العدد 3541 - الخميس 17 مايو 2012م الموافق 26 جمادى الآخرة 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

كَلِمَةُ اللَّسَانِ مِرْآةٌ لِلجَوَارِح

الكلمة منطوقةٌ أو مكتوبةٌ تُعبِّرُ عن الأفكار والخواطر التي تجول في فِكر المتكلم، ولها من الأثر والتأثير ما لها في ذهن المستمع أو القارئ، فالكلمة ترجمة عملية لنقل وتقديم الأخبار والمعلومات والأفكار المتنوعة عبر العديد من الوسائل المتنوعة والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة العامة للناس.

ولأهمية الكلمة بالغ الإسلام وشدَّد في التحذير من خطر اللسان الذي يُعتبر أحد أهم الجوارح وأخطرها بالرغم من صغر حجمه مقارنة بالجوارح الأخرى، من حيث دلالته على حسن السيرة وطيب السريرة وطهارة الروح وابتعادها عن كل ما من شأنه أن يلوثها ويشوبها من شر وخبث، والعكس من ذلك؛ فالكذب والغيبة والنميمة وما شابهها من أمور دليل على انحراف صاحبها عن الخُلُقِ القويم، وابتعاده عن الطريق المستقيم.

دلائل عظمة الكلام

 

ولو أردنا الوقوف على شيء من عظمة هذه النعمة في الكتاب العزيز، متأسين في ذلك بقول الإمام جعفر الصادق (ع) في قوله للمفضَّل: «أطِلْ الفِكْرَ يا مُفَضَّلُ في الصوتِ وَالكلام، وتهيئة آلاته في الإنسان، فالحنجرة كالأنبوبة لخروج الصوت، واللسان والشفتان والأسنان لصياغة الحروف والنغم»، لوجدناها ظاهرة بارزة في العديد من الآيات والموارد، نذكر منها على سبيل الاختصار: مورد النعمة في قوله تعالى: «أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ» (البلد: الآيات 8و9). مورد لغة التخاطب في قوله سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ» (إبراهيم: الآية4). مورد الدعاء والطلب في قوله جلَّ ثناؤه: «رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ» (الشعراء: الآيات 83-85). مورد البشارة والإنذَّار في قوله تبارك اسمه: «إِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً» (مريم: الآية 97). وفي وصيةٍ لأمير المؤمنين علي (ع) لابنه محمد بن الحنفية يقول: «وما خلق الله عزّ وجّل شيئاً أَحسَنَ مِنَ الكَلامِ ولا أَقبَحَ مِنه، بِالكَلامِ ابيضَّت الوجوهُ وبِالكَلامِ اسودَّت الوجوه، اِعلم أَنَّ الكَلامَ في وَثاقِكَ مَا لَمْ تتكلم به فإِذا تكلَّمتَ بِهِ صِرتَ في وثاقِه ، فاخزَنْ لِسَانَكَ كمَا تخزِنُ ذَهبَكَ ووَرَقِكْ، فإِنَّ اللِّسانَ كَلبٌ عقّور، فإِنْ أَنْتَ خليَّتهُ عَقَرْ، ورُبَّ كلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعمة، مَنْ سيَّبَ عُذَّارَهُ قادهُ إِلى كُلِّ كَريهةٍ وَفضيحة، ثُمَّ لَمْ يخلُص مِنْ دهرِهِ إلا عَلَى مَقتٍ مِنَ اللهِ وذمٍ مِنَ النَّاس» (الوسائل، ج8، ص535).

تعريف اللِّسانِ في اللغة: قال صاحب القاموس المحيط في تعريف اللِّسانُ: «المِقْوَلُ»، وجمعُهُ: ألْسِنَةٌ وألْسُنٌ ولُسْنٌ، واللُّغَةُ، والرِّسالَةُ، والمُتَكَلِّمُ عن القَوْمِ. وفيه أيضاً قال العلامة ابن منظور في لسان العرب؛ اللِّسانُ: جارحة الكلام.

تعريف اللِّسانِ في الاصطلاح: من أشهر التعريفات التي تناولت اللسان وأمراضه، فيما قرَّره الأطباء، هو ما ذكره الشيخ الرئيس ابن سينا في كتابه القانون، الذي يكشف عن مدى إحاطة ودقة الشيخ الرئيس في تصنيفه ومعالجته التي مازال الطب الحديث موافقاً لِما كتبه فيقول: «اللسان عضو من الفم وهو من آلات تقليب الممضوغ وتقطيع الصوت وإخراج الحروف وإليه تمييز الذوق» (ج:2، ص175). كما أن القدرة على النطق أو اللفظ تقوم على الأداء الوظيفي السليم للجهاز الصوتي الذي يولد به كل إنسان، وهي الأساس في عملية الكتابة.

فَضْلُ الكلام: جاء في كتاب الاحتجاج للعلامة الطبرسي أنَّ الإمام زين العابدين(ع) سُئِل عن الكلام والسكوت، أيُّهُما أفضل؟ فقال: «لكل واحد منهما آفات، فإذا سلِمَا مِنَ الآفات فالكلام أفضل من السكوت، قيل: كيف ذلك يا ابن رسول الله (ص)؟ فقال: لأن الله عزَّ وَجلَّ مَا بَعَثَ الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنَّما بَعثَهُم بِالكلام، ولا استُحقَّتِ الجنَّة بِالسُكُوت، ولا استُوجِبتْ وِلاية اللهِ بِالسُكُوت، ولا تُوقِّيَتِ النَّار بالسُكُوت، إِنَّما ذَلِكَ كُلُّهُ بِالكلامْ» (ص315).

مَثَلُ الكَلِمَةِ الطيَّبَة: ضَرَبَ الله سبحانه لنا مثلاً في قرآنه الكريم بتمييزه بين نوعين من الكلمات التي ترتبط إحداهما بالفضيلة والخير المثمر والنافع، والأخرى بالرذيلة والشر الذي لا نفع معه، وذلك في قوله تبارك وتعالى: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ» (إبراهيم: الآيات 24- 26).

فَرُبَّ كَلِمَةٍ أنقذت إنساناً، وبنت مجتمعاً، وأوجبت احتراماً، وكسبت قلوباً وأرواحاً كثيرة، وعلى العكس من ذلك تماماً؛ فَرُبَّما أشعلت الكلمة حرباً، وقتلت إنساناً، وهتكت ستراً، ودمرت مجتمعاً، وفي حدِّ مراقبتها قوله عزَّ وجلَّ: «مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» (ق: الآية 18). روي عن ابن عباس أنه قال: «إن أول ما ظهرت حكمة لقمان أَنْ قال له مولاه يوماً: اذبح لنا هذه الشاة فذبحها، ثم قال أَخرِجْ منها أَطَّيَبَ مُضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب ثم مكث ما شاء الله، ثم قال له اذبح لنا هذه الشاة فذبحها، فقال أَخرِجْ لنا أخبث مضغتين فيها فَأخرَجَ اللسان والقلب! فسأله مولاه عن ذلك، فقال لقمان: إنَّهُ لَيَسَ شيءٌ أطيبَ مِنهُما إذا طَابا، ولا أَخْبَثَ مِنهُما إِذا خبُثا».

اللسان مرآة الجوارح: يُعتبر اللسان أحد أهم الجوارح وأخطرها بالرغم من صغر حجمه مقارنة بالجوارح الأخرى، من حيث دلالته على حسن السيرة وطيب السريرة وطهارة الروح وابتعادها عن كل ما من شأنه أن يلوثها ويشوبها من شر وخبث، والعكس من ذلك؛ فالكذب والغيبة والنميمة وما شابهها من أمور دليل على انحراف صاحبها عن الخُلُقِ القويم، وابتعاده عن الطريق المستقيم.

روى المحدَّث الكاشاني في محجته البيضاء عن رسول الله (ص) أنه قال: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر (تستكفي) اللسان، فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» (ج5، ص193)، كما نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة رواية للإمام علي (ع) يقول فيها أنَّ رسول الله (ص) قال: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه؛ فمن استطاع منكم أن يلقى الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم سليم اللسان من أعراضهم فليفعل» (ج10، ص28).

آفات اللسان وأخطاره: يُعتبر اللسان أحد أهم الجوارح وأخطرها بالرغم من صغر حجمه مقارنة بالجوارح الأخرى، من حيث دلالته على حسن السيرة وطيب السريرة وطهارة الروح وابتعادها عن كل ما من شأنه أن يلوثها ويشوبها من شر وخبث، والعكس من ذلك؛ فالكذب والغيبة والنميمة وما شابهها من أمور دليل على انحراف صاحبها عن الخُلُقِ القويم، وابتعاده عن الطريق المستقيم.

عناوين كثيرة لآفات وأخطار اللسان التي هي في عالم اليوم من الابتلاءات والمظاهر السلبية المجتمعية التي من الممكن أن نُطلق عليها أمراضاً اجتماعية تتهدد المجتمع الإنساني ومنها: الغيبة والنميمة والبهتان والقذف والسخرية وتشويه السمعة وإفشاء الأسرار وإشاعة الفاحشة والفتنة.

أحمد عبدالله

يا «وسط» يا أم الخير

 

إن لها الحق أن تفخر في حصولها على المركز الاول، ولمَ لا أليست هي محط الانظار ومركز للمعلومة الصحيحة والخبر المهذب النقي من شوائب الطائفية والسب والقذف، أجل لها الفخر في هذا الزمن الأوكس الذي بات القلمُ الحر فيه كالكبريت الاحمر ندرةً وشُحاً، وظل المعربدون يقتاتون على لحم أخوتهم في العقيدة والوطن، والبلد تتقاذفه أمواج الطائفية والحرب الأهلية، ناسين أو متناسين أثر الكلمة غير المسئولة، وإني أنتهز هذه اللحظة لأبارك الصحيفة الحرّة والموضوعية داعياً لكادرها الإداري والفني بالتوفيق والسداد وأيضا الثبات على الطرح والموضوعية والشفافية والصدق (وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)

تجني الفخرْ والتقدير

تحصد جوايز وأزهار

فيها الخبر والتقرير

وفيها الصدق باستمرار

تشوفه مسطّر تسطير

واضح جليّ للأبصار

فن السياسة تعمير

نهج وسلوك الاخيار

يا (وسط) يا أم الخير

إلك معــزّة ومقدار

فـــــــن الكتابة تغيير

للواقـــــع وللإعمار

لا فذلكـــة لا تحقير

لا طائفيــــــة سمسار

ولــك كبير التأثير

(منصورنا) يا مغوار

انته رئيس التحرير

نهديك أحلى الاشعار

لنّ الصحافة تطوير

للكاتب بهل المضمار

يعمــــر بلد بالتفكير

وبالمعرفة وبالايثـار

والشعب عبّر تعبير

ولكم يوجّه الانظار

وليكم عظيم التأثير

في الواقع وفي الاثار

جعفر طارش

أشياء تستحق الاحترام

 

أحترم حكم محكمة القضاء الإداري المصرية بوقف بث قناتين من مجموعة قنوات «ميلودي» لمدة أسبوع، مع إلزامها بالتوقف عن بث حملتها الدعائية «عن وديع ومنتج السينما»، هناك حملات أخرى وقنوات أخرى تستحق قراراً مماثلاً... فمتى يصدر؟!

- أحترم الطريقة التي تقبل بها «ساركوزي» هزيمته في الانتخابات، وذاك الهدوء في الشارع الفرنسي عقب إعلان النتيجة، لم نرَ مليونيات أو هتافات مضادة وحملات تشكيك، الجميع تقبل النتيجة ومرت الانتخابات بسلام، أتمنى أن نتعلم هذا الدرس من الغرب عندما تجرى الانتخابات على أراضينا.

- أحترم نتائج استطلاعات الرأي التي تقوم بها بعض المؤسسات الصحافية والمواقع الإلكترونية والبرامج الفضائية والمراكز البحثية حول الرئيس القادم في مصر، لكن في النهاية تبقى النتائج غير معبرة عمن سيفوز، فمزاج الناخب متقلب ولا يتخذ قراره النهائي إلا أمام الصندوق الانتخابي.

- أحترم خروج رئيس الوزراء المغربي لتقديم الاعتذار وتحمل المسئولية عندما رفض أحد المستشفيات استقبال مواطنة ما اضطرها للولادة في الشارع، أصيبت بنزيف حاد وتوفي المولود في حينها، وإن كان الاعتذار وحده لا يكفى، لكنها على الأقل خطة في الطريق الصواب.

- بحثت عن أي أشياء أخرى تستحق الاحترام... خلال الأسبوع الماضي، فلم أجد شيئاً، معظمها أشياء تستحق عدم الاحترام، لدرجة أنى فكرت في أن أغير فكرة المقال لأكتب عن الأشياء التي لا تستحق الاحترام لكنني وجدتها قد تأخذ صفحات الصحيفة بالكامل من دون أن ننتهي منها!

أحمد مصطفى الغر

التشريعات الصحافية بين التجربتين البحرينية والكويتية

 

الصحافة مرآة المجتمع العاكسة لأهم قضاياه ومشكلاته، المعبرة عن تطوره ونمائه، والناطقة بلسان حال أهله. ولما للصحافة من دور فعال في تشكيل وتوجيه وتنوير الرأي العام، كان لزاماً على الدول وضع تشريعات تقوم العمل الصحافي وتنظمه لتحفظ للجميع ما لهم من حقوق وتبين ما عليهم من واجبات.

تعد مملكة البحرين من الدول الرائدة التي خاضت مجال الصحافة في الخليج العربي بإصدار عبدالله الزايد «صحيفة البحرين» العام 1939 أول صحيفة بحرينية تعنى بنشر المعرفة والإصلاح في كافة المجالات.

منذ سبعينيات القرن الماضي بذل عدد من الصحافيين جهوداً كبيرة لجمع الصحافيين البحرينيين تحت مظلة واحدة وتأسيس كيان خاص يستظلون بظله. استمرت الجهود طوال الفترة اللاحقة لكنها لم تتوج إلا بداية العام 2000 إثر التحولات السياسية التي شهدتها المملكة، عندما أجمع الصحافيون في اجتماع 30 مارس/ آذار على ضرورة تأسيس جمعية خاصة بهم.

وتمخضت عن تلك التحولات ولادة جمعية الصحافيين البحرينية وإشهارها في 30 أغسطس/ آب من العام نفسه بقرار من وزارة شئون مجلس الوزراء والإعلام. وفور إنشائها عمدت اللجنة لعقد اجتماع لقبول طلبات الاشتراك والعضوية، والتي جذبت عدداً كبيراً من الصحافيين. وانضمت الجمعية منذ تأسيسها لاتحاد الصحافيين العرب، كما أصبحت عضواً في الاتحاد الدولي للصحافيين أيضاً.

تعددت أهداف الجمعية بين الارتقاء بالمستوى المهني والثقافي للصحافيين ورعاية الكوادر الصحافية وتوفير الدورات التدريبية، والاستفادة من الخبرات العربية والدولية. ومن ضمن أهدافها أيضاً نشر الثقافة والمعرفة الإنسانية وتعميق الوعي لدى المواطن بأهمية الإعلام والنهوض بالصحافة الوطنية. كذلك عملت الجمعية على تأسيس صندوق تقاعد للصحافيين إضافة لصياغة ميثاق شرف الصحافي البحريني.

في المقابل نجد أن الصحيفة الأولى في الكويت «الرأي العام» أنشأت العام 1961 بعد ما يقارب العقدين من جارتها البحرين. على رغم ذلك فإن جمعية الصحفيين الكويتية أنشأت بقرار من وزارة الشئون الاجتماعية بعد 3 أعوام فقط من صدور الصحيفة الأولى في 1964م.

نصت أهداف جمعية الصحفيين الكويتية على توثيق روابط الود والصداقة بين الأعضاء مع بعضهم وبينهم مع باقي صحفيي الكويت والدول العربية، والنهوض بالصحافة الكويتية خصوصاً والعربية عموماً، كذلك الدفاع عن مصالح الأعضاء وتهيئة السبل لهم ليقوموا بأداء عملهم الصحافي على أكمل وجه.

بشرى محمد العريبي

طالبة إعلام

البحرين وطن يجمعنا على المحبة

 

لم أكن مدركاً كيف ومتى بدأت العلاقة بيني بين أخي جعفر لكن أستطيع القول إنها بدأت منذ الصغر، اسمي عمر، جنسيتي البحرينية، ديانتي الإسلام وأخي صديقي اسمه جعفر، تربينا كبرنا على أن هده المبادئ الأربعة في حياتنا هي من إحدى المسلمات التي لا نستطيع أن نغيرها، أنلغي أي ركن من أركانها التي أحمد الله سبحانه تعالى عليها.

فأسماؤنا من أسماء الصحابة، ديانتنا من الديانات التي نزلت رأفة في الشعوب، وطننا هو بيتنا الكبير الذي تربينا فيه البحرين.

أذكر أن طفولتنا لم تكن غنية في ترفها ولكنها كانت جميلة في بساطتها. نلعب ندرس نضحك نبكي نأكل من القدر نفسه لدرجة أننا كنا نلبس الهندام نفسه في بعض الأحيان. أفراحنا وأحزاننا كانت واحدة. أنهينا المرحلة الثانوية أنا أخي جعفر من المدرسة نفسها، كنا جاهزين لبدء حياتنا الجامعية، تشاورنا في الاختصاصات التي أردنا أن ندرسها بعد مناوشات مناورات دراسات مضنية قررنا أن ندرس تخصص الإدارة العامة، فبدأنا رحلتنا الجامعية المليئة في المغامرات التحديات التي كانت فوق توقعاتنا لكن في مجملها كانت جميلة رائعة.

تخرجنا في العام 2010 بتقدير امتياز بدأنا كسائر المتخرجين في رحلة البحث عن عمل نبدأ فيه حياتنا في خدمة هذا الوطن.

أنا وأخي جعفر كنا نتشابه في كل شيء ما عدا الاسم، المذهب، ولم نكن نعرف أن هذه الأمور ممكن أن تشكل فارقاً في حياه الإنسان بمستقبله وخصوصاً في وطنه، إلا عندما بدأنا رحلتنا في البحث عن لقمة العيش المليئة بالتعقيدات التناقضات المبررات غير المفهومة.

حينها بدأنا نتحاور نفكر في المبادئ التي تربينا عليها، التي لم تكن في محض اختيارنا، إنما تولد معنا، سواء كانت بناءً على عقيدتنا أو عاداتنا، كنا في حيرة من أمرنا إن كانت هذه المبادئ هي وسيلة لتيسير أمورنا الحياتية، أم تعقيدها وهل لنا الحق في تغييرها أم لا؟

أنا حالياً أعمل في إحدى الدوائر الحكومية، جعفر بقي عاطلاً عن العمل لفترة طويلة ثم قرر الهجرة ليبحث عن وطن يحتضنه يحفظ كرامته ويعطيه حقه في هذه الدنيا المتعبة.

في بعض الأحيان في عزلتي من هذه الدنيا ما ألم بنا فيما يحدث أبدأ حواراً مطولاً مع نفسي في داخلي حسرة، أقول: هل أنا أكفأ، أفضل من جعفر؟ أهل يختلف عني في حبه وانتمائه لتراب هذا الوطن؟ صراعات تحدث في داخلي لأني غير مقتنع في إجاباتها من البعض.

هل علاقاتنا مع بعضنا البعض في البحرين تكون كالمعلبات لها تاريخ إنتاج وصلاحية؟ هل قدره في الذي يحدث؟!

هل التعداد السكاني الصغير الذي يجبر أبناء هذا الوطن الكبير للبدء في البحث عن لقمة العيش الكريمة، أشباه الفرص في دول أخرى لكي يقتنصونها يبدأون في تسطير مستقبلهم بعناء، أم هل مواردنا الاقتصادية البشرية غير كافية لخدمة هذا الوطن؟

أخي جعفر لا أدري ما الذي ابتلينا به، أخي جعفر لا أريدك أن تشعر أن الوطن قد أخطأ في حقك لأن الوطن لا يخطئ، لا أريدك أيضاً أن تبدأ صفحة جديدة مع الوطن، لأن الوطن لا يعرف الصفحات، بل أريد منك أن نكمل ما بدأناه سوياً، أخي جعفر أنا لا أبحث عن إجابات في رسالتي لك، لأن الإجابة واضحة، الحقيقة لا تنتظر من أحد أن يشير بإبهامه إليها.

أخي جعفر دعنا نلتقي من جديد بعنوان البحرين وطن يجمعنا على المحبة.

أخوك عمر

العدد 3541 - الخميس 17 مايو 2012م الموافق 26 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:50 ص

      البحرين وطن يجمعنا على المحبة

      أشكركم أخواني الأعزاء و أشكر جريده الوسط على نشرها لرسالتي و اتمنى أن أكون وفقت في عدم الاساءه لأي شخص
      أخوكم عمر

    • زائر 2 | 8:31 ص

      البحرين وطن يجمعنا على المحبة

      أحسنت ، أحسنت يا اخي العزيز مقال جميل جداً

    • زائر 1 | 7:37 ص

      عُمر ..

      مَقآل جَميل جِداً جِداً أخ عُمر ..

      حُييتَ أنت وأمثآلك ..

      سنبقَى أخوآناً ..

اقرأ ايضاً