العدد 3523 - الأحد 29 أبريل 2012م الموافق 08 جمادى الآخرة 1433هـ

ساركوزي يشن هجوما مضادا على اتهامات بتمويل ليبي لحملته في 2007

مع بدء اسبوع حاسم للانتخابات الرئاسية الفرنسية، يسعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين لطي صفحة الاتهامات بتمويل حملته في 2007 من قبل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لمصلحته وكذلك الاستفادة من معاودة ظهور دومينيك ستروس-كان المربك لفريق خصمه.
وقال الرئيس المرشح متوجها الى منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي ما زالت استطلاعات الراي تتوقع فوزه بغالبية واسعة في الدورة الثانية، ان "الحملة الانتخابية لا تبرر كل شيء".
واعلن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته انه سيرفع شكوى ضد الموقع الاخباري الالكتروني "ميديابارت" الذي نشر مذكرة تثير شكوكا بشأن تمويل غير مشروع لحملته الانتخابية السابقة. وقال ساركوزي لمحطة التلفزيون فرانس 2 ان "هذه الوثيقة مزورة"، مضيفا "هناك مبادىء اخلاقية. على الذين يكذبون ويزورون الوقائع ان يلاحقوا قضائيا".
ويريد ساركوزي تحسين موقعه والتوجه في افضل الظروف الى تجمع كبير ينظمه الثلاثاء بمناسبة عيد العمال، وخصوصا الى المناظرة التلفزيونية المرتقبة الاربعاء والتي تعتبر لحظة اساسية قبل الدورة الثانية الاحد المقبل.
وكان موقع ميديابارت نشر السبت وثيقة وقعها موسى كوسى رئيس الاستخبارات الخارجية السابق في ليبيا، المقيم في المنفى في الدوحة، تؤكد ان نظام معمر القذافي وافق في 2006 على تمويل حملة ساركوزي بقيمة "50 مليون يورو". وبحسب الموقع، فان بشير صالح الرئيس السابق للصندوق الليبي للاستثمارات الافريقية هو الذي تلقى هذه المذكرة.
واكد المسؤولان الليبيان السابقان ان الوثيقة مزورة. وقال كوسى لفرانس برس ان "كل هذه المعلومات ملفقة". واضاف "من الواضح ان كل ما يقال لا اساس له".
واعرب بشير صالح المدير السابق لمكتب القذافي الموجود حاليا في فرنسا بحسب محاميه بيار حايك، عن "تحفظات حول صحة الوثيقة التي نشرها ميديابارت". وقال محاميه "على كل حال يؤكد (موكلي) انه لم يتلق ابدا هذه الوثيقة".
ولا يقول ميديابارت في مقاله ما اذا كان التمويل قد تم فعلا. لكن الموقع "ينتظر بهدوء المحاكمة المحتملة" كما رد مديره ادوي بلينيل.
وقد اصدرت الانتربول "مذكرة حمراء" بحق بشير صالح الذي كان من المقربين من القذافي ويعتبر المسؤول المالي للنظام السابق بهدف ترحيله الى ليبيا بتهمة "الاحتيال" لكن الاسم الذي ورد في المذكرة هو بشير الشرقاوي.
وتاكدت وكالة فرانس برس في طرابلس من ان الصور التي نشرت في موقع الانتربول على الانترنت للمدعو بشير الشرقاوي هي في الواقع صور بشير صالح.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون لاذاعة "ار تي ال": "ليس لدينا اي اثر لمذكرة دولية"، ولو صدرت مثل هذه المذكرة "اتصور ان الحكومة الفرنسية لكانت على علم بها".
واضاف رئيس الوزراء الفرنسي ان صالح يملك "جواز سفر دبلوماسيا من النيجر"، وانه "بهذه الصفة بحماية الحصانة الدبلوماسية". وتابع ان بشير صالح "يتنقل حاليا بين فرنسا والنيجر".
من جانبه اكد مارسيل سيكالدي احد محامي بشير صالح ان الانتربول اصدرت مذكرة توقيف بحق موكله بطلب من ليبيا، كما اكد ان بشير الشرقاوي هو فعلا بشير صالح واستنكر المذكرة الحمراء الصادرة بحقه من الانتربول.
والمذكرات الحمراء هي احدى الوسائل التي تلجأ اليها الانتربول لابلاغ الدول الاعضاء فيها بطلب توقيف شخص من قبل سلطة قضائية. وهي لا تمثل مذكرات توقيف دولية والانتربول لا ترسل شرطيين لتوقيف الشخص المعني.
في موازاة ذلك، ندد نيكولا ساركوزي بالظهور المربك لدومينيك ستروس-كان في سهرة عيد ميلاد احد كوادر الحزب الاشتراكي مساء السبت.
وندد ساركوزي ب"التهرب والرياء والكذب" في موقف الحزب الاشتراكي تجاه المدير السابق لصندوق النقد الدولي في حين كان مديرا الحملة والاتصالات للمرشح الاشتراكي حاضرين في تلك السهرة.
وكانت استطلاعات الرأي ترجح فوز ستروس-كان في الانتخابات الرئاسية قبل ان يتم توقيفه في نيويورك في 14 ايار/مايو 2011 على اثر اتهامات وجهتها اليه عاملة تنظيف في احد فنادق مانهاتن بالتعدي عليها جنسيا.
وقد استفاد ستروس-كان من اسقاط التهم الجنائية بحقه لكن القضية لا تزال قائمة ضده في دعوى للحق العام. وفي فرنسا اتهم ستروس-كان في اذار/مارس الماضي ب"الدعارة المنظمة" في اطار قضية بغاء في ليل (شمال).
وكان دومينيك ستروس-كان اقتحم الحملة الانتخابية مساء الجمعة مع نشر مقابلة اتهم فيها السلطة بانها سعت في قضية نيويورك الى افشال طموحاته السياسية.
وفي ما يتعلق بهذين الملفين، حرص الاشتراكيون الاثنين على ابداء موقف هادىء. ولعلها طريقة لاظهار الفرق بين نيكولا ساركوزي القلق والمضطرب بحسب قولهم امام فرنسوا هولاند المثابر والواثق في تقدمه.
وبشأن الشكوك بتمويل غير مشروع للحملة الانتخابية في 2007، قال هولاند الاثنين لاذاعة اوروبا 1 ان "على القضاء البت" في هذا الموضوع. وصرح لاذاعة "اوروبا 1"، "اذا كانت مزورة سيدان الموقع واذا كان الامر عكس ذلك حينها يجب تقديم ايضاحات".
وفي ما يتعلق بظهور ستروس-كان المربك الذي ادى تحطيم مساره الى بروز هولاند، حاول المسؤولون الاشتراكيون النأي بانفسهم بقدر الامكان. وقالت سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية السابقة الى الانتخابات الرئاسية في 2007 وشريكة حياة هولاند السابقة، ان دعوته كانت امرا "غير صائب" و"غير لائق".
ودخول هذه المسائل في الحملة الانتخابية دفع لبعض الوقت الى الصف الثاني السباق المحموم للحصول على اصوات ناخبي اليمين المتطرف (نحو 18%) الذي طغى على الاسبوع الاول بين الدورتين وسمح لساركوزي بالتقدم نقطة بحسب استطلاع اجرته ايبسوس الاثنين. لكن الفارق ما زال كبيرا بينه وبين فرنسوا هولاند الذي تشير الاستطلاعات الى تقدمه ب53% مقابل 47% لساركوزي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً