العدد 1419 - الثلثاء 25 يوليو 2006م الموافق 28 جمادى الآخرة 1427هـ

«ملتقى الشباب» تنظم ورشة عن «الرؤية القيادية»

نظمت جمعية ملتقى الشباب البحريني الأسبوع الماضي ورشة عمل عن «الرؤية القيادية»، قدمتها مديرة الطب النفسي جميلة السماك. وأوضحت السماك للأعضاء والحضور المشاركين في الورشة الفروق ما بين الأنواع الخمسة التابعة لمفهوم الإدارة، ونظريتي القيادة. وقالت: «ان الإدارة التقليدية (الكلاسيكية) التي تعتمد على التبرير الاقتصادي وأهمية التنظيم والفعالية برزت في العشرينات من القرن الماضي»، مضيفة: «انها تركز على أهمية تنظيم العمل والالتزام بسياسات وأنظمة التنظيم الإداري وتسلسل السلطات والمسئولية ومركزية الرقابة واتخاذ القرار كمبادئ أساسية للفعالية الإدارية، فيما تشمل النظريات البيروقراطية والعلمية».

وعن الإدارة البيروقراطية أشارت السماك إلى «أنها بدأت من مؤسسة ماكس ويبر التي تعتبر البداية للنظرية العلمية في الإدارة، فيما تشدد على أهمية إيجاد واحترام تنظيم إداري للمحافظة على الفعالية أثناء العمل»، مضيفة «أنها تعطي الأولوية في المسئولية لآراء الرؤساء من أعلى المناصب نزولاً إلى أدناها بصورة بيروقراطية تصل أحيانا إلى حد التسلط أو الأوتوقراطية من أجل احترام السلطة الإدارية المسئولية عن فعاليات التنظيمات والسياسات الإدارية بهدف التركيز على أهمية تحديد السلطة والمسئولية وتنظيم وتقسيم أنشطة العمل وتحديد وتوزيع تخصصات العمل، بالإضافة إلى وضع تنفيذ أنظمة العمل ومتابعة أنظمة الرقابة».

أما عن الإدارة العلمية التي أسسها فردريك تايلور والتي طورها من خلال عمله في مصانع الحديد والصلب في الولايات المتحدة الأميركية في مطلع القرن الماضي، قالت السماك انها «تركز على أهمية زيادة الربحية في العمل من خلال زيادة الإنتاجية للفرد وذلك بناء على العلاقة المترابطة بين الجهد والأسلوب والمهارة».

وبالنسبة الى إدارة العلاقات الإنسانية، قالت السماك انها «أوصت بضرورة إيجاد التوازن بين متطلبات الإنتاجية للمنظمة والعلاقات الإنسانية للفرد لما لسلوك الإنسان من أثر على زيادة الإنتاجية وتحقيق المردود المادي والمعنوي للفرد والمنظمة»، مشيرة إلى أن «من أشهر باحثيها التون مايو».

وبالنسبة الى النوع الخامس والأخير من أنواع الإدارات وهي الإدارة الاستراتيجية، قالت السماك انها «تعني نجاح الإدارة في إيجاد خطة استراتيجية ذات أهداف ذكية محددة وواضحة تسعى إلى تفعيل القوى الفكرية المبدعة من خلال منظومة إدارية متكاملة ومترابطة تتسم بتفعيل التنظيمات والاتصالات والعلاقات بصورة فعالة للعمل على تحفيز وتطوير وتوجيه الموارد المتاحة لاستثمار طاقاتها، وللحصول على أفضل النتائج الرامية إلى تحقيق أهداف المنظمة».

وبعد ذلك انتقلت مديرة مستشفى الطب النفسي إلى تعريف المشاركين بنظرتي القيادة، بعد أن ألمحت إلى تعريف القيادة. وأكدت السماك أن «النظرية الأولى (القيادة الموروثة) تذهب إلى أن السلوك القيادي ما هو إلا نتيجة مجموعة من السمات والخصائص التي توجد في الأفراد منذ ولادتهم كالأمانة والولاء والطموح والعداوة والابتكار وغيرها من الصفات الموروثة»، لافتة إلى «وجود نظريات تشير إلى أن هذه الصفات يمكن اكتسابها إلى جانب الوراثة بالعلم والتجربة».

وعن النظرية الثانية وهي القيادة المكتسبة قالت السماك انها «تقوم على أساس مهارة القائد الماهر التي تكتشف صفات القائد نتيجة عمله مع الجماعات، وممارسته أعمال قيادة أفرادها»، مشيرة إلى أن «هذه النظرية تؤكد أهمية القيادة في نجاح المشروع كما تنادي بوجوب توافر مهارات معينة لحل المشكلات وعلاج مختلف المواقف التي تمر أثناء تأدية العمل». وأكدت السماك أن «من الصفات الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها القائد الناجح العقلية الصحيحة والإيمان بالعمل الذي يتولاه، وأن يكون ديمقراطياً ولا يستقل في اتخاذ القرارات المهمة وحده وأن يمتلك القدرة على تحمل المسئولية، إضافة إلى قدرته على اكتساب ثقة الموظفين والإلمام بالأصول العلمية للإدارة»، مضيفة أن «القيادة الناجحة هي التي تجمع بين النظريتين السابقتين، والقائد الناجح هو الذي يستطيع أن يجمع بين الصفات الموروثة وبين المهارات المكتسبة في شئون القيادة».

وقسمت السماك مهمات القائد إلى قسمين «رسمية وتنظيمية وتتلخص في مراعاة تنفيذ مبادئ التنظيم الإداري في المؤسسة لتسيير الأمور بانضباط وجدية كالتخطيط والتنظيم والتنسيق بين أطراف العمل وأجنحته، وتوجيه الجميع للمسير باتجاه هدف المؤسسة الأول، والحث على الأداء بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية، إلى جانب تشكيل شبكة من الاتصالات العمودية والأفقية لنقل المعلومات والأفكار والقرارات، والاطلاع على مجريات الأمور، وتذليل الصعوبات أو معرفتها، ليكون الجميع في أجواء العمل وتفهم حاجاته ومتطلباته والمتابعة والإشراف وتنظيم الوقت وإدارته».

ولفتت السماك إلى أن «المهمات غير الرسمية للقائد هي التي تعتمد بشكل كبير على شخصية وآفاق وأسلوب القائد الشخصي في التعامل مع الجماعات غير الرسمية»، مؤكدة على «ضرورة أن يهتم القائد بهذه الجماعات من خلال تقوية علاقاته واتصالاته بهم للتعرف على مشكلاتهم وتحقيق ما يمكن تحقيقه لهم شريطة ألا يضر بمصالح المؤسسة بل في خدمتها»

العدد 1419 - الثلثاء 25 يوليو 2006م الموافق 28 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً