قال الرئيس التنفيذي لشركة العزل للعمليات والصيانة أحمد دقماق: إن محطة العزل التي تمتلكها «شركة العزل للطاقة»، وتشرف على تشغيلها «شركة العزل للعمليات والصيانة» تعمل الآن بنص طاقة انتاجها، وسوف تكتمل العام المقبل ليصل انتاجها نحو 950 ميغاوات يومياً، مشيراً الى ان التجهيزات اكتملت في سرعة قياسية. وقال: ان المحطة يمكن أن ترفع طاقتها الانتاجية حالياً من 470 ميغاوات الى 520 ميغاوات في أي وقت في حالة وجود نقص للطاقة في الشبكة الحكومية او في حالة طلب وزارة الكهرباء والماء ذلك موضحا أن عقد شركة العزل للطاقة مع الوزارة يقضي بتزويد الشبكة بـ 470 ميغاوات يوميا وذلك ما يوفر 50 ميغاوات احتياطية إضافية يمكن استغلالها حين الحاجة اليها.
وقال دقماق: «لقد بدأنا الانتاج في شهر ابريل/ نيسان الماضي بأربعة مولدات تصل طاقتها الانتاجية الى 470 ميغاوات في اليوم وستصل الطاقة الانتاجية للمحطة مع اكتمال المرحلة الثانية في شهر مايو/ أيار 2007 إلى 950 ميغاوات اذ ان جميع الاعمال الانشائية تسير بحسب المدة المحددة لذلك».
وكانت «شركة العزل للطاقة» وهي شركة بحرينية مساهمة مقفلة قد تأسست لتطوير أول مشروع بمملكة البحرين لانتاج الطاقة الكهربائية من قبل القطاع الخاص، قد فازت في يونيو/ حزيران 2004 بمناقصة بناء وامتلاك وتشغيل المشروع الذي طرحته وزارة المالية واستقطبت عدداً قياسياً من العطاءات المقدمة من شركات عالمية متخصصة في قطاع الطاقة.
وابرمت شركة العزل للطاقة اتفاقات المشروع في يوليو/ تموز 2004، وفي 22 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه تم الانتهاء من ترتيب تمويل المشروع. وتبلغ كلفة مشروع محطة العزل الإجمالية 500 مليون دولار، وتزود شركة العزل للطاقة وزارة الكهرباء والماء في مملكة البحرين بطاقة كهربائية لمدة 20 عاماً بناء على اتفاق شراء الطاقة وتشغل المحطة بواسطة وقود الغاز الطبيعي الذي تزوده شركة بابكو بموجب اتفاق تزويد الوقود.
وقال دقماق: «إن المرحلة الثانية تتمثل في استغلال الحرارة الناتجة عن التربينات (المحركات) الحالية والتي تصل درجة حرارتها إلى 500 درجة مئوية اذ سيتم تركيب غلايات لتسخين الماء وانتاج البخار الذي سيحرك المولدين الجديدين ولذلك فان كمية الغاز التي ستستهلكها المحطة لن تتغير في حين ان كمية الطاقة التي سيتم انتاجها ستتضاعف لتصل الى 950 ميغاوات». وأشار الى ان كمية المياه المستهلكة لانتاج البخار ستكون بسيطة جدا ولن تتعدى عشرة امتار مكعبة في الساعة.
وقال: «إن العمالة التي تقوم بتشغيل المحطة هم 23 موظفا منهم 32 في المئة من البحرينيين، في حين سيصل عدد الموظفين مع اكتمال المرحلة الثانية الى 40 موظفا تقريبا وذلك بسبب استخدام التقنية العالية في المحطة». مؤكدا ان عمليات توليد الطاقة الكهربائية لا تحتاج الى اعداد كبيرة من العمالة وانما تحتاج الى عدد قليل من العمالة المدربة بشكل جيد.
وبشأن المشروعات الضخمة التي يتم انشاؤها في البحرين في الوقت الحالي ومدى امكان محطات الانتاج في البحرين بتزويدها بالطاقة الضرورية قال: اننا نبيع كامل انتاجنا الى وزارة الكهرباء والماء وهي التي تتعامل مع المستهلكين، وربما ان هناك محطات خاصة ستشيد لبعض المشروعات، ولكن المباني التجارية لا تستهلك كمية كبيرة من الطاقة مقارنة بالمصانع التي تستهلك الكمية الاكبر وتحتاج الى طاقة كبيرة وقال: «ربما ان البحرين تحتاج إلى بناء محطات انتاج جديدة خلال الفترة المقبلة اذ ان زيادة الاستهلاك في البحرين بحسب بعض الاحصاءات تزيد بنسبة 8 في المئة سنويا أو ربما أكثر.
وقال:البحرين لديها كمية طاقة تغطي حاجتها اليومية، ولكن الهامش بين الحد الاقصى المتوافر للطاقة (نحو 1900 ميغاوات) لايوفر هامشا احتياطياً كبيراً لان الاستهلاك في الفترات الحالية يقارب نحو 1700، ولو قورن الوضع بسنغافورة فسنجد ان سنغافورة التي تشابه مساحتها البحرين (ولكنها اربعة اضعاف عدد السكان) تحتاج إلى 4000 ميغاوات يومياً، ولكنها تغطي ذلك من خلال قدرة انتاجية يومية تبلغ 7000 ميغاوات، وعليه فان التوجه الذي تحدثت عنه بعض التقارير لبناء مزيد من المحطات يسير في الاتجاه الصحيح تحسبا للزيادة المرتقبة في المستقبل وضمان وجود احتياطي من الطاقة يمكن استخدامه في أي حالة طوارئ».
واشار الى أن شركة العزل للعمليات والصيانة التي تقوم بتشغيل المحطة لصالح شركة العزل للطاقة تقتصر مهمتها في ادارة المحطة وتشغيلها وصيانتها وتقوم شركة العزل للطاقة ببيع الطاقة الكهربائية على وزارة الكهرباء والماء، مشيرا الى ان شركة العزل للطاقة هي شركة استثمارية لا تتدخل في عمليات الانتاج والتشغيل للمحطة.
وذكر أن شركة العزل للطاقة مملوكة من قبل شركة «سويز إنرجي انترناشونال» بنسبة 45 في المئة و«مؤسسة الخليج للاستثمار» بنسبة 45 في المئة و«الهيئة العامة لصندوق التقاعد بمملكة البحرين» بنسبة 10 في المئة.
وقال: «ان شركة سويز إنرجي انترناشونال تمتلك شركة العزل للعمليات والصيانة بالكامل وتمتلك أيضاً نسبة 30 في المئة من شركة الحد للطاقة والتي تم تخصيصها في الشهر الجاري، مؤكداً ان «سويز» تسعى «للتوسع في البحرين ومنطقة الخليج اذ تمتلك الشركة وتدير عدداً من محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه في الخليج منها محطة الطويلة لانتاج الكهرباء والماء في منطقة صحار كما تمتلك محطة ثانية في سلطنة عمان كما قامت بالتوقيع على عدد من العقود لبناء وادارة محطة كبيرة في السعودية وعقد لانشاء محطة جديدة في عمان».
واشار الى ان شركات انتاج الكهرباء تسعى للوجود في منطقة الشرق الاوسط بدلاً من الدول المتقدمة كاميركا والدول الاوروبية نتيجة لتشبع السوق الصناعية الكبرى في حين ان الدول النامية تحتاج الى ان توفر طاقة متنامية سنوياً بمعدلات عالية، كما هو الحال في منطقة الشرق الأوسط مما يدفع للاستثمار في قطاع انتاج الطاقة الكهربائية.
يذكر انه فى 21 مايو / أيار الماضي اعلن عن فوز مشروع انشاء محطة العزل لتوليد الكهرباء فى مملكة البحرين بجائزتين هما صفقة العام فى قطاع الكهرباء فى الشرق الاوسط وصفقة العام فى البحرين.
وقال حينها الرئيس التنفيذى للمؤسسة (مقرها الكويت) هشام الرزوقى ان مجلة «بروجكت فيننس» ومجلة «بانكر» منحتا الجائزتين للمشروع. واضاف ان مجلة «بروجكت فيننس» ذكرت ان مشروع العزل مثل علامة بارزة خلال العام 2005 وانه وضع اساسا يحتذى به كأول مشروع ناجح يسند الى القطاع الخاص لانتاج الطاقة الكهربائية فى مملكة البحرين.
وقال أيضاً: ان تمويل هذا المشروع «كان رائدا من عدة نواح منها ان هذا القرض الذى تمتد فترته الى عشرين عاما هو اطول استحقاق شهدته البحرين لأى قرض»، موضحاً ان عملية طرح المناقصة وارسائها وهيكلة الديون والحصول عليها تم فى وقت قياسى لم يتعد 11 شهرا
العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