بدأ مساء أمس الأول في 55 داراً عرض سينمائي، العرض الجماهيري لفيلم (وش إجرام) للفنان الكوميدي محمد هنيدي الذي كتبه بلال فضل وأخرجه وائل إحسان وشارك في بطولته لبلبة وسعيد طرابيك وبشرى وخالد زكي وعبدالله مشرف.
وغاب نجوم السينما المصرية عن الاحتفال ببدء عرض الفيلم على غير العادة في مثل هذه الاحتفالات التي تشهد مجاملات الفنانين لزملائهم إذ لم يحضر العرض إلا الممثل الشاب أحمد الفيشاوي والممثلة أميرة العايدي كما غابت لبلبة عن العرض وأدى غيابها إلى إثارة الأسئلة.
وقدم هنيدي في فيلمه الجديد وجبة كوميدية متميزة غلفها بالحركة والاثارة وناقش خلالها عدداً من القضايا المهمة مثل البطالة وتفشي الفساد ونجح النجم الكوميدي إلى حد كبير في استعادة مكانته كنجم شباك من خلال الفيلم الذي توقع الكثير من النقاد الذين حضروا العرض أن ينافس بقوة خلال الموسم الصيفي.
وتدور الحوادث حول شاب عاطل يحاول البحث عن فرصة عمل لكن طيبته وعفويته توقعه في براثن عصابة خطيرة يساعدهم في البداية باعتبارهم من رجال الأمن ثم ينقلب عليهم ويتعاون مع الشرطة عقب معرفته بحقيقتهم وتعرضه شخصيا لتهديد حياته على أيديهم حتى يتمكن من الايقاع بهم.
وأظهر المخرج وائل إحسان قدراته الفنية في الكثير من مشاهد المطاردات والحركة وسباقات السيارات التي منحت الفيلم قدراً كبيراً من التميز نظراً إلى اتقان تنفيذها وإقناع المشاهد بمدى منطقيتها وعدم إقحامها في الحوادث التي كانت تنتهي دائما بموقف كوميدي.
لكن الملفت أن المؤلف بلال فضل وهو صحافي مصري معارض دأب على الهجوم على الفساد الحكومي، قدم قضية فساد رجال
الاعمال وتواطؤ المسئولين معها بشكل قريب الشبه من الطرح نفسه في فيلمه الآخر (واحد من الناس) الذي قام ببطولته كريم عبدالعزيز ومنه شلبي والذي بدأ عرضه قبل أسبوع واحد فقط.
ففي حين ركزت حوادث فيلم (وش إجرام) بشكل كوميدي على مدى المأساة التي يتعرض لها البطل نتيجة التواطؤ الحكومي مع رجال الأعمال الفاسدين اظهر فيلم (واحد من الناس) بشكل تراجيدي رومانسي، مأساة مشابهة تعرض لها البطل أيضا نتيجة تغاضي الحكومة عن أفعال أحد رجال الأعمال الكبار
العدد 1420 - الأربعاء 26 يوليو 2006م الموافق 29 جمادى الآخرة 1427هـ