يواصل الجو الاستثماري تراجعه مع وجود العديد من الشكوك التي أطلق شعوراً عاماً متجدداً بتجنب المخاطر في الأسواق المالية وأسواق السلع. من جملة المحركات التي تقف وراء ذلك التباطؤ الحالي الذي تشهده الأسواق الصينية والركود الذي يسود أوروبا والتأمل بشأن الوضع في اليونان وتخمين ما إذا كان سينتهي بتركها منطقة اليورو. في ظل عمليات بيع بسعر التصفية التي شهدتها أسواق السلع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وصلت بعض السلع الفردية الآن إلى مستويات يمكن أن تنطلق عندها من جديد، شريطة توفر تراجع ورود الأخبار السلبية.
أما الآن فإن الزخم يقود إلى عودة الأسعار إلى مستوى 1,600 مع انكسار يتجاوز 1,612، وهو ما يشير ضمناً إلى نهاية البيع بسعر التصفية الذي تلا محاولة فاشلة لكسر حاجز فوق 1,800 والعودة إلى ما كان الوضع عليه في مرحلة متأخرة من فبراير/ شباط. إن الحديث الدائر عن خروج اليونان من منطقة اليورو وتباطؤ منتصف الدورة الذي شهدته الولايات المتحدة ساهم من جديد في زيادة التخمينات بشأن الحافز الإضافي الذي قدمه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. نتوقع حالياً أن يكون التباطؤ الذي تشهده الولايات المتحدة أن يكون مؤقتاً ما لم نشهد استمراراً لضعف بيانات العمل والأسهم الأميركية، مع عدم احتمالية استمرار التسهيل الكمي لجولة ثالثة.
ولذلك سيضطر الذهب للاعتماد بشكل أكبر على الزخم بالنظر للإحباط الذي تسبب به الحديث عن استمرار أو عدم استمرار التسهيل الكمي الثالث خلال 2012 والذي تسبب بزيادة التقلبات في الأسواق. ولذلك فإن حدوث أي انكسار فني واضح بالعودة إلى مستوى أعلى من 1,600 من شأنه أن يساعد في إقناع اللاعبين المقدمين للدعم بالعودة، حيث إنهم يتخذون قراراتهم الاستثمارية استناداً إلى التحليل الفني أكثر من استناده إلى الأساسيات. ليس هناك ما سبق وإن حافظ على استقامة مساره بشكل دائم؛ ومع ذلك، فإن التطلع لمزيد من الدعم دون 1,565 مع العودة إلى ما دون 1,550 يطرح مخاطر طول فترة التوتر.
كما يمكن تقديم الدعم للذهب بالنظر إلى أوضاع المستثمرين المضاربين. تُظهر البيانات التي تشمل الأسبوع المنتهي في 15 مايو/ أيار أن أوضاع الذهب طويلة الأجل في أدنى مستوى لها منذ ديسمبر/ كانون الأول 2008، عندما تسببت أزمة ليمان بالهروب من غالبية السلع. وبدرجة الأهمية نفسها، فإن مستوى الأوضاع قصيرة الأجل كما في 15 مايو ارتفع إلى 5.2 مليون أونصة. إن مثل هذا المستوى من المشاركة قصيرة الأجل سبق أن حدث في ست مناسبات خلال العقد الماضي، ودائماً ما كان يتبعه تراجع حاد (انتعاش الذهب)، وهو ما قد يساعد في إذكاء الزخم المشار إليه أعلاه.
أول إس هانسن
رئيس استراتيجيات السلع في «ساسكو بنك»
العدد 3546 - الثلثاء 22 مايو 2012م الموافق 01 رجب 1433هـ