بعد إن اضطر إلى مغادرة بيته الذي مكث فيه قرابة 20 عاما، يبدو نادي ملقة الإسباني ملاذا مناسبا لإيواء أسطورة كرة القدم الإيطالية أليساندرو ديل بييرو بعد أن طرد مرغماً من يوفنتوس الذي صنع له المجد وجعله في مصاف كبرى أندية العالم.

وبمجرد ودع ديل بييرو، ابن الـ37 ربيعا، «السيدة العجوز» بعد أن ضاع أمله في تمديد عقده ولو لموسم واحد ليختم مسيرته مع «البيانكونيري»، انهالت عليه عروض احترافية من أندية عريقة تحلم بالفوز بخدمات نجم «الأتزوري».

وقرر ديل بييرو حزم حقائبه لمغادرة إيطاليا بعد أن رأى استحالة ارتداء قميص آخر غير قميص يوفنتوس على رغم إغراءات نابولي وميلان، ليفاضل بين عروض جاءته من إنجلترا وألمانيا وإسبانيا.

فمن «البريميرليغ» أبدى مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر اهتماما بالتعاقد مع «ملك تورينو» على رغم أنه لا يفضل التعامل مع اللاعبين المخضرمين ويحبذ المواهب الصاعدة، لكنه لا يجد حرجا في الاستعانة بخبرة بطل العالم 2006 تماما كما استعان بهدافه التاريخي تييري هنري لبعض الوقت هذا الموسم.

وبالمثل يسعى مدرب توتنهام هاري ريدناب لإقناع أليكس بارتداء قميص توتنهام في الموسم الجديد لقيادة السبيرز نحو مركز متقدم بالدوري الإنجليزي.

لكن خيار اللعب للمدفعجية قد يكون أكثر ملائمة لعميد لاعبي اليوفي، إذ يشارك في النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا على خلاف توتنهام.

وبالانتقال إلى «البوندسليغا»، فإن دموع جماهير شالكه لم تجف منذ وداع الأسطورة الإسباني راؤول غونزاليس، لكن البهجة ستعود للفريق الملكي الألماني إذا ما نجح في الحصول على توقيع الأسطورة الإيطالي كما تأمل إدارته، خصوصا أن الفريق الأزرق سيشارك أيضا في «التشامبيونزليغ».

لكن إغراء الأموال يبدو عاملا قويا قد يحسم الوجهة المستقبلية لديل بييرو، وفي ذلك تخوض الإدارتان القطريتان لناديي ملقة في إسبانيا وباريس سان جيرمان في فرنسا صراعا محتدا للفوز بصفقة «الكابيتانو».

إلا أن الأموال وحدها لم تكف لإغراء ديل بييرو الذي اشترط على نفسه مواصفات معينة ترضي ذوقه في انتقاء البلد التي سيسافر إليها مع أفراد أسرته، ويبدو خيار الانتقال لملقة محببا إليه أكثر بسبب الطبيعة الساحرة للأندلس وجوها المعتدل كما يريد أليساندرو وزوجته سونيا.

ويطمح ملاك ملقة القطريون في إتمام صفقة ديل بييرو في أسرع وقت ممكن ليكون بمثابة ورقة لعب لإغراء مزيد من النجوم العالميين للانضمام للفريق الأندلسي الذي كان مغمورا قبل عام لكنه أصبح في مصاف الكبار حاليا.

ومن بين هؤلاء النجوم يبرز مواطنه بالمنتخب الإيطالي نجم ميلان أنطونيو كاسانو وزميله البرازيلي روبينهو بجانب البوسني إدين دزيكو والتوغولي إيمانويل أديبايور من مانشستر سيتي الإنجليزي.

فبكل هؤلاء النجوم المخضرمين يسعى ملقة ألا يكون تواجده بالبطولة ذات الأذنين الطويلتين للمرة الأولى في تاريخه مقتصرا على التمثيل المشرف، بل التحليق بعيدا إلى حد منصة التتويج، بخلاف مناطحة ريال مدريد وبرشلونة على لقب الليغا الذي احتكراه طويلا.