العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ

الانتخابات المصرية: مرسي وشفيق يلتمسان دعم منافسيهما

عمد المرشحان الرئاسيان الأوفر حظاً للانتخابات المصرية مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي ورئيس الوزراء السابق في عهد مبارك، احمد شفيق إلى التماس دعم مرشحين آخرين أمس السبت (26 مايو/ أيار 2012) بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

ولا تزال النتائج النهائية لم تصدر بعد إلا أن التقديرات الأولية الصادرة عن وكالة الشرق الأوسط أفادت بتقدم مرسي على شفيق. وكان الإخوان قد أشاروا ليل الجمعة إلى أنهم يسعون إلى خلق ائتلاف من القوى لمنافسة شفيق ودعوا منافسي مرشحهم السابقين، بمن فيهم منعم أبو الفتوح، الذي كان قد ترك الإخوان للترشح للرئاسة. وقال شفيق إنه سيسعى أيضاً إلى حشد دعم منافسيه السابقين ودعا كل منهم بالاسم للانضمام له في مؤتمر صحافي يوم السبت.

ومن جانب آخر، يعتزم المرشح الناصري القومي حمدين صباحي - الذي حل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مصر وفق النتائج الأولية - تقديم شكوى بسبب تجاوزات، كما أفاد محاميه السبت.


اللجنة العليا للانتخابات تعلن النتائج الرسمية للجولة الأولى اليوم

«الإخوان المسلمين» تدعو المصريين للاتحاد لإنقاذ الثورة

القاهرة - أ ف ب

دعت جماعة «الإخوان المسلمين» أمس الأول (الجمعة) المصريين إلى الاتحاد خلف مرشحهم محمد مرسي في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية من أجل «إنقاذ الثورة» التي يقولون إن فوز أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، سيقضي عليها.

واعتبرت الجماعة مساء الجمعة أن النتائج الكاملة للجولة الأولى التي حصلت عليها تؤكد أن الرجلين سيتواجهان في الجولة الثانية التي ستجرى في 16 و17 يونيو/ حزيران موضحة أن مرسي حصل على 25,3 في المئة من الأصوات وشفيق على 24 في المئة. لكن اللجنة العليا للانتخابات التي ستعلن النتائج الرسمية للجولة الأولى اعتباراً من الأحد لم تؤكد بعد هذه المنازلة بين مرسي وشفيق.

وفي مؤتمر صحافي عقده مساء الجمعة هاجم القيادي في الجماعة ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها عصام العريان بشدة أحمد شفيق، مؤكداً أن انتخابه سيضع «الأمة في خطر».

وعلى الإثر قال العريان لـ «فرانس برس» إن «الثورة في خطر. نحن في حاجة إلى بلد ديموقراطي. وشفيق ضد الديموقراطية». وأوضح أن مرسي دعا المرشحين الذين خرجوا من المنافسة في الجولة الأولى الى الاجتماع أمس السبت (26 مايو/ أيار 2012) للاتفاق على «إنقاذ الثورة» من عودة نظام مبارك الذي أسقط في فبراير 2011.

في المقابل نفى كريم سالم المتحدث باسم حملة شفيق أن يكون مرشحه يشكل تهديداً لأهداف الثورة.

ومنذ مساء الجمعة أكدت مواقع الإنترنت والكثير من الصحف تصدر مرسي وشفيق الجولة الأولى التي جرت الأربعاء والخميس الماضيين والتي حقق فيها المرشح الناصري حمدين صباحي المفأجاة باحتلاله المركز الثالث مع 21,1 في المئة من الأصوات وفقاً للنتائج شبه النهائية لمراكز الفرز.

اما أكبر الخاسرين فهما وزير الخارجية السابق والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح الذي سرعان ما أكد رغبته في قطع الطريق على شفيق.

وكانت استطلاعات الرأي اعتبرت طويلاً موسى وأبو الفتوح الأوفر حظاً للفوز في هذه الانتخابات وبأنهما سيكونان بطلي جولة الإعادة.

لكن مرسي «المرشح الاحتياطي» للجماعة التي دفعت به بعد استبعاد مرشحها الأصلي خيرت الشاطر نائب مرشدها العام، تقدم بفضل «الماكينة» الانتخابية الهائلة للجماعة وقاعدتها الواسعة من الناشطين.

وكانت هذه الماكينة والقاعدة الناشطة للجماعة قد ساعدتا بالفعل «الإخوان»، الذين كانوا محظورين رسمياً لأكثر من 50 سنة في مصر، في تصدر الانتخابات التشريعية ليصبحوا بذلك أكبر قوة في برلمان ما بعد الثورة.

من جهة أخرى يرى معارضو مرسي أن ولاءه سيكون للجماعة وللمرشد وليس لمصلحة البلد.

ومن شأن هذه الانتخابات الأولى منذ سقوط مبارك ان تضع حدا لمرحلة الانتقال السياسي التي تخللتها تظاهرات واعمال عنف دامية.

فقد تعهد المجلس العسكري، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب إدارته المرتبكة للمرحلة الانتقالية، بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب قبل نهاية يونيو.

إلا أن العديد من المحللين يرون أن الجيش، الركيزة الأساسية للنظام منذ سقوط الملكية العام 1952 الذي يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية.

من جهة أخرى تبقى صلاحيات الرئيس الجديد غير واضحة المعالم في ظل غياب دستور جديد للبلاد يحدد طبيعة النظام السياسي مع تعليق العمل بدستور 1971 الذي كان سارياً في عهد مبارك وعدم وضع دستور جديد. فقد اثار تشكيل الجمعية التأسيسية المكلفة وضع الدستور الجديد أزمة سياسة كبيرة بسبب هيمنة حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي عليها.


المجلس العسكري: مصر استيقظت من غفوتها وستبدأ خطواتها لاستعادة أمجادها

القاهرة - د ب أ

أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أن الشعب المصري تسانده قواته المسلحة «عبر إلى الديمقراطية والحرية والأمل في غد مشرق واعد لأبناء هذا البلد العظيم»، مشدداً على أن «مصر استيقظت من غفوتها وستبدأ خطواتها لاستعادة أمجادها».

وقال العسكري، في بيان على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن القوات المسلحة لم تدخر جهداً في حفظ وتأمين ونزاهة وسلامة العملية الانتخابية لتمكين الشعب من اختيار رئيسه بمطلق الحرية مهما كان توجهه أو انتمائه.

وقال البيان إن «الشعب حشد قواه لهذا العبور العظيم وجاء الدور علينا كجيش للشعب أن نرد له الجميل فساندناه بكل ما أوتينا من قوة ليحقق عبوره، لم ندخر جهداً في حفظ وتأمين ونزاهة وسلامة العملية الانتخابية ساندناه لاختيار رئيسه بمطلق الحرية مهما كان توجهه أو انتماؤه فهو اختيار الشعب وسنسانده للنهاية ليتحقق هدفه».

وتابع: «لقد حاولت كثير من الأقلام والأبواق كما اعتدنا عليها أن تشكك في وطنية القوات المسلحة المصرية وقد التزمنا الصمت حتى النهاية لنثبت لهذا الشعب العظيم حرصنا على أمنه وسلامته واستقلالية قراره، وقد أثبتت الأيام أننا لم نخطئ منذ البداية ومنذ انطلاق شرارة الثورة وقد تحملنا أمانة تنوء عن حملها الجبال ولكننا صبرنا وصابرنا».

وأشار البيان إلى أن «مصر ستشهد قريبا نهاية أحد فصول المشهد الثوري وسيشاهد العالم حضارة شعب كان يقرأها في كتب التاريخ فإذا به يفاجأ أنها ليست حضارة تاريخ فقط ولكنها حضارة مستمرة مازالت شمسها مشرقة تلهم العالم أجمع».

وأكد البيان أن المشهد لم ولن ينتهي فقد «استيقظت أم الدنيا (مصر) من غفوتها القصيرة وستبدأ خطواتها لاستعادة أمجادها يراقبها العالم من مشرقه إلى مغربه بتأمل وفخر وحيرة ليتعلم كيف تنهض الأمم العظيمة وتحقق أحلامها».


شفيق: لا عودة لنظام مبارك ولا مانع من ترؤس «الإخوان» للحكومة

القاهرة - د ب أ

تعهد المرشح الرئاسي المصري الفريق أحمد شفيق أمس السبت (26 مايو/ أيار 2012) بعدم العودة إلى عهد نظام الرئيس السابق، حسني مبارك إذا ما فاز في انتخابات الإعادة الشهر المقبل. ودعا شفيق المعارضة، التي تتهمه بمحاولة استعادة نظام مبارك، إلى تأييده، واعداً جميع المصريين ببدء حقبة جديدة ومؤكداً أنه لا عودة إلى الحقبة السابقة وأنه لن يعيد إنتاج الماضي.

وأكد شفيق أنه يتعهد للشباب أن يعيد الثورة إليهم بعد أن «اختطفت منهم» ، كما تعهد للشعب المصري أن تكون الصدارة للشباب، مشيراً إلى أنه لا يسعى إلى الرئاسة من أجل سلطة ولكنه يسعى إلى أن يخدم الناس وليقود مصر إلى عهد جديد.

وأضاف أن «من حق كل مواطن أن يشارك في بناء الوطن، ولا يمكن لعقارب الساعة أن تعود للوراء»، وقال إن مصر شهدت «انتخابات عظيمة لم يكن لها أن تتم لولا الثورة المجيدة، التي قام بها شباب مصر، فتحية للثورة العظيمة». وأضاف شفيق أنه لا خصومة له مع أحد وأنه يمد يده إلى الجميع، لأن مصر للجميع بلا استثناء أو إقصاء. وأضاف أنه لا يرى غضاضة أن يتم تشكيل حكومة برئاسة شخصية تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أن ما نقل عنه من تصريحات تسيء للثورة غير صحيح. ووجه شفيق كلمة إلى الشعب المصري بكل طوائفه من شباب الأحزاب ومن لا ينتمى إلى أي حزب. وأكد أنه يقبل الحوار مع جميع السياسيين من كل التيارات وتعهد بالإخلاص لكل مبادىء ثورة 25 يناير وأكد أنه لا استقصاء ولا استثناء لأي أحد من التيارات.

وأكد أنه «لا يوجد صدام حاد في السياسة فالإخوان لهم دورهم والبرلمان له دور والرئيس له دور وفى النهاية أي صدام يضر بمصلحة الوطن». ووجه شفيق الشكر لجميع مرشحي الرئاسة وكل من أعطاه صوته ومنحه ثقته وقال: «أتعهد الآن لكل من منحني صوته ولكل المصريين، سنبدأ عصراً جديداً، ولا عودة للوراء، سنبني بلداً عصرياً حديثاً، سنحقق العدالة الاجتماعية، لن نعيد إنتاج ما سبق ما فات قد فات وما كان لن يعود.


الانتخابات المصرية في عيون الصحافة العالمية والعربية

لندن، روما - د ب أ

قالت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية المحافظة في عددها الصادر أمس السبت (26 مايو/ أيار 2012) إن مصر اجتازت أول اختبار ديمقراطي في إشارة إلى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

ورأت الصحيفة أن هذه الانتخابات كانت «حرة» كما أنها لم تسجل سوى عدد ضئيل من الانتهاكات.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحدي الذي ينتظر المصريين على المدى البعيد سيتمثل في اختيار حكومات مقبلة عبر انتخابات «حرة ونزيهة». وقالت الصحيفة إنه على الرغم من التناقض بين المرشحين الرئيسيين في الجولة الأولى من الانتخابات والتى أسفرت نتائجها عن صعود مرشحين أحدهما إسلامي والآخر جنرال سابق في حكم مبارك إلى الجولة الثانية، إلا أن هذه الانتخابات منحت المصريين حق التعبير السياسي دون أن تثير انقسامات. ورأت الصحيفة أن الوضع الحالي في مصر بعد الانتخابات أفضل كثيراً من نظام «القمع العسكري» الذي تحولت معه المساجد إلى المكان الوحيد للمعارضة وصاحب ذلك في الوقت نفسه ازدهار روح التطرف الديني هناك.

