أخيرا انطلق قطار دوري الصالات لكرة القدم «الفوتسال» ورأى النور بجهود حثيثة ومكثفة بذلها اتحاد الكرة ممثلا في لجنة الصالات والشواطئ، وكشفت مباريات الجولة الأولى عن وجود فوارق فنية ومهارية كبيرة وكثيرة بين الفرق وخصوصا بعد النتائج الكبيرة التي سجلت حتى الآن وتؤكد تفاوت المستويات واختلافها بين فريق وآخر، إذ شهدت المباريات الـ»6» التي أقيمت في الجولة الأولى عن غزارة في عدد الأهداف ووصلت إلى 63 هدفا.
وكانت المعطيات والتوقعات تشير لمثل هذه المستويات في هذه المرحلة بالذات نظرا للغموض الذي لف هوية وصفوف غالبية الفرق التي اعتمدت على لاعبين يمكننا وصفهم بالمغمورين إلا فيما ندر منهم بعد قرار اتحاد الكرة بالاعتماد على اللاعبين غير المقيدين والمسجلين بكشوفات الأندية.
وكشفت مباريات الجولة الأولى عن تفوق واضح لفرق الفخامة للسيارات والمصرف الخليجي، وناديي سترة والأهلي الذين أكدوا نواياهم التنافسية من خلال ما أظهروه وقدموه من مستوى أثبت القوة التي يتمتعون بها، ونجحت هذه الفرق في تحقيق انتصارات عريضة وكبيرة وكاسحة أكدت استعداداتها الجيدة وبحثها عن تسجيل حضورا مميزا في الجولات المقبلة للدوري.
وأظهرت بعض الفرق مثل شركة البنفت، وشركة سامسونج ووزارة الداخلية بعض المستويات الجيدة التي تؤكد أنها لن تكون لقمة سائغة في المباريات المقبلة على رغم أنها لم تظهر بالصورة التي تجعلها من الفرق المرشحة والقادرة على مقارعة الفرق القوية، إلا إذا نجحت في استقطاب اللاعبين المتميزين.
ومن المتوقع أن تتضح الصورة أكثر بالنسبة لبقية الفرق في الجولات المقبلة وخصوصا أن جدول مباريات الدوري منح بعض الفرق راحة في الجولة الأولى، وبالتأكيد سيرتفع المستوى خصوصا مع وجود تحركات مستمرة من بعض الفرق لتأمين الحصول على لاعبين يكونون في مستوى أفضل لتقوية صفوفهم وتعزيزها بأفضل الإمكانات والطاقات، ولعل الانطلاقة تكون فأل خير على هذه اللعبة الحديثة من خلال توسيع القاعدة الكروية لها لتكون أساسا لمنتخبنا في مشاركاته المقبلة وخصوصا أن المسابقة ستتيح الفرصة للجهاز الفني والمسئولين عن اللعبة باختيار الكثير من المواهب لتمثيل المنتخب.
شهد اليوم الثاني للدوري تأخيرا في موعد انطلاق المباريات وصل إلى 20 دقيقة، والسبب وراء ذلك يعود إلى غياب أوراق الكشوفات لدى بعض الفرق، بالإضافة إلى عدم جاهزية الساعة الالكترونية للعمل.
بذل الحكام الذين أداروا مباريات الجولة الأولى جهودا كبيرة وحملوا على عاتقهم تزويد اللاعبين والمسئولين عن الفرق ببعض قوانين اللعبة قبل انطلاق المباريات من خلال شرح مبسط عن بعض الحالات والقوانين الخاصة لكرة الصالات، ويتكون الطاقم التحكيمي للمباراة الواحدة من 4 حكام، اثنان للملعب ومثلهما خارجه على أن يكون أحدهما ميقاتيا مهمته التحكم بالساعة الالكترونية والآخر يراقب دكة البدلاء والتغييرات والوقت المستقطع وغيرها من الجوانب. بالإضافة إلى تواجد مراقبا للمباراة.
الجولة الأولى شهدت غيابا إداريا ملحوظا من قبل أعضاء اتحاد الكرة عدا تواجد بعض أعضاء لجنة الشواطئ والصالات وخصوصا عارف المناعي الذي تابع غالبية المباريات، كما كان لأحمد العامر حضوره في اليوم الأول ولكنه غاب عن اليوم الثاني نظرا لوفاة (والده) يرحمه الله.
غاب الحضور الجماهيري عن مباريات الجولة الأولى عدا حرص بعض عشاق اللعبة من متابعة بعض من مبارياتها، وربما يتغير الوضع مع الجولات المقبلة في حال ارتفع نسق الأداء واشتدت المنافسة بين الفرق.
أكد مدرب سترة صادق مرهون أن هدف فريقه من المشاركة في دوري الصالات هو بناء فريق جيد يكون مرتكزا للنادي في المواسم المقبلة بحسب الاتفاق الذي تم بينه وبين إدارة النادي.
وأكد صادق أنه بدأ مع الفريق قبل حوالي أسبوعين من بدء الدوري من خلال 3 حصص تدريبية في الأسبوع، مؤكدا أن فريقه قدم مباراة جيدة في الجولة الأولى أمام الشباب ونجح في الخروج بنتيجة عريضة، مبديا ارتياحه من المستوى والأداء والصورة التي ظهر عليها الفريق في المباراة على رغم أن غالبية اللاعبين للتو بدأوا معرفة بعض القوانين الخاصة باللعبة.
وعبر المدرب الستراوي عن ارتياحه من قدرة لاعبيه على التكيف والتأقلم مع اللعبة بسرعة، وأضاف «سيكون حال اللاعبين أفضل في الفترة المقبلة وخصوصا مع التدريبات وزيادة خوض عدد المباريات لأن اللعبة بحاجة لممارسة أكبر وأكثر لتعلمها بسرعة».
وقال صادق أنه لن تتم الاستعانة بأي من اللاعبين المحترفين أو من خارج أسوار النادي وسيتم التركيز على اللاعبين الشباب والصغار لتكوين قاعدة جيدة للارتكاز عليها في المواسم المقبلة.
لعبة كرة القدم داخل الصالات ليست وليدة اللحظة ونشأتها بدأت منذ ثلاثينات القرن الماضي، وهي تمارس داخل الأماكن المغلقة، وبدأت بالانتشار سريعا حتى وصلت لجميع الدول، وقام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتنظيم بطولة خاصة «كأس العالم»، واللعبة لها قوانينها الخاصة التي تختلف عن كرة القدم المعروفة.
ومن أبرز ملامح هذه اللعبة التي يطلق عليها مسمى «الفوتسال» اللعب على ملعب صغير الحجم «ملعب كرة يد»، وتسمى أيضا لعبة كرة القدم الخماسية نظرا لأن عدد اللاعبين في الفريق الواحد داخل أرضية الملعب 5 لاعبين «حارس مع 4 لاعبين»، ويمكن للحارس أن يغادر مرماه والمشاركة في اللعبة مثله مثل أي لاعب.
وترجع أصل كلمة «الفوتسال» إلى البرازيل وهي مشتقة من كلمتي «futebol» و»sala»، واختصارهما في كلمة «futsal»، واللعبة تختلف بشكل كبير عن اللعبة الأم، إذ لها قوانينها وقواعدها الخاصة ولها طريقتها وأسسها التي يؤدي بها اللاعبون داخل أرضية الملعب.
نجحت بعض الفرق المشاركة بالحصول على خدمات لاعبين معروفين على المستوى المحلي، إذ ظفر فريق المصرف الخليجي بخدمات اللاعب البرازيلي ريكو في صفقة أكدت نجاحها منذ المباراة الأولى بعدما هز ريكو الشباك 9 مرات، ويبدو أن المصرف الخليجي سيكون علامة فارقة والحصان الأسود في البطولة وخصوصا أنه يمتلك لاعبين متميزين في هذه العلبة بتواجد لاعبي المنتخب محمود عبدالرزاق، ومحمد عاشور، ويقود الفريق فنيا المدرب البرازيلي جونيور.
وخاض اللاعب الدولي عبدالوهاب علي أولى مبارياته مع فريقه المستشفى التخصصي، إلا أنه يبدو لن يكون عاملا مساعدا لتألق فريقه وخصوصا أنه خسر بنتيجة ساحقة أمام الأهلي في أولى مبارياته، وعاني التخصصي من غياب الكثير من الأمور الفنية والبدنية التي تمكنه من لعب الأدوار الأولى في الدوري.
شهدت الجولة الأولى تألق الكثير من اللاعبين والذين سيكون لهم كلمة في قادم المباريات، فكان البرازيلي ريكو الورقة الرابحة لفريقه المصرف الخليجي ونجح بمهارته الفنية العالية في إضافة وترك بصمة واضحة على الأداء الجمالي للفريق بأهدافه التسعة.
وفي الفريق الستراوي فإن أحمد عنتر كان اللاعب الذي رجح كفة الفريق بأهدافه المتتالية، وعلى رغم صغر عمره إلا أنه تميز بالقوة البدنية، والمفارقة في هذا اللاعب أنه لبي لاعب كرة قدم في الأساس بل أنه لاعب كرة طائرة هجر اللعبة واتجه في الوقت الراهن للعبة الشعبية الأولى لولعه بها.
وتألق ولفت اللاعب الخبرة بشار عبدالصمد الأنظار إليه في الجولة الأولى أيضا ونجح في قيادة فريقه الأهلي للفوز بمعية زميله اللاعب مصطفى يعقوب وكذلك اللاعب سيدفاضل، والثلاثي الأهلاوي تميز بالتفاهم والانسجام من خلال تحركاتهم ومهاراتهم الفنية والفردية.
ولم تقتصر قائمة المتألقين على هؤلاء فهناك الكثير من اللاعبين الذين تميزوا وبرزوا بصورة جيدة ومنهم لاعب الشباب أحمد عبدالجليل، ولاعب سترة المخضرم محمد علي طوق، ولاعبي الفخامة للسيارات خليفة يعقوب، ووليد العمري وهما من قادا فريقهما إلى تحقيق فوزا كاسحا على هيئة شئون الإعلام بتسجيلهما إلى 8 أهداف مناصفة، بالإضافة إلى تألق وبروز الكثير من اللاعبين.
العدد 3533 - الأربعاء 09 مايو 2012م الموافق 18 جمادى الآخرة 1433هـ