العدد 3523 - الأحد 29 أبريل 2012م الموافق 08 جمادى الآخرة 1433هـ

قناة بريطانية تدلو بدلوها في الحرب الثقافية بإيران

أربعة إيرانيين يتجمّعون حول وجبة عشاء ساخنة وهم يطلقون النكات بالفارسية خلال تناولهم لأطباق تقليدية من الرز بالزعفران واليخنة... إنه مشهد يمكن رؤيتة هناك في طهران لكنه مجرد لقطة من عرض لتلفزيون الواقع جرى تصويرها في أوروبا وبثت عن طريق القمر الاصطناعي من استوديوهات في جنوب غرب لندن.

وعن طريق برنامج «بفرماييد شام» - وتعني بالفارسية مرحباً بك على العشاء - الذي هو المقابل الإيراني لبرنامج الطهي البريطاني «هيا تناول العشاء معي» ضربت قناة مانوتو 1 المملوكة إلى أسرة ايرانية على وتر حساس داخل إيران وظفرت على الأرجح بملايين المعجبين منذ إطلاقها في 2010. غير أنها أغضبت الحكومة الإسلامية في إيران.

وقال محمد (25 عاماً) من إصفهان الذي أجاب على الأسئلة على الإنترنت: «مانوتو أقرب إلينا ثقافياً من القنوات الأخرى وبرامجها أكثر متعة. الأمر كما لو أننا نشاهد أنفسنا على التلفزيون. حتى مقدّميها هم أناس يبدون مثلنا».

وأطباق استقبال البث الفضائي محظورة في إيران وتتخذ الحكومة بين الحين والآخر إجراءات صارمة ضد أصحابها وتقدم في المقابل مزيجاً من المواد الإعلامية المتنوعة من القنوات الغربية. لكن أطباق الاستقبال هذه يجري بيعها وتركيبها على نطاق واسع في السوق السوداء. وتقول تقديرات وحدة الرصد التابعة إلى هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) العام 2010 إن نحو 40 في المئة من الإيرانيين يشاهدون البرامج الفضائية التي تبث من خارج البلاد.

وبعد أقل من عامين من البث على الهواء تفوقت مانوتو 1 على أقرب منافساتها وهي الخدمة الفارسية بهيئة الإذاعة البريطانية وقناة فارسي 1 وجيم تي في وصوت أميركا طبقاً لعدد مرات «القبول» التي حصلت عليها كل قناة على صفحتها على «فيسبوك» وهو مقياس غير مثالي يستخدمه بعض الخبراء لتقييم القنوات كبديل لشركات المسح الإعلامي المستقلة في إيران. وحتى منتصف أبريل/ نيسان 2012، سجّل 620 ألف شخص أنفسهم كمعجبين بـ «مانوتو 1»، على «فيسبوك» وهو ما يزيد على ضعف العدد بالنسبة إلى اكبر منافس لها.

لكن في بلد تحاول حكومته غرس القيم الإسلامية عبر الرقابة الصارمة على الثقافة الشعبية فإن قناة ترفيهية مثل مانوتو 1 تغضب السلطات التي تعتبرها جزءاً من ثقافة «الحرب الناعمة» التي يشنها الغرب. ويقول مشاهدو القناة إن الحكومة الإيرانية تشوش على إشارة البث أحياناً.

وقال الباحث محمد رضا خسرو في مؤتمر صحافي عقد في إيران هذا العام في تصريحات نقلتها وكالة حوزة الإيرانية للأنباء: «مانوتو تبث برامج تخالف التعاليم الاسلامية مخالفة صريحة مثل ترويجها للطريقة التي يعيش بها الأثرياء». وعلى ورغم إطلاقهما مارجان تي.في وهي الشركة الأم لقناة مانوتو 1 العام 2009 يبقى كيفان ومارجان عباسي وهما زوجان إيرانيان مقيمان في بريطانيا بعيداً عن وسائل الاعلام. ورفضا هما ومسئولون آخرون بمارجان تي.في التعليق على هذه القصة على رغم الطلبات المتكررة لإجراء مقابلات معهم.

وقالت مريم مدين المدير الإداري لكلاروس ديزاين الوكيل الإعلاني للشبكة، إن الزوجين عباسي لا يجريان مقابلات «في ظل الطبيعة الحساسة للبيئة الإعلامية الإيرانية في الوقت الحالي». لكنها أضافت «مانوتو 1 تظل ملتزمة بتقديم برامج ترفيهية للشعب الإيراني».

العدد 3523 - الأحد 29 أبريل 2012م الموافق 08 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً