العدل (JUSTICE) مبدأٌ إنسانيٌ عريق، وأصلٌ مُتجذِّرٌ، يُعدُّّ من أبرز قِيمِ الخير، ويرأس الفضائل ويُعدُّ أماً لها، نادت به جميع الشرائع السماوية، ولم تعترض عليه أية شريعة وضعية، سليمة الفطرة، صحيحة الوجدان.
رسالةٌ تعاقب على رفع رايتها ونشر تعاليمها الأنبياء والرسل والمصلحون، بهدف تحقيق العدل، ونشر الخير في المجتمع الإنساني، والقضاء على الظلم، ومحاربة الجور، وهذا ما يقرره الله عزَّ اسمه كهدفٍ عظيم من أهداف الرسالات السماوية وبعثة الأنبياء والرسل العظام: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ» (الحديد: 25).
وما هذا الاهتمام الربَّاني إلا لما آلت إليه انحرافات الإنسانية عن الفطرة السليمة، والابتعاد عن تعاليم السماء، المتمثِّل في سيطرة الهوى، واتباع الضلال باتخاذ الظلم والباطل سبيلاً دون العدل والحق، والتي من أبرز مظاهرها: توزيع الثروة غير العادل، وتطبيق الحدود على الفئة الفقيرة المستضعفة دون الأخرى النافذة ذات الأموال الطائلة، أو الأسود دون الأبيض، مبتعدين بذلك عن جادة الطريق الحق، القويم والمستقيم، الذي يقضي بوجوب العدالة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وبينه وبين أبنائه وجيرانه، وأبناء مجتمعه، وبين الملك والحاكم والسلطان وشعبه ورعيته ومن هم تحت يده، وكذا هو الأمر فيما بين الدول والأمم والشعوب والأقوام.
ولعل في العهد العظيم الصادر عن الإمام علي أمير المؤمنين (ع) لمالك الأشتر لمّا ولاَّه مصر، بياناً وقاعدة لكل منصف ينشد العدل ويسعى لإقامته، فيقول (ع): «وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَاللُّطْفَ بِهِمْ وَلا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْق» (شرح رسالة الحقوق: ص464).
العدالة لغةً: قال العلامة ابن منظور في لسان العرب العَدْل: «ما قام في النفوس أَنه مُسْتقيم، وهو ضِدُّ الجَوْر، ورَجُلٌ عَدْلٌ بيِّن العَدْلِ والعَدَالة: وُصِف بالمصدر، معناه ذو عَدْلٍ». وقال الراغب الأصفهاني في مفرداته: «العدالة والمعادلة لفظ يقتضى معنى المساواة».
العدالة اصطلاحاً: قال الإمام علي بن أبي طالب (ع): «العدل يضع الأمور مواضعها، والجود يخرجها من جهتها، والعدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما» (نهج البلاغة). وقال الفقهاء في تعريفها: «العدالة عبارة عن ملكة إتيان الواجبات وترك المحرمات» (الاجتهاد والتقليد: 252). كما ورد تعريفها في المعجم الفقهي: «ملكة راسخة باعثة على ملازمة التقوى من فعل الواجبات وترك المحرمات» (ص: 1078).
وفي شأنها قال الإمام المفكر والشهيد المظلوم السيدمحمد باقر الصدر: «العدالة شرط أساسي في مواقع شرعية متعددة فالمرجعية العليا للتقليد والولاية العامة على المسلمين والقضاء وإمامة صلاة الجماعة وإقامة الشهادة التي يأخذ بها القاضي والشهادة على الطلاق - كل هذه المسئوليات يشترط فيها عدالة الإنسان الذي يتحملها، والعدالة في الجميع بمعنى الاستقامة على الشرع كما تقدم، وهذه الاستقامة تستند إلى طبيعة ثابتة في الإنسان المستقيم، وكلما كانت المسئولية أكبر وأوسع وأجل خطراً - كانت العدالة في من يتحملها بحاجة إلى رسوخ أشد وأكمل في طبيعة الاستقامة لكي يعصم بها من المزالق» (الفتاوى الواضحة: 35).
العدالة في كلمات الأخلاقيين
قال العلامة المولى النراقي في تعريف العدالة: «انقياد العقل العملي للقوة العاقلة وتبعيته لها في جميع تصرفاته، أو ضبطه الغضب والشهوة تحت إشارة العقل والشرع الذي يحكم العقل أيضاً بوجوب إطاعته، أو سياسة قوتي الغضب والشهوة، وحملها على مقتضى الحكمة، وضبطهما في الاسترسال والانقباض على حسب مقتضاه» (جامع السعادات، ج1: ص70).
العدل في القرآن الكريم
ورد مصطلح العدل ومشتقاته في العديد من الموارد في كتاب الله الجليل، نذكر منها ثلاثة موارد مباشرة:
- قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (المائدة: 8).
- قوله سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» (النحل: 90).
- قوله جلَّ ثناؤه: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا» (النساء: 85).
العدل في الأحاديث الشريفة
قال رسول الله (ص): «مَنْ عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوَّتُه، وحرمت غيبته». وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: «ما كرهته لنفسك فاكره لغيرك، وما أحببته لنفسك فأحببه لأخيك، تكن عادلاً في حكمك، مُقسطاً في عدلِك، محبَّاً في أهل السماء، مودوداً في صدور أهل الأرض». قال الإمام علي (ع) في تفسير قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ»، وقال: «العدل الإنصاف، والإحسان التفضل»، وقال (ع): «الفضائل أربعة أجناس: أحدها الحكمة وقوامها في الفكرة، والثاني العفة وقوامها في الشهوة، والثالث القوة وقوامها في الغضب، والرابع العدل وقوامه في اعتدال قوى النفس».
ومما ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه أوجبن له أربعاً على الناس: من إذا حدثهم لم يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا وعدهم لم يخلفهم، وجب أن تظهر في الناس عدالته، وتظهر فيهم مروءته، وأن تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم أخوَّتُه».
إشراقةٌ من العدل الإلهي
صنَّف علماء الفلسفة والكلام والباحثون في علوم العقائد أَنَّ الصفات الإلهية للخالق سبحانه وتعالى تنقسم إلى نوعين هما:
- صفات ثبوتية (جماليَّة): وهي كل صفة يتصف بها الله سبحانه وتعالى، كالعلم والقدرة والحياة.
- صفات سلبية (جلاليَّة): كل صفة يُنزه عنها الله جلَّ وعلا، كنفي الجسمانية، والحركة.
ولعل من أجمل ما يرد هنا إشارة صدر المتألهين الشيرازي (المتوفى: 1050?) الذي يعد أحد أبرز الفلاسفة والحكماء المسلمين المتأخرين في كتابه القيَّم «الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة»: «الصفة إمّا إيجابية ثبوتية وإمّا سلبية تقديسية، وقد عبَّر الكتاب عن هاتين بقوله «تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ» (الرحمن: 78)، فصفة الجلال ما جلّت ذاته عن مشابهة الغير، وصفة الإكرام ما تكرّمت ذاته بها وتجمّلت».
وبشكل إجمالي، لقد حصر العلماء الصفات الثبوتية في ثماني صفات هي: العلم، القدرة، الحياة، السمع، البصر، الإِرادة، التكلم، والغنى. كما حصروا الصفات السلبية في سبع صفات هي، أنَّه تعالى ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، وأنَّه غير مرئي، ولا متحيَّز، ولا حالٌّ في غيره، ولا يتّحِدُ بشيء.
ومن دون شك أو ريب يحكم العقل بأن العدل صفةٌ من الصفات الثبوتية الجماليَّة لله تبارك وتعالى، فضلاً عن كونه اسماً من أسمائه الحسنى لماذا؟ العديد من آيات القرآن الكريم تُثبت أَنَّ الله سبحانه منزَّهٌ عن الظلم بجميع أنواعه وأشكاله، الذي هو في حقيقة الأمر ترجمة للعيب والنقص المرفوعين عنه سبحانه وتعالى في كل مقام وشأن وحال، وهذا ما يتوافق مع حكم العقل بأن الله تقّدست أسماؤه وجلّت صفاته مستجمع لجميع صفات الكمال، بدليل قوله سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ» (النساء: 40)، وفي مورد آخر: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا» (يونس: 44).
عظمة التعبير والدقة
بالرجوع إلى العلوم الحديثة ولاسيَّما الفيزيائية منها، لوجدنا أنَّ المقياس الذري مثلاً يحدد لنا حجم الذرة بعشر المليون من الملليمتر الواحد أي (1/10 مليون مم)، وهو ما يمثل عن كشف حقيقة تدلنا على عظمة العدل الإلهي ومدى دقته في التعبير القرآني وهو «الذَرَّة.
ومن أجمل الأمور وألطفها التي تتحدث حول استحالة وقوع الظلم من الله سبحانه ما ورد في دعاء الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) في يوم الجمعة حيث يقول: «وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، وإنما يعجل من يخاف الفوت، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علواً كبيراً».
أحمد عبدالله
بديت اذاكر للامتحان
لقيت حروف اسمك
امبعثره بأوراقي
سرح عقلي وقلبي فيك
هواني عشقك واحتواني
صرت ماشوف بكتابي غير
اسمك ومكاتيبك
وبكل صفحة اطويها
ينبعث منها عطرك ويحتويني
رجيتك لو ثواني تغيب عن بالي
ودي اذاكر لامتحاني
ادري صعب تبتعد عني
لاني معاك شخصين
بجسد واحد
سحر الصفار
سوف أنسى بـ أنني قد التقيت بك
في بهو اللقاء الممشوق
وأجعل على الأرض طبعات!
أنسى بها أنك كنت الحب المعشوق
وأطير نحو تاريخ وما مضى
أرتل فيه رسالاتك وقصص الجنون
وأني كنت بين يديك أمتطي
حروف الغزل واللحن المجنون
حينما ألقاك مرة أخرى!
سأبعد عيناي بعيداً، لن أتذكر تلك القرون
عليك أن تعلم، بأن لا أنا لك
ولا أنت لي يا صاحب القلب تكون
سنمضي نحو طريق منفصل
أنت تمضي بعيداً وأنا بلا روحك وكلي سكون
ستعانق يديك يداً أخرى غيري...
ستكون روحُكَ الأخرى فكن لها جسد حنون!
إسراء سيف
لايزال تطبيق العلاقات العامة في المؤسسات البحرينية الخاصة والحكومية محدوداً جداً، إذ إنه يقتصر على النشر وتنظيم المعارض والمؤتمرات.
ولكننا لو أوسعنا النظر إلى ما يحيط بنا لوجدناه يتطور يوماً بعد يوم، ساعة بعد أخرى، فبالأمس لم يكن الفيسبوك والتويتر حاضرين بين وسائل الإعلام المختلفة، لنجدهما اليوم الطريق الأسرع للوصول إلى مختلف الجماهير المتنوعة. ومن الممكن توظيف هذه الوسائل الإعلامية الجديدة لخدمة العلاقات العامة في التعرف على ما يحبه الجمهور من برامج وما يناسبهم من أوقات وأماكن للفعاليات التي تقيمها الشركات المختلفة. وكذلك بإمكاننا التعرف على ردود فعل الجماهير المختلفة على البرامج والفعاليات.
من جهة أخرى فقد أصبح بإمكان العلاقات العامة في المؤسسات المختلفة الاستفادة من هذه الوسائل الإلكترونية في تحسين صورتها الذهنية عند جميع الجماهير سواء كانت الجماهير العامة أو المستهدفة، وذلك عن طريق نشر الأخبار والمعلومات والبيانات الصحافية عن الشركة.
زهرة خليل
طالبة كلية الآداب - قسم إعلام
تطل إذاعة «بحرين إف أم» التي تبث على موجة ميغاهيرتز 93.3 باقة من البرامج المتنوعة استجابة لمتطلبات المستمع الخليجي عموما والبحريني خصوصا.
وهي إذاعة تبث البرامج اليومية كبرنامج «صباحج زين يا بحرين» مع المذيعتين نسرين معروف ونورة أبوالشوك. وبرنامج (ستار كافيه) مع المذيعة هدى درويش والمذيع علي القطان. (وبرنامج IFM) مع المذيع عماد عبدالله والمذيعة سيما العريفي.
وأخيرا برنامج (عمار تايم) مع المذيع عمار البناي.
أما بالنسبة لبرامجها الأسبوعية فهي تبث برنامج (أف أم ليغ) برنامج رياضي أسبوعي مساء كل جمعة مع المذيع محمد عبدالله .
وبرنامج نبض وأحاسيس برنامج أسبوعي مساء كل سبت مع المذيع يونس العيد.
وتقدم أهم الفقرات الترفيهية كالأغاني المتنوعة لكافة المستعمين.
كما تختص إذاعة «بحرين إف أم» بنقل الأحداث المهمة و الفعاليات والمهرجانات الرسمية على سبيل المثال: الفورملا 1، ومهرجان البحرين للإذاعة والتلفزيون.
وتعمل هذه الإذاعة على تواصل مستمر مع المستمعين البحرينيين والخليجيين وهي على أمل دوما بالتطور والنماء.
نور إبراهيم محمد عيسى
طالبة إعلام
العدد 3548 - الخميس 24 مايو 2012م الموافق 03 رجب 1433هـ
مجرد ثلج ..JUST - ICE
JUSTICE ....بمعنى العدالة .. ولكنها تعكس واقعا معايشا و ومناقضا ايضا ..خاصة في مجتمعاتنا العربية والدليل في الكلمة نفسها فهى JUST – ICE مجرد ثلج .. متى سخن الجو ذاب الثلج واصبح مجرد ماء .. وهذا الماء عرضة للتبخر ..!!!