تستثمر الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، مبلغ 2.3 مليون دولار لإنشاء محطة معالجة حديثة لمياه الصرف الصحي، وذلك في خطوة رائدة لمعالجة مياه الصرف بطريقة غير ضارة بيئياً. وتعتبر هذه المحطة الأولى من نوعها في مملكة البحرين التي يستخدم فيها نظام المعالجة العضوية المستدامة عبر أحواض مزروعة بالخيزران والتي لا تنتج عنها أية مخلفات، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من إنشاء المحطة في شهر يوليو/تموز 2012.
ووفقاً للرئيس التنفيذي للشركة كريس بوتر، فإن استثمار الشركة في إنشاء مثل هذه المحطة يأتي لمعالجة مياه الصرف الصحي والبالغة حالياً نحو 1000 متر مكعب يومياً، والتي تسهم بشكل أو بآخر في تلوث البيئة، لذا فإن الشركة عملت على تنفيذ هذا المشروع الحيوي والذي يؤكد مدى اهتمامها بالمحافظة على البيئة وفقاً لأرقى المعايير البيئية العالمية وتحقيق أفضل استغلال لمياه الصرف الصحي التي تزداد مع زيادة التوسع في أعمال الشركة.
وأكد بوتر، أن الشركة باعتبارها واحدة من أكثر المجمعات الصناعية نشاطاً في المنطقة تلتزم بأفضل الممارسات على نحو مستدام، وقد أصبح ذلك يشكل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتها.
وأضاف الرئيس التنفيذي للشركة «لا تقتصر المسئولية التي تضطلع بها شركة أسري على الريادة في مجال الخدمات الصناعية فحسب، ولكنها تمتد أيضاً إلى مجال المساندة التي تقدمها للمجتمع والمحافظة على البيئة، وقد حصلنا بالفعل على جائزة أفضل مرفق لمعالجة الرواسب الزيتية الناتجة عن القطع البحرية، وستعمل محطة المعالجة الجديدة على الاستفادة من هذه الأسس لمواصلة التزامنا بأن تظل عملياتنا مستدامة قدر الإمكان».
من جهته قال مدير تنفيذ المشاريع بالشركة عادل بوتاري، إن التقنية المستخدمة في المحطة تتوافق والمعايير العالمية الحديثة في مثل هذه المشاريع وتقوم على توظيف آلية متقدمة لمعالجة مياه الصرف تعرف باسم (مفاعل الطبقة البيولوجية المتحركة) (MBBR)، إضافة إلى عملية معالجة عضوية للحمأة بأحواض مزروعة بالخيزران، والتي يتم فيها تدوير الحمأة وترسيها عبر الطبقات البيولوجية لهذه الأحواض بحيث لا ينتج عن عملية المعالجة أية مخلفات، وسيعمل هذا النظام بسعة 1500 متر مكعب في اليوم.
وقال بوتاري، إن هذا الأسلوب لم يسبق استخدامه على الإطلاق في مملكة البحرين، ويتميز بفائدة أساسية مقارنة بأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي الأخرى من حيث الاستدامة التامة، وعدم استخدام أي مواد كيميائية، كما أن الانبعاث الكربوني الناتج عن استخدام هذا الأسلوب منخفض جداً، ولا تصدر عنه أية ضوضاء أو روائح، ويضفي لمسة جمالية على المنطقة التي توجد بها المحطة، ولا يشكل أي مصدر للخطر. بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا يحتاج إلا لقدر محدود من الصيانة ويعمل على مدار العام، ويتميز بالفعالية من حيث الكلفة.
وأوضح، أن الشركة تستهدف من هذا المشروع ليس فقط المحافظة على البيئة بل تستخدم المياه المعالجة في العديد من المشاريع لعل من أبرزها استخدامها لعمليات الري التي تستهلك كميات كبيرة من المياه؛ ما يعني حدوث خفض كبير في النفقات في مجال الزراعة؛ إذ تعمد الشركة إلى حملة تشجير للمواقع القابلة للزراعة بالشركة.
العدد 3532 - الثلثاء 08 مايو 2012م الموافق 17 جمادى الآخرة 1433هـ