عانى فريق المحرق كثيراً واحتاج للشوطين الإضافيين قبل أن يحسم موقعته مع ضيفه النصر الكويتي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء ليتأهل للدور قبل النهائي من مسابقة دوري أبطال الخليج لكرة القدم في نسختها الـ27، ليضرب موعداً مع العربي الكويتي ذهاباً في الكويت يوم 23 مايو/أيار الجاري، وإياباً بالبحرين في الـ29 من الشهر نفسه.

وانتهى الشوطان الأصليان بالتعادل السلبي قبل أن يحرز المحرق 3 أهداف في الوقت الإضافي، بدأها محمود عبدالرحمن (رينغو) من ركلة جزاء بعد مرور 5 دقائق من الإضافي الأول، وفي آخر دقيقة من هذا الشوط أضافي البرازيلي دييغو الهدف الثاني، واختتم صالح عبدالحميد مسلسل الأهداف في الدقيقة 3 من الإضافي الثاني.

الشوط الأول

سيطر المحرق بشكل تام على مجريات الشوط الأول، وكان الأكثر وصولاً للمرمى، ولكن على رغم هذه السيطرة إلا أن عدد الهجمات المحرقاوية لم يكن بقدر السيطرة الحمراء الكاملة، في حين لعب الكويتيون بطريقة دفاعية بحتة دون أن تكون لهم أي هجمات.

ولعب المحرق بطريقة 4-4-2 وتتحول أحياناً إلى 3-5-2 من خلال تقدم الظهير الأيمن جمال أبرارو لمركز الوسط الأيمن مع انضمام سيدضياء سعيد لثنائي عمق الوسط راشد الدوسري ومحمود جلال، وكانت صناعة اللعب في الفريق هي المشكلة الواضحة والسبب الأول وراء عدم الحصول على فرص كافية في هذا الشوط إضافة لقلة الكثافة الهجومية بسبب خروج بيليه وإسماعيل كثيراً من منطقة الجزاء النصراوية وهو ما أراح المدافعين الكويتيين، ولم يتم تفعيل طرفي الوسط بالشكل المطلوب، ولم يفد تحويل محمود عبدالرحمن (رينغو) لليمين وسيدضياء لليسار وسرعان ما عادا لمكانيهما.

وفي الجانب الآخر، فإن النصر أدى الشوط بحسب إمكاناته وقدراته، فالتراجع الدفاعي كان واضحاً، وخط الوسط بقيادة الليبي طارق التايب لم يؤد أدواراً هجومية كثيرة، ولم تصل أي كرة مرسومة للمهاجم الوحيد عبدالرحمن الشمري.

وبدأت فرص الشوط عند الدقيقة الأولى حينما وصلت كرة لحسين بيليه لعبها بجوار القائم الأيسر، وحصل رينغو على كرة في الجانب الأيسر لعبها عرضية بعيدة عن المهاجمين وكان من المفترض تسديدها مباشرة للمرمى، وسدد العماني أحمد مبارك (كانو) كرة بعيدة وصلت ليد الحارس المحرقاوي عبدالله الكعبي (19)، وجاءت أخطر الفرص الحمراء في الدقيقة 23 حينما حصل سيدضياء سعيد على كرة في اليمين داخل منطقة الجزاء سددها قوية أبعدها الحارس أحمد الخالدي، ولعب إبراهيم المشخص كرة رأسية مرت فوق المرمى الكويتي قبل أن يختتم بيليه أحداث الشوط بتسديدة قوية مرت من خلالها الكرة بجوار القائم الأيمن لينتهي الشوط الأول سلبياً.

شوط ضعيف

مع بداية هذا الشوط أدخل مدرب المحرق لاعبه فهد شويطر ليلعب في مركز الظهير الأيمن مع تحويل جمال أبرارو للوسط وخرج محمود جلال، والمستوى العام لهذا الشوط كان ضعيفاً للغاية، وانحصر اللعب غالباً في منتصف ملعب النصر مع سيطرة محرقاوية على الكرة من غير فائدة تُذكر، فأداء الفريق انخفض كثيراً عن الشوط الأول، ودخل لاعبا المحرق دييغو ومحمد سالمين في منتصف الشوط بدلاً من حسين بيليه وسيدضياء سعيد، بينما واصل فريق النصر اللعب بنفس طريقة الشوط الأول من خلال الدفاع وعدم التقدم للأمام، والفرص كانت قليلة وبدأها محمود رينغو بتسديده كرة قوية أبعدها الحارس المتألق أحمد الخالدي (13)، وقبل نهاية المباراة بدقيقتين أضاع فيصل غازي فرصة العُمر للنصر حينما وصلت له الكرة وهو مواجه للمرمى المحرقاوي تماماً ولم يتعامل معها كما يجب وتدخل الحارس الكعبي وتصدى لها، وفي الوقت بدل الضائع سدد صالح عبدالحميد كرة قوية مرت بجوار القائم الأيمن الكويتي لينتهي الشوط الثاني سلبياً كذلك.

شوطي الحسم

نشط المحرق كثيراً منذ بداية الوقت الإضافي الأول، وكان واضحاً رغبة الفريق في الحسم وعدم التمديد ولذلك حصل (الذيب) على ركلة جزاء صحيحة عند الدقيقة 5 بعد تمريرة بينية من محمد سالمين وصلت لإسماعيل عبداللطيف الذي تعرض للإعاقة من قبل الحارس وتقدم رينغو وسدد الكرة قوية في الزاوية اليسرى أخذت طريقها نحو الشباك رغم ملامستها من قبل الحارس، وفي آخر دقيقة للإضافي الأول بذل النشيط دييغو مجهوداً فردياً وانطلق بكرة من اليمين ودخل منطقة الجزاء وسددها قوية من زاوية ضيقة نوعاً ما لكنها سكنت الشباك.

وبعد مرور 3 دقائق من الشوط الإضافي الثاني سجل صالح عبدالحميد واحداً من أجمل أهداف المحرق هذا الموسم إن لكن يكن الأجمل حينما سدد كرة ثابتة من مسافة 30 ياردة تقريباً سكنت المقص الأيسر لمرمى الحارس الخالدي، وحافظ المحرق على تقدمه وأنهى المباراة فائزاً بثلاثية نظيفة.

حمود تحدث مع اللاعبين وغادر مبكراً

«كباتن» للنصر الكويتي في دقيقة واحدة!

أدار مباراة المحرق والنصر الكويتي بنجاح طاقم تحكيمي إماراتي مكون من: محمد عبدالكريم، زايد داود، محمد أحمد يوسف، ياسين المنصوري، وراقبها مواطنهم حسين عبدالرحيم وراقب الحكام العماني حسن العجمي والمُنسق حسن إسماعيل من البحرين.

• أدت رابطة جماهير المحرق دورها كما يجب تألقت طيلة المباراة، ولكن يجب أن يكون هنالك حضور أكبر في قبل النهائي أمام العربي.

• أسطورة المحرق حمود سلطان حضر قبل المباراة وتحدث مع اللاعبين وحثهم على الفوز لكنه غادر سريعاً قبل البداية بسبب ظروف خاصة.

• كان من المُفترض أن يُجري مراسل الجزيرة الرياضية في البحرين محمد عبدو لقاءات سريعة مباشرة قبل المباراة لكن ذلك لم يحصل بسبب عدم وصول الصورة بالشكل الصحيح لمركز القناة في الدوحة.

• نقلت قناة البحرين الرياضية المباراة بصوت المُعلق علي سعيد الكعبي لكن تعليقه لم يكن من استاد مدينة خليفة الرياضية بل من المحطة في تلفزيون البحرين!.

• حصل أمر غريب للغاية للنصر الكويتي في الشوط الثاني حينما تم تبديل قائد الفريق فيصل دخيل العدواني ليسلم (شارة القيادة) لزميله طارق التايب، ولكن قبل استئناف اللعب تم استبدال التايب أيضاً وبدوره سلم (الشارة) للعماني أحمد مبارك، ليكون بذلك 3 (كباتن) للنصر في دقيقة واحدة!.

• فريق النصر الكويتي لعب بألوانه الاحتياطية وهي الأبيض والرمادي بدلاً من اللون الأساسي وهو (العنابي) نظراً لقربه من لون المحرق الأحمر، ولم تكن أرقام الكويتيين واضحة وسببت إرباكا للمتابعين والإعلاميين!.

راشاوا يلوم الإرهاق ويصف المحرق بالفريق الممتاز

السعدون: الضغوط وراء تأخر الفوز... وتركيزي سيكون على «الخليجية»

عبر مدرب المحرق عيسى السعدون عن فرحته بوصول فريقه للدور نصف النهائي، مؤكدا أنه واجه مباراة صعبة وخصوصا مع الضغوط الكبيرة التي كانت موجودة على اللاعبين قبل المباراة في ظل تعثره في الدوري المحلي، مؤكدا أن الضغوط النفسية وراء تأخر الفوز على فريقه إلى الأشواط الإضافية.

وأضاف السعدون «دخلنا المباراة وهدفنا كان واضحا منذ البداية وهو الهجوم بهدف خطف هدف يريح الأعصاب ويرفع الضغوط عن اللاعبين، ولكن لم نوفق في الفرص التي سنحت لنا في بداية المباراة ما زاد من الصعوبات».

وأكد السعدون عدم رضاه عما قدمه فريقه من مستوى، مشيرا إلى أنه سيقوم بالعمل على الجوانب الفنية خلال الفترة المقبلة وخصوصا فيما يتعلق بالجانب الهجومي الذي عانى منه الفريق خلال المباراتين الماضيتين.

وقال السعدون عن الفترة المقبلة والتي سيواجه فيها ضغوطا كبيرة متمثلة في مباريات الدوري ومباراتي الدور نصف النهائي بقوله «تركيزي كمدرب سيكون منصبا على البطولة الخليجية وخصوصا مع حسابات المنافسة الضئيلة في مسابقة الدوري، وأمامنا مباريات صعبة علينا توزيع الجهد خلالها على جميع اللاعبين».

من جانبه قال مدرب النصر جوزيه راشاو أن الظروف الصعبة التي مر بها فريقه خلال الأيام القليلة الماضية جعلته غير قادر على مجاراة المحرق والذي وصفه بالفريق المعروف على المستوى الخليجي والفريق الممتاز بحسب وصفه، مرجعا السبب وراء ظهور فريقه بالصورة التي ظهر عليها في المباراة إلى عامل الإرهاق نتيجة استمرار الفريق في خوض الكثير من المباريات في الفترة الأخيرة.

وقال راشاو: «لعبنا بأسلوب دفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة ولم نوفق في الأسلوب وخصوصا مع رغبة المحرق والضغط الذي شكله علينا في المباراة»، مؤكدا استحقاق المحرق للفوز والتأهل للدور نصف النهائي.

صالح: أهدي هدفي للجماهير المحرقاوية العاشقة

عبر لاعب المحرق صالح عبدالحميد عن سعادته بفوز فريقه ووصوله للدور نصف النهائي من البطولة الخليجية، مؤكدا أن فريقه قطع خطوة مهمة في إطار سعيه الحثيث للتتويج باللقب الخليجي للمرة الأولى في تاريخ الكرة البحرينية.

وأضاف «لم تكن المباراة سهلة ونجحنا في عبور المتاريس الدفاعية التي صنعها الفريق الكويتي بفضل الروح والإصرار والعزيمة التي كان عليها اللاعبون»، وأرجع سبب تأخر الفوز للشوطين الإضافيين إلى التسرع وسوء التوفيق في بعض الفترات ما ولد بعض الضغوط على اللاعبين.

وأهدى اللاعب الدولي الهدف الذي سجله إلى الجماهير المحرقاوية العاشقة لناديها، مطالبا إياها بضرورة التواجد خلال الفترة المقبلة من أجل دعم ومؤازرة الفريق في المرحلة التي وصفها بالأهم، مبديا ثقته بزملائه اللاعبين بتجسيد الحلم وتحقيق اللقب الخليجي.

تغيير متوقع

بات في حكم المؤكد أن يتم تغيير موعد مباراة الإياب بين المحرق والعربي الكويتي في الدور نصف النهائي من المسابقة والتي كان مقررا لها 29 الشهر الجاري، وستعمد اللجنة التنظيمية لتغيير الموعد نظرا لمصادفته مع المسابقات المحلية في الكويت والبحرين، وستكون مباراة الذهاب والتي ستقام في الكويت على حالها يوم 23 مايو/ أيار الجاري.