قد تكون المدرسة مجهدة للعقل من جانب الكم المعلوماتي الذي يتلقاه الطلبة وطبعاً ستكون العطلة مريحة للعقل من الجانب نفسه، ولكن في الأيام الدراسية هناك ميزة تجعلنا نفضل الأيام الدراسية والكم المعلوماتي وهي اضطرابات النوم ففي أيام العطلة نعاني من هذه المشكلة ولكن في الأيام الدراسية ينتظم لدينا النوم.
فقد كان لنا لقاء مع الأستاذ قاسم وهاب الذي قال: «ليس لاضطرابات النوم فترة معينة من العمر فإنها تصيب الإنسان في مراحل عمرية مختلفة وهناك بعض الأشخاص الذين تستمر معهم لسنوات عدة لعدم لجوئهم الى الطبيب او عدم اتباع الوصفة الطبية غير أن الميل للنوم المفرط خلال فترة النهار (من دون سبب معروف) يشير إلى وجود اضطرابات في النوم للشخص وهنا يختلف تمام الاختلاف عن الإرهاق. وقد تكون الأسباب الآتية مساهمة بقدر كبير في طلب الإنسان للنوم وكسله: الاكتئاب، القلق، الضغوط، الضيق ولكنها في الوقت نفسه قد تكون أعراضاً للإرهاق، وهناك أسباب شائعة مثل: النوم لفترات قصيرة، اضطرابات النوم كتقطع النفس أثناء النوم أو الغفوات النومية، وهناك أيضاً حالات طبية أخرى مثل خمول الغدة الدرقية، فرط كالسيوم الدم وفرط صوديوم الدم أو نقصه. أما العلاج فهناك علاج كالعناية بالمنزل ويتمثل علاج الأسباب، بالنسبة إلى النعاس الذي يكون سببه الاكتئاب، القلق، الملل، الضغوط، في محاولة حل المشكلة من دون اللجوء إلى المساعدة الطبية المتخصصة والطبيب المتخصص الذي من واجبنا اللجوء إليه اذا كان النعاس بسبب خمول الغدة الدرقية أو فرط كالسيوم الدم أو فرط صوديوم الدم أو نقصه يعالجها الطبيب المتخصص كل شخص حسب حاله الصحية إذ سيتم وصف المحفزات مثل (َىٌفُّىز) إذا كان النعاس بسبب الغفوات النومية بحسب استشارة الطبيب الذي سيهتم بتشخيص الحال بداية بمعرفة مدة امتداد المشكلة وعد ساعات النوم وما الى ذلك من احتياجات للتشخيص».
أما الشاب محمد شاهين فقد رجح هذه المشكلة على عدة أسباب كان أهمها الفراغ إذ إن الفراغ يبعث على التفكير وقد قال: «هناك عدة أسباب تؤدي إلى اضطرابات النوم التي تؤدي إلى الأرق ومن ثم التغيير الذي يطرأ على نظام النوم كالنوم المتأخر أو النوم في الساعات الأولى من الصباح ويرجع كل هذا إلى وقت الفراغ بالعطلة الصيفية،فنحن كطلبة اعتدنا على الدراسة طوال السنة وهناك الكثير من الطلبة الذين يعانون من الاضطرابات لعدم وجود البرنامج الذي يملأ هذا الفراغ، ويجب أيضا على المستشفيات والجهات المختصة في هذا المجال إقامة عدد من الندوات والحملات التوعوية التي تنبه الأفراد بمخاطرها وكيف تفادي المسببات».
وكان رأي نور ميرزا ثابت في ان الاضطرابات تنتج من عدة أسباب كالفراغ والتفكير في أمور عدة ولكنها تتأجج بسبب الضغط الذي يتنج من الأشغال العملية والدراسية التي تتكرر بشكل يومي وقد أضافت نور إلى هذا بقولها: «تنتج اضطرابات النوم من عدة امور ولكنها تتأجج من الضغوط العملية والدراسية وأيضاً من التفكير عند وقت النوم الذي يجلب لنا الأرق ويجلب لنا اضطرابات النوم، ولا يمكننا تفادي هذه المشكلة وذلك يعود إلى الضغط والعمل المتواصل طيلة ساعات غير أنه يجب على الفرد الحصول على فترة من الراحة وبالطبع بعد الانتهاء من العمل الذي لن يستطيع الشخص من تفاديه إلى ان يضطر الى ترك العمل لأخذ قسط من الراحة لأننا لن نكون قادرين على مواصلة العمل، والفرد الوحيد القادر على مساعدة نفسه في هذه المحنة هو الشخص نفسه وهو من يمكنه حلها بنفسه لأن كل فرد له قدرة على العمل والتحكم».
وعدد أحمد البقارة أسباب عدة تؤدي إلى الأرق والاضطرابات، إذ وافق أحمد على أن القلق هو مسبب ولكن المسبب الرئيسي هو التفكير وخصوصاً قبل وقت الراحة اليومي، وقال أحمد: «من الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات النوم هي الخوف والقلق والتفكير في المستقبل أو على المستوى الموجود وهذا ما يؤدي إلى تدني انتاجية الفرد في مجال عمله ما يؤدي الى الزيادة في التفكير وتفاقم المشكلة الذي قد يؤثر عليه على المستوى الحياتي عموماً، غير ان حلول هذه المشكلة تكمن في جانبين، فالجانب الأول هو على مستوى الشخص إذ انه يمكن للفرد تفادي اضطرابات النوم من خلال رسم الخطة المستقبلية لأن ما يشغل بال الشباب البحريني هو التفكير في المستقبل فإذا وجد الشخص الخطة المناسبة لحياته المقبلة فيمكنه تفادي هذه المشكلة، أما على صعيد الأشمل فالأشخاص قد يفكرون في الوظائف فعلى الدولة تقديم الوظائف وتوفيرها أو ضمان المستقبل للأفراد وذلك من أجل تفادي هذه المشكلة وتفاقمها».
فيما استرسلت أمل عدنان: «إن حللنا هذه المشكلة ونظرنا إلى أساسها سنلاحظ ان المسببات الرئيسية لهذا الموضوع هو كثرة التفكير والضغوط التي نعاني منها من الجانب النفساني ما يسبب لنا الاكتئاب الذي يجعل الشخص في حال عدم وعي في حال التفاقم وهذا ما يتطلب منا تهدئة النفس وقبول الوضع الراهن من النواحي الموجودة لدينا والظروف الغالية علينا كأشخاص تعرضوا لهذا الأمر.
فيجب علينا التماسك وعدم الإفلات بزحام الأمور والولوج للحالة الهيستيرية وعدم الوعي لأفعالنا وأيضا علينا معالجة الأمر من أساس الموضوع فعلينا إيجاد الحل للأمور التي تجبرنا على دخول هذه الحال التي تنسخ من الوحدة والاكتئاب والإحساس بالضيق، فالمسألة بإجمالها ليست إلا بيد الشخص ومن حوله الذين يمكنهم مساعدته لإلمامهم بمشكلاته ومحنته»
العدد 1403 - الأحد 09 يوليو 2006م الموافق 12 جمادى الآخرة 1427هـ