العزلة بضعفها تمنحني قوة خلاقة تستعصي على الوصف!
العزلة صبر في النور!
بمشاكسة جميلة من محرر هذه الصفحة استطاع ان يخرجني من عزلتي الأجمل. كيف لا وهو ما فتئ يشعل فتيل الادهاش بأسئلته التي تحبو مع براءة الأطفال؟! كيف لا وهو أحد القلائل الذين يطيب لك ان تستأمن الشعر عنده من دون خوف أو حرج.
هل أكتب هذه السطور استجابة لأسئلة بذرها الشاعر الجميل جعفر الجمري؟! وما الذي أتوخاه من كتابة أناملها ألغام مفخخة؟! هل اكتب هذه السطور لأدافع عن عزلتي واذود عن براءتها؟! هل اكتب ما اكتب في محاولة لاستعادة مجد ضائع أو شهرة زائفة؟!
هل أكتب هذه السطور لأروج العزلة كمشروب غازي يريح بطن الشاعر من المعنى ورئة القارئ من الملل؟ هل اكتب هذه السطور لأخبر الاصدقاء بأني مازلت على قيد الشعر والكلمات؟!
هل أتحدث الآن لأنها فرصة لا تعوض ولن تتكرر في الحياة أكثر من مرة واحدة؟!
على رغم مشاكسة أحسبها من أسرار البحر من الشاعر المورق جعفر الجمري فإنني تعلمت ألا افشي سراً في الشعر والحياة، ليس لقدرة امتلكها في حفظ الأسرار ولكن لما تبذله الأسرار من قوة خلاقة تستعصي على الوصف! وهكذا هي العزلة أو هكذا يروق لي أن أراها إنها سر المبدع وسبب من أسباب قوته وسطوته.
لا أعرف نواياي وانا اكتب هذه السطور، ولكن ما استطيع قوله إن ملف العزلة أوسع بكثير من أن أتناوله في هذه السطور القليلة، بل أقول أكثر من ذلك، لن اتحدث عن العزلة إلا لرفاق أثق بزرقة سمائهم ووفاء قلوبهم.
تقول الشاعرة فوزية السندي: «الحب قلّة صبر»، ويحلو لي أن امتزج مع رهافة كلامها وأقول: «العزلة صبر في النور»!
العزلة بضعفها تمنحني قوة تستعصي على الوصف... إنها حريتي الوحيدة والأخيرة.
ربما يصف الكثيرون العزلة بأنها هروب من الواقع وربما تجاوزوا ذلك بكثير حتى ذهبوا الى وصم هذا أو ذاك بالمتعالي والمغرور!
أتذكر ذلك الأب الذي كان يصارع الموت وهو يقول لابنه هناك نوعان من الناس، المتكلمون والصامتون فكن مع الصامتين لأن هناك لا توجد منافسة!
طبعاً لا أدعو إلى الصمت السلبي أو السكوت عن الحق ولكن كل ما ادعو اليه هو عزلة التأمل والسلام مع النفس.
في العزلة أحاول أن الغي واو العطف بيني وبين الشعر، أحاول الا أهمل موهبتي وان اكون على التصاق حميم معها لأني أتفق مع الروائية هيفاء بيطار حين تقول إن الموهبة المهملة كالحبيب المغدور لا يسامح بسهولة
العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