أما صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية ذات التوجه الليبرالي فقد استهلت تعليقها على النتائج المعلنة بصورة غير رسمية للجولة الأولى للانتخابات الرئاسية بمصر بالسؤال: «ماذا تبقى من الربيع العربي؟». ووصفت الصحيفة المرشح أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر إبان ثورة يناير/ كانون الثاني، بأنه صورة للحكم العسكري و«نسخة من مبارك المطاح به». ورأت الصحيفة أن هذه النتائج أظهرت أن الماضي لم يولِ ظهره بعد كما أنه لم يمت. وذكرت الصحيفة أن شعار كل الثورات العربية كان «أسقطوا النظام» مضيفة أن الانترنت وحده لم يكن كافياً وذلك في إشارة إلى تواصل الثوار بين بعضهم بعضاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، اعتبر تقرير إخباري كويتي أن «مصر الديمقراطية» فاجأت المراقبين والمراهنين، بإيصال مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي والفريق أحمد شفيق إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد عملية فرز للأصوات «لم تضاهها في النزاهة إلا عملية الاقتراع نفسها التي دامت يومين».

وذكرت صحيفة «الرأي» الكويتية أنه في الوقت الذي سهرت مصر، ومعها العالم العربي، ليل الجمعة لمتابعة النتائج التي كانت تبث أولاً بأول على الفضائيات في مشهد لم تعهده البلاد من قبل، انشغل محللو الثورة الذين فشل مرشحوهم، وخصوصاً حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح، في إحصاء «الخسائر»، وتبصر كيفية الخروج من المأزق الذي أصبحوا فيه للاختيار بين مرسي وشفيق. وحسب الصحيفة، عزا هؤلاء «الخسارة» إلى عدم وجود ماكينة منظمة لأنصار الثورة، في مقابل ماكينتين كبيرتين، واحدة لـ «الإخوان المسلمين» والثانية للحزب الوطني المنحل، وإلى تفتت الأصوات بين عدد من المرشحين بلغ 11 مرشحاً، ولكن تحديداً بين اثنين لقيا تأييداً كبيراً من أنصار الثورة هما صباحي الذي جاء ثالثاً وكاد يخترق إلى المركز الثاني، وعبد المنعم أبو الفتوح الذي حل رابعاً. وفور ظهور النتائج بدأ «الفائزان»، من دون لحظة استراحة واحدة، إذ لا وقت للتضييع، بالتحضير للجولة الثانية التي ستجرى على يومين أيضاً في 16 و17 يونيو المقبل. وتابعت الصحيفة بالقول إنه سريعاً حصل مرسي على دعم أبو الفتوح المنشق عن جماعة الإخوان، وكذلك على دعم الجماعة الإسلامية، بينما طرح حزب النور، صاحب الكتلة التصويتية الأكبر عند السلفيين، مبادرة بأن يعين مرسي أبو الفتوح وصباحي نائبين له كي يحظى بدعم الحزب.

وفي المقابل، رأت الصحيفة أن شفيق سيستفيد من أصوات الأقباط الذين سيصبون له كتلة واحدة، بعد أن تشتت أصواتهم إلى حد ما في الجولة الأولى، إذ صوت كثير منهم لحمدين صباحي ولعدد آخر من المرشحين، كما سيستفيد من قاعدة المرشح الخاسر عمرو موسى، رغم الخلافات بين الرجلين.

من جهته اعتبر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» السبت الانتخابات الرئاسية في مصر «تجربة تاريخية» وأنها تشكل مرحلة «مفصلية» بالنسبة للفلسطينيين والعرب، معبراً عن أمل حركته بالاستقرار والأمن لمصر. وفي رده على سؤال لوكالة «فرانس برس» حول النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة في مصر قال إسماعيل رضوان القيادي في «حماس»: «هذه لحظة تاريخية... تجربة تاريخية لمصر وللمنطقة العربية بأن تجري انتخابات ديموقراطية ويشارك فيها الشعب لتقرير مصيره وتحديد رئيسه».

العدد 3550 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً