الصخير - محمد طوق
تتحول أنظار الملايين اليوم (الأحد) نحو حلبة البحرين الدولية بالصخير التي ستحتضن سباق جائزة البحرين لطيران الخليج للفورمولا 1.
ويعتبر سباق اليوم هو الثامن الذي تحتضنه مملكة البحرين منذ افتتاح حلبة البحرين الدولية في العام 2004، فعلى رغم أن السباق تم إلغاؤه في العام الماضي إلا أن «هدير المحركات» عاد من جديد للبحرين عبر إقامة الجولة الرابعة من السباق بعد أن اعتاد الجميع على أن تقام الجولة الأولى في البحرين لكن الأهم من ذلك أن السباق عاد من جديد للبحرين.
وتعتبر هذه الاستضافه أهم حدث تستضيفه مملكة البحرين ويحظى سباق الفورمولا 1 بمتابعة كبيرة واهتمام من جميع أنحاء العالم.
نجوم كبار يحملون ذكريات جميلة على مضمار حلبة البحرين الدولية خصوصاً سائق المرسيدس الألماني مايكل شوماخر الشهير بـ «شومي» الذي مازال يسعى للعودة لحنين الفوز بالسباق الأول الذي تحتضنه البحرين العام 2004 عندما توج بجائزة سباق البحرين لطيران الخليج للفورمولا 1 لكن الأمال والتطلعات ستكون صعبة خصوصاً في ظل كوكبة عريقة من السائقين الذين يحاولون السير على خطى شوماخر الذي عاد من جديد لهدير المحركات لكن عودته لم تحمل البشارة السعيدة لفريقه السابق الفيراري، فقرر العودة ولكن كمتسابق مع فريق المرسيدس.
7 سنوات مضت كالبرق، 7 سباقات استضافتها البحرين واليوم نحن على موعد مع السباق الثامن، وخلال السنوات الماضية حصل شوماخر على النسخة الأولى (2004)، واستطاع ألونسو من الفوز في سباقين متتالين عامي (2005 و2006) قبل أن يفوز فيليبي ماسا على جائزة سباق عامي (2007 و2008)، فيما شهد العام 2009 ولادة بطل جديد اسمه جونسون باتون قبل أن يختتم ألونسو سلسلة التتويجات بفوزه بالسباق الأخير العام 2010.
أما في جانب الجماهير، فهي لا تحضر فقط لمتابعة السباق، بل إنما تحضر لمتابعة الفعاليات التي تستضيفها المملكة في الحلبة، وليس فقط سباق الفورمولا 1 ستستضيفه حلبة البحرين الدولية، إنما هناك فعاليات كبيرة ومتنوعة ستنال إعجاب الحاضرين منها فرقة ليمبوبر وهي فرقة أفريقية بهلوانية، وتقدم هذه الفرقة استعراضات تشمل اظهار قوة التحمل والتحكم بالتوازن واشاعة أجواء من المرح والتسلية التي لن يمل منها المشاهد والحاضر للسباق، وأيضاً هناك استعراض الجرأة النادرة للسيرك والتي سنشاهد فيها الدولاب يدور في الهواء وهو أمر في غاية الروعة والجمال، وهناك أيضاً فرقة «الليوا» التي تعيدنا للزمن الماضي والجميل والتي تجعل الحاضرين تتراقص فرحاً بهذا اليوم الرائع.
ولن تقف الفعاليات عند هذا الحد بل ستتواجد في الحلبة منطقة ترفيهية للأطفال والكبار تجعلك لا تفارق المكان من روعته، والأهم من ذلك تواجد سوق كبيرة لبيع الأقمصة والحاجيات الخاصة بسباق الفورمولا 1 للجماهير الحاضرة، وحلبة البحرين مشهورة بالفعاليات الترفيهية التي تقدمها في كل عام بثوب جديد ورائع، والجميع يترقب هذا السباق على أحر من الجمر كونه سيحمل برامج متنوعة من الصباح حتى المساء.
منذ العام 2004 والنجاح يتواصل في حلبة البحرين الدولية وهذا الفضل يعود للمسئولين الذين يعملون كفريق واحد، وبعيداً عن نجاح الحلبة وفعالياتها سنستعرض في هذه الزاوية أبرز ما حدث في السنوات الست الماضية وكيف كان مشوار الحلبة وأبطالها.
