ولكن أنا
يا أخا النهر...
لم يختف من جبيني الهوى...
تورد عن جانحي الموج
فاستلمت لغتي
من بقايا المنازل...
ما كنت أهذي...
كأني وقيت السؤال
نفيت يميني...
وراء الغد الفج
فانثال عن جانبي
شاطئ لايزال...
يرائي حنيني...
عطفت على الشجرات البريئات...
حين نزلت
إلى لغة الموت...
أغرقني الموج...
كان الزمان وراء يميني...
وحيث يكون المدى
شعلة تختفي بالنبوءة
لم يك شيئاً...
على راحتي يستبيني...
بعض ليلي الحزين المعتق...
بعض التي داعبت...
لون بشرتها
تختفي من جبيني...
لا شتاء هنا
يا صديقي...
ولا شيء من ولع الزهر
يطوي المكان...
غير أن الزمان
الذي لايزال...
يريق البساتين طفلا
يكاد يغني...
ولكن أنا يا أخا النهر
ما كنت استنزل العين...
رغم الزمان الحزين...
ولا كنت أرفق
ماء الحياة...
بماء السنين...
سوى أن ما كنت أكتب
أرقني فانتبذت بنفسي...
وراء السماوات
أشعلت تاج النهاية...
ثم رحت أغمس وجهي
بتلك الفجاج البعيدة
خلف الحدود...
لينبلج الصبح...
من كل بيت بعيد...
ويرفق في اليتم بيتي
وشيئا من الحلم أرفعه
كي أكون هناك...
وكي أحتفي بالرمال
التي باركت حلمي
من جديد..
جعفر الديري
العدد 1406 - الأربعاء 12 يوليو 2006م الموافق 15 جمادى الآخرة 1427هـ