب، والذي كان بحقّ مرآة عكست عشق والدتنا للسينما وشغفها بها».
أعلنت «سوق السيناريو للأفلام الخليجية القصيرة»؛ المبادرة الجديدة من «مهرجان الخليج السينمائي الخامس»، والهادفة إلى صقل وتحسين مهارات كتابة السيناريو لدى الكتّاب والسينمائيين من المنطقة، وتزويدهم بالإرشادات والتوجيهات، ومنحهم الفرصة بتحويل نصوصهم السينمائية إلى أفلام، عن اختيار 15 مشروعاً في دورتها الأولى؛ حيث اختارتها من بين أكثر من 99 مشاركة.
وقد قام كلّ من المخرج وكاتب السيناريو المصري المعروف محمد خان، والمخرج الحائز على الجوائز وكاتب السيناريو والمنتج السينمائي اللبناني ميشيل كمّون، والمؤلف وكاتب السيناريو البحريني الشهير فريد رمضان، باختيار قائمة الـ15 فيلماً، وجاءت كالآتي: 4 نصوص منها تمثّل كلاً من الإمارات العربية المتّحدة وسلطنة عُمان، ونصّان يمثلان كلاً من العراق والمملكة العربية السعودية، ونصّ واحد يمثّل كلاً من البحرين وقطر وبلجيكا. وقد جاءت النصوص باللغة العربية؛ ما عدا أحد النصوص من الإمارات العربية المتّحدة؛ إذ جاء بالإنجليزية.
ويحظى كتاب السيناريو المختارون بفرصة حضور جلسات مكثّفة في الإرشاد والتوجيه، خلال فعاليات المهرجان، وسيتيح المهرجان لهم أيضاً المجال بالتعاون مع كبار المخرجين والمنتجين، وذلك بهدف مساعدتهم على تحويل نصوصهم السينمائية المكتملة، وتحويلها إلى أفلام واقعية.
والنصوص المختارة الـ15 هي: من الإمارات العربية المتّحدة، «563 درهم» لشيخة العيالي، و»ضوء يذهب للنوم» ليوسف إبراهيم، و»مطر» لأمل الدويلة، و»ترانزيت» لمروان الحمادي، وهو النص الإنكليزي الوحيد؛ ومن سلطنة عُمان، «تشولو» لمزنة المسافر، و»بنت الوادي» لأمل السباعي، و»الكشاف» لسما عيسى، و»مفتاح» لهدى حمد الجهوري؛ ومن العراق، «قطن» للؤي فاضل، و»شارع الذكريات» لهاشم العفاري؛ ومن المملكة العربية السعودية، «المهرج» لحسام الحلوة، و»غشوة» لسلمى بوخمسين؛ ومن البحرين، «حياة» لفتحية ناصر؛ ومن قطر، «المصلوب» لخالد المحمود؛ ومن بلجيكا «نادي بغداد الرياضي» لساهم عمر خليفة.
وعلى مدى 3 أيام، سيشارك الفائزون في جلسات تدريبية مباشرة حول إعداد السيناريو، وسيشرف عليها عدد من كبار السينمائيين الحائزين على الجوائز، يتبعها جلسات مناقشة للنصوص تجمع المخرجين الناشئين والمعروفين، وعقد علاقات واتصالات ضمن القطاع بهدف إرساء التعاون والشاركة في إبرام اتفاقيات إنتاج الأفلام. وبالمقارنة بينها وبين برنامج «إنجاز» السنوي لتقديم الدعم والتمويل بقيمة 250 ألف دولار لإنتاج الأفلام الخليجية القصيرة، فإن مبادرة السوق الجديدة تساعد في إيجاد برنامج دعم شامل وفوري لكّاب السيناريو والمخرجين الناشئين والمعروفين، وللمواهب السينمائية الأخرى من أرجاء المنطقة.
العدد 3511 - الثلثاء 17 أبريل 2012م الموافق 26 جمادى الأولى 1433هـ