حلم يتحول إلى حقيقة
تحول الحلم إلى حقيقة، فمنذ أن فكر المسئولون ببناء حلبة للسيارات في البحرين كانت خطوة بمثابة المغامرة التي ربما تلقى النجاح وربما تلقى الفشل، لكن النجاح كان من حليف البحرين التي تمكنت من استضافت أول سباق للفورمولا 1 العام 2004.
مع أول سباق للفورمولا 1 تستضيفه حلبة البحرين الدولية في العام 2004 كانت المؤشرات تشير لفوز متوقع لبطل العالم سائق الفيراري الألماني مايكل شوماخر «شومي» كونه أبرز سائق سيدخل السباق وكانت جميع الأعين تتجه نحوه، ولم يخيب شوماخر ظن عشاقه إذ أكتسح الجميع وفاز بالمركز الأول من دون منازع ويكون أول سائق يحقق لقب البطولة في أول سباق تستضيفه المملكة.
وظهرت حلبة البحرين بتميز تام من حيث السباق وكان من أقوى سباقات موسم 2004، وقدم المتسابقون عرضا رائعا وقويا نال إعجاب جميع الحضور والمشاهدين واستطاعت الحلبة الفوز بالمغامرة بعد أن حصلت على أفضل سباق في العام 2004 وهي المرة الأولى التي تستضيف حلبة البحرين لمثل هذه السباقات العجيبة.
ولم تقف الحلبة عند هذا المستوى إذ حققت نجاحا كبيرا من حيث التنظيم والمردودات التي دخلت على الممكلة من الناحية الاقتصادية.
ألونسو بطل العام الثاني (2005)
واصلت حلبة البحرين استضافتها للسباق في الجولة الأولى، إذ استضافت أولى جولات العام 2005 وكما كان متوقعاً أن يحظى بمتابعة كبيرة وحضور جماهيري كبير وفعاليات كثيرة ومنوعة للأطفال والعائلات وغيرهم.
المنافسة على الجائزة كانت كبيرة وحظيت بندية من السواق من جميع الفرق المشاركة.
ودخل السواق في منافسة شرسة على خطف جائزة طيران الخليج وحلبة البحرين وحاول شوماخر الاحتفاظ على لقبه الذي حققه في العام 2004 إلا أن ألونسو كانت له كلمة أخرى عندما تمكن من الفوز مستغلاً التراجع الواضح لدى شوماخر ليخطف ألونسو البطولة من يد شوماخر ليكون البطل الثاني في سباق طيران الخليج بعد شوماخر (2004) ليكتب ألونسو أسمه على أحجار ذهبية بتحقيق اللقب (2005)، وجاء في المركز الثاني رايكونن فيما حل باتون في المركز الثالث.
وجاء سباق 2005 مليئاً بالإثارة والندية، ومع خسارة الفيراري جهود سائقه باريكيللو الذي أنتقل إلى الهوندا وتراجع شوماخر إلى المراكز المتأخرة كتب ألونسو أسمه من ذهب وطار باللقب.
من يوقف ألونسو؟
النجاح تواصل والجميع كان ينتظر انطلاق هدير المحركات من الصخير عاصمة رياضة السيارات في الشرق الأوسط، ففي العام 2006 استضافت مملكة البحرين السباق الثالث على التوالي وشهد هذا الموسم حركة مليئة بالإثارة بعد أن أزدادت الفعاليات وتحول إلى كرنفال حمل جميع الأطياف من أطفال ورجال ونساء.
ومع فوز شوماخر في السباق الأول (2004)، وألونسو في السباق الثاني (2005)، كانت الأعين متجه نحو ألونسو الذي دخل سباق جائزة البحرين لطيران الخليج من أجل المحافظة على لقبه وكان يدرك تماماً بأن المنافسة ستكون قوية.
وقهر سائق الرينو آنذاك فرناندو ألونسو الجميع واستطاع أن يثبت نفسه على حلبة البحرين الدولية وفاز باللقب للمرة الثانية على التوالي على حلبة البحرين على رغم أنه لم يحرز المركز الأول بسهولة، فكانت هناك منافسة شرسة على المركز الأول من بطل العالم السابق مايكل شوماخر وبقية المتسابقين.
انقلاب الموازين ولكن...!
انقلبت موازين الفرق والسباق في جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 في العام 2007 عندما تعاقدت غالبية الفرق مع سائقين آخرين، إذ تعاقدت الماكلارين مع هاميلتون وألونسو بحثاً عن لقب طال انتظاره.
الفيراري أثبتت بأنها من الفرق التي تغيب لكنها لا تموت، فعلى رغم عدم فوزها في 3 سباقات متتالية في البحرين إلا أنها أثبتت جدارتها في السباق الرابع الذي أقيم في العام 2007، فطار بالجائزة السائق المبهر فيليبي ماسا الذي أعاد الأضواء من جديد للفيراري في البحرين، ولم يكن فوز ماسا بجائزة البحرين مفروش بالورود، إذ لاقى ندية وإثارة طوال السباق خصوصاً من هاميلتون الذي حل في المرتبة الثانية وزميله في الفيراري رايكونن الذي حل ثالثاً.
المحافظة على جائزة البحرين
حافظ سائق الفيراري فيليبي ماسا لقبه بحصوله على جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 بعد فوزه بالجولة الأولى من سباقات العام 2008 الذي احتضنته حلبة البحرين الدولية.
وحطم ماسا الجميع على رغم أنه لم ينطلق من مركز الانطلاق فقد كان مركز الانطلاق من نصيب سائق البي أم دبليو كوبيكا إلا أن ماسا اجتاز الجميع واكتفى كوبيكا بالمركز الثالث.
واستمتع الجميع بسابق رائع واستضافة مميزة من حلبة البحرين الدولية، ولم يكن التميز من الحلبة في العام الماضي فقط، بل كان تميزها منذ استضافتها أول سباق في العام 2004 حتى العام الماضي.
ولادة بطل جديد
شهد سباق الموسم قبل الماضي ولادة بطل جديد اسمه جونسون باتون الذي كان يقود سيارات براون جي بي، فهذا البطل لم تقتصر رحلته البطولية على الفوز بلقب جائزة البحرين وطيران الخليج للعام 2009، بل إنه ترك بصمته ليكون بطلاً للعام 2009 بأكمله.
باتون قهر الجميع واستطاع أن يكون بطلاً جديداً في حلبة البحرين الدولية بعد أن اقتصر على عدد من السائقين، فالعام الماضي كان من أبرز المواسم التي تشهدها حلبة البحرين بولادة بطل جديد اسمه باتون الذي سيحاول بذل جهده وإثبات وجوده مع فريقه الجديد الماكلارين.
ألونسو يعود من جديد
عاد البطل فيرناندو ألونسو من جديد لمعانقة جائزة البحرين الكبرى لطران الخليج للفورمولا 1 بعد أن تمكن من الفوز بالسباق في العام 2010 الذي شهد منافسة قوية وقوة وإثارة.
وتحولت الحلبة إلى خلية نحل من خلال تواجد الكثير من الجماهير التي حضرت لمتابعة السباق إضافة إلى استمتاعها بالفعاليات الكثيرة التي تصاحب السباق في ساحة الفعاليات.
غياب السباق عن البحرين
لم تتمكن حلبة البحرين الدولية من استضافة سباقات الفورمولا 1 في العام 2011 بعد الاحتجاجات التي شهدتها المملكة العام الماضي.
من يظفر باللقب؟
نحن على موعد مع الأصوات الجميلة وهي أصوات سيارات الفورمولا 1 للمرة الثامنة على التوالي في مملكة البحرين، فهذا الموسم سيختلف كثيراً عن المواسم الماضية التي شهدتها حلبة البحرين.
تجارب يوم أمس شهدت قوة وإثارة وتصدرها سائق المرسيدس روزبيرغ الذي يأمل أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه بتحقيق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1.
وبعيداً عن أصوات السيارات، نتوقع ان تختلف الفعاليات التي ستستضيفها الحلبة في هذا الموسم، فالمسئولون لديهم النية الكاملة بتغيير مجرى الفعاليات وهذا ما شاهدنها في المواسم الماضي، أفكار متجددة وعمل دؤوب.
العدد 3515 - السبت 21 أبريل 2012م الموافق 30 جمادى الأولى 1433هـ