لا يأتون إلى كوبا للاستمتاع بشواطئها أو سحرها الاستوائي الذي يجتذب أكثر من مليوني زائر سنوياً.
بل يأتون لتمضية العطلات في العمل في الريف تحت أشعة الشمس الحارقة ويأكلون الرز والحبوب وينامون في غرف يتقاسمها سبعة من دون تكييف أو دورة مياه. ويعرف هؤلاء «بالسائحين الثوريين» ويأتون كل عام نحو 50 دولة «للانغماس كليا» في واحدة من قلة من الدول الاشتراكية لاتزال موجودة في العالم. ويعمل كارلو ساربيرو 26 عاماً وهو مدير متجر في جنوة في ايطاليا في ترميم مدرسة ويقول «اصفها بانها عطلة ثورية، اكرس وقت فراغي لتقديم مساعدة ملموسة للثورة الكوبية».
وتستقبل كوبا أكثر من 1200 زائر أجنبي هذا الصيف يشاركون في برنامج سياحي اجتماعي سياسي.
ولا تقيس حكومة كوبا عائد البرنامج بالقيمة المالية مثل السياحة تحت أشعة الشمس وعلى الشواطئ التي تدر أكثر من 2,5 مليار دولار سنوياً، لكن بمعايير سياسية. وقال جبرائيل بنيتز من المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب الذي يشرف على البرنامج «تصبح غالبية الكبرى من المشاركين نشطاء في جماعات التضامن مع كوبا في بلادهم». ومدة الرحلة 21 يوماً وتشمل الإقامة في مخيم كايميتو المتواضع غربي هافانا وكلفها 350 دولاراً.
ويستيقظ المشاركون في البرنامج ومعظمهم من مرحلة الشباب في الساعة الخامسة و45 دقيقة صباحاً على موسيقى نشيد «غوانتاناميرا». وبحلول السابعة يصعدون لمؤخرة شاحنات ترجع لحقبة السبعينات في طريقهم إلى الريف لجمع البرتقال أو رفع الاحجار من حقول القصب أو ترميم مدارس. وتقول شارلوت غودبر 26 عاماً إنها تفضل القيام بعمل ثوري على إرسال شيك مع لندن، وتضيف المسئولة الإعلامية «العمل أهم من التبرع بالمال لأنه يظهر تضامنا مع الكوبيين».
وترى صورة الزعيم الثوري الأرجنتيني ارنستوشي جيفارا في كل مكان في كايميتو على القمصان القطنية وأغطية الرأس وعلى هيئة وشم.
وبعد الظهر يفترش المشاركون في البرنامج أرض المعسكر للتعرف على الاقتصاد والسياسة والمجتمع في كوبا.
وبدأت السياحة الثورية العام 1969 بقدوم 500 أميركي لقطع قصب السكر وزار نحو 55 ألفاً من كل قارة البلاد منذ ذلك الحين. ووصل نحو 50 مواطناً أميركياً للمعسكر هذا الأسبوع متحدين حظراً تفرضه الولايات المتحدة على السفر إلى كوبا في إطار العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن ضد كوبا منذ عقود.
ويتعرف معظم الزوار على البرنامج من خلال جماعات التضامن مع كوبا والبعض الآخر عن طريق الانترنت.
ويشاركون جميعاً في ندوات للتعريف بالبرنامج قبل وصولهم بتأشيرات تمنح للضيوف وليس كسائحين
العدد 1403 - الأحد 09 يوليو 2006م الموافق 12 جمادى الآخرة 1427هـ