العدد 3523 - الأحد 29 أبريل 2012م الموافق 08 جمادى الآخرة 1433هـ

انفجارات دموية في سوريا في ظل توسع بعثة المراقبين

وقعت الاثنين ثلاثة انفجارات في ادلب في شمال غرب سوريا استهدفت مقرين امنيين وحيا واسفرت عن مقتل عشرين شخصا على الاقل وجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك غداة الدعوة التي وجهها رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى كل الاطراف لوقف العنف باشكاله كافة.
وقال المرصد ان "اكثر من عشرين شخصا غالبيتهم من عناصر الامن قتلوا" في انفجارين استهدفا "مركزا للمخابرات الجوية وآخر للمخابرات العسكرية" في ادلب.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان "انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في ادلب، ما اسفر عن استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام".
كما اشارت الى جرح حوالى مئة شخص، معظمهم من المدنيين.
وقالت الوكالة ان الانفجارين وقعا في "منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما ادى الى اضرار بالغة بالمباني وخلفا حفرتين كبيرتين جدا".
وذكرت سانا ان عضوين من المراقبين الدوليين "اطلعا على اثار التفجيرين".
ويوجد في ادلب بشكل ثابت مراقبان من فريق المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف اطلاق النار.
وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا عن مواقع التفجيرين يظهر فيها عدد من الاشخاص وقد تجمعوا حول ابنية متضررة وركام في الشارع.
وقال احدهم للتلفزيون وبدا عائدا من مستشفى حيث تم تضميد وجهه اثر اصابته بجروح انه كان لا يزال نائما مع اولاده في منزله عندما "سمعنا صوت انفجار هز البناء".
واضاف "بيتي اصبح دمارا. هذه هي نهاية الحرية التي ينشدونها".
وظهرت في الصور اشلاء بشرية وبقع دماء. وقالت فتاة صغيرة وهي تبكي "دمروا لنا بيتنا"، بينما صرخ آخر "انهم ارهابيون ...".
وفي صور التقطها تلفزيون "الاخبارية" السوري ، تجمع عدد من الاشخاص الغاضبين في موقع احد الانفجارين وهم يصرخون "اي حرية؟ هذه هي الحرية". وهتفوا "الله سوريا، بشار وبس".
وبعد الظهر، قال المرصد في بيان ان "انفجارا ثالثا هز حي الجامعة في مدينة ادلب واسفر عن سقوط جرحى".
من جهة ثانية، ذكر المرصد ان "انفجارا شديدا هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين انه ناجم عن انفجار سيارة".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانفجار استهدف سيارة عسكرية، وان عددا من السكان الذين يقطنون في المكان اصيبوا بجروح.
الى ذلك، قال المرصد ان مواطنا قتل الاثنين "اثر اصابته برصاص قناصة في قرية موحسن في محافظة دير الزور" (شرق).
كما قتل مواطن آخر في قرية الفرحانية في محافظة حمص (وسط) اثر "اطلاق رصاص عشوائي من احد الحواجز العسكرية".
سياسيا، اكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال اجتماعه مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود الاثنين ان بلاده ستواجه "ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها"، متهما هذه المجموعات بالقيام "بتصعيد غير مسبوق" منذ وصول طلائع المراقبين الدوليين الى سوريا.
وقال المقداد ان بلاده "ستقف في وجه كل الدول والاطراف التي تعمل على افشال مهمة (الموفد الدولي الخاص كوفي) انان والتي تدعم العنف والارهاب في سوريا وتقدم السلاح والتمويل للمجموعات المسلحة".
وجدد "التزام سوريا بخطة انان واستعدادها لبذل كل الجهود في اطار المساعدة على انجاح المهمة مع الالتزام بمسؤوليتها في حماية شعبها وامنه وسلامته".
وكانت اطلقت ليلا قذيفة "ار بي جي" على المصرف المركزي السوري في دمشق، بحسب ما افاد الاعلام السوري الذي اشار الى ان العمل من تنفيذ "مجموعة ارهابية مسلحة"، وانه تسبب ب"اضرار مادية".
كما استهدفت "مجموعة ارهابية مسلحة"، بحسب سانا، ليلا بقذيفة ار بي جي دورية لشرطة النجدة امام مستشفى ابن النفيس في منطقة ركن الدين في دمشق، ما ادى الى اصابة اربعة عناصر من الدورية بجروح.
واشارت لجان التنسيق المحلية في بيان صباحا الى ان مباني حكومية عدة شهدت في الساعات الأولى من فجر اليوم "سلسلة انفجارات مشبوهة استهدفت (...) مبنى الاذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات" في العاصمة.
وقتل الاحد اربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب (شمال)، بحسب المرصد.
وتبنت مجموعة متطرفة تسمي نفسها "جبهة النصرة" مسؤولية عملية انتحارية وقعت الجمعة في دمشق، وذلك في بيان نشر على موقع الكتروني اسلامي. وقالت ان التفجير نفذ في مكان قريب من تجمع لقوات الامن السورية.
وكان الاعلام السوري ذكر ان الانفجار وقع قرب مسجد في حي الميدان في العاصمة وتسبب بقتل 11 شخصا.
وتتهم السلطات "مجموعات ارهابية مسلحة" بافتعال التفجيرات التي تتكرر في مناطق مختلفة من سوريا بهدف عرقلة خطة موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية لحل الازمة السورية، بينما تؤكد المعارضة انها من صنع النظام.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان صدر الاثنين ان "ما حدث الليلة (الماضية) من تفجيرات هو لعبة دموية اضافية من الاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكا مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الارهابيين".
ودان المجلس "التفجيرات التي وقعت في دمشق"، نافيا اي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها.
واعتبر المجلس الوطني ان "النظام الأسدي يحاول وبشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها"، مطالبا ب"لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات".
واتهمت لجان التنسيق بدورها النظام ب"تكثيف محاولاته اليائسة بالادعاء بأنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة"، محملة اياه مع "اجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها".
وناشدت "المنظمات العربية والدولية سرعة التحرك الفاعل لوقف جرائم النظام".
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النروجي روبرت مود دعا لدى وصوله الاحد الى دمشق كل الاطراف في سوريا الى وقف العنف من اجل انجاح خطة انان.
وقال ان عملية انتشار المراقبين ستستكمل تباعا بحسب ما ينص عليه قرار مجلس الامن الذي اقر بعثة من 300 مراقب غير مسلح مدة مهمتهم تسعون يوما.
وبدأ تطبيق وقف اطلاق النار في سوريا، بموجب خطة انان، في الثاني عشر من نيسان/ابريل. الا انه يسجل خروقات يومية اوقعت مئات القتلى.
من جهة اخرى، افرج القضاء السوري الاثنين عن الناشطة يارا شماس على ان تتم محاكمتها وهي طليقة بتهمة الانتماء الى جمعية سرية بالاضافة الى ثماني تهم اخرى تصل عقوبتها الى الاعدام.
وتعرض متزلجون في منطقة جبل الشيخ في جنوب شرق لبنان لاطلاق نار من رشاشات خفيفة من الجانب السوري الاثنين، ما تسبب باصابة شخص بجروح، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 4:48 م

      تباً لكم من إرهابيين

      كل يوم تنكشفون اكثر للعالم ما أنتم إلا سوى قتله و إرهابيين مجرمين تريدون ان تدمرون سوريا كما دمرتم افغانستان
      ولا كن هيهات ان تنالو ما تريدون
      الشعب السوري واعي لمخططاتكم يا ازلام الطواغيت

    • زائر 6 | 4:28 م

      الارهاب واحد

      نفس اسلوب التكفيريين في العراق يتكرر في سوريا المقاومة
      بس يحلمون تكون سوريا مثل العراق

    • زائر 5 | 4:04 م

      هؤلاء الارهابيين لديهم اجنده خارجيه

      للاسف هؤلاء الارهابيين يريدون بسوريا العروبه شرا،،، نرجوا من القائد الاسد ايقافهم عند حدهم قبل ان يعيثوا في الارض فسادا

    • زائر 3 | 2:38 م

      سؤال يطرح نفسه

      لماذا لا يتم أستهداف مسيرات التأييد المؤيدة لبشار ولماذا لايتم أستهداف احياء حمص الموالية لبشار من قبل الإرهابيين؟؟

    • زائر 1 | 2:06 م

      مسرحيات النظام

      مسرحية من مسرحيات النظام ولكن هذا لا ينطلى على العقلاء لان كل يعلم ان هذا النظام بامكان عمل اى شى لاتهام المعارضة بالارهاب

اقرأ ايضاً