تكبّدت أسواق السلع مزيداً من الخسائر هذا الأسبوع مع تعرض القطاعات الرئيسية كافة إلى ضغوط بسبب ضعف أداء السلع الأساسية وقوة الدولار وحاجة المستثمرين إلى خفض انكشافهم. وتقلّص الإنتاج الصناعي في الهند وشهد الإنتاج الصيني تراجعاً حاداً في أبريل/ نيسان 2012، مع تباطؤ الاستثمارات إلى أدنى مستوى لها في عقد من الزمن تقريباً؛ الأمر الذي أدّى إلى طرح السؤال المتعلق فيما إذا كان في ذلك إشارة على سرعة نمو الطلب على السلع الذي شهده العقد الماضي. ولاتزال منطقة اليورو مصدر قلق أيضاً بالنسبة إلى المستثمرين مع استمرار التركيز على إسبانيا وخصوصاً اليونان. في ظل هذه الظروف تمكن الدولار من الارتفاع ليسجل أعلى مستوى له مقابل اليورو في أربعة أشهر تقريباً؛ الأمر الذي يؤدّي شيئاً فشيئاً إلى تلاشي الدعم بالنسبة إلى السلع الصادرة بالدولار.
هل نشهد حالياً تكراراً للأداء الذي ساد قبل سنتين الذي اتسم بالقوة في الربع الأول يتبعه ضعف في الربع الثاني؟ يبدو بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمور تسير في هذا الاتجاه بالنسبة إلى مؤشر «غولدمان ساكس للسلع» (إس آند بي)، الذي يركز على قطاع الطاقة الذي يدخل منطقة سلبية خلال السنة متراجعاً في أسوأ أداء له منذ ديسمبر/ كانون الأول 2008. وساهمت ليبيا في رفع أسعار النفط العام 2011 وهو ما نراه يتكرر هذا العام ولكن محركه هذه المرة التوتر الذي يشهده الخليج العربي. ومع ذلك رأينا في مثل هذا الوقت من العام الماضي (2011) بداية نهاية الأزمة الليبية في حين أن التوترات الإيرانية هذه السنة بالكاد هدأت ولكنها لم تتلاشى؛ الأمر الذي يطرح السؤال فيما إذا كان يجب أن تحصل أسعار النفط على الدعم حالاً - نعتقد أنها ستحصل عليها.
إن الأداء الفردي لبعض السلع الرئيسية تُظهر في الغالب خسائر خلال الأسبوع مع استمرار الأداء القوي للغاز الطبيعي فقط في ظل استمرار بناء الثقة من حيث إنه الوصول إلى الحد الأدنى. لقد أدّى هذا الأداء القوي للغاز الطبيعي إلى تكبّد قطاع الطاقة خسارة نسبية بسيطة في حين تحملت المعادن الثمينة، وخاصة الفضة والبلاديوم، للأسبوع الثاني الجزء الأكبر من حجم مبيعات المستثمرين.
أُوْل إس هانسن
رئيس استراتيجيات السلع بـ «ساسكو بنك»
العدد 3537 - الأحد 13 مايو 2012م الموافق 22 جمادى الآخرة 1433هـ