أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني أن مجلس التعاون تحول خلال ثلاثة عقود من منظمة تسعى للتعاون والتكامل بين دولها الست إلى تحالف وكيان راسخ في منطقة كانت دائماً مضطربة ومتوترة, وقال بأن "دول المجلس تدخل العقد الرابع وكلها ثقة وإيمان بأننا أصبحنا أكثر قوة وتماسكاً، وأكثر قدرة على المساهمة في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمين العام لمجلس التعاون أمام مؤتمر "أمن الخليج العربي، الحقائق الإقليمية والاهتمامات الدولية عبر الأقاليم" الذي بدأ أعماله في مملكة البحرين صباح اليوم الثلثاء (12 يونيو/ حزيران الجاري 2012) بتنظيم مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة.
وأضاف الزياني ان مجلس التعاون أصبح أكثر قوة الآن من أي وقت مضى، فبعد ثلاثة عقود حافلة بالانجازات والمكتسبات أصبح المجلس يتحدث بلغة واحدة في معظم القضايا الإقليمية والدولية، ويحظى بمكانة مرموقة إقليمياً ودولياً، ويقوم بدور مؤثر وفعال في الكثير من النزاعات والخلافات الإقليمية.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون إن دول المجلس تواجه العديد من التحديات التي تتصدر قائمة الأولويات في اهتمامات قادة دول المجلس والمجلس الوزاري والجهات المختصة في دول المجلس حرصاً على أن تنعم دول المجلس وشعوبها بالأمن والاطمئنان والسلام والرخاء و الازدهار.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون ان دول مجلس التعاون تؤمن بأن أي اعتداء على أية دولة من دول المجلس يعتبر اعتداء على الجميع، وينبغي أن يتم التعامل مع أي اعتداء بالأسلوب الأمثل من خلال زيادة التنسيق المشترك والتكامل بين دول المجلس، وتكثيف التشاور فيما بين دول المجلس وبين أصدقائنا لحفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية الحساسة.
وتحدث الزياني عن التهديدات التي تواجه مجلس التعاون مشيراً إلى أنها تتلخص في استمرار احتلال إسرائيل لأراض عربية بالقوة على رغم جميع قرارات الأمم المتحدة، وتدخلات إيران في الشئون الداخلية لدول المجلس، واستمرار احتلالها للجزر الإماراتية، والتلويح باستخدام القوة وبسط النفوذ وتسلل بعض الحركات الطائفية المذهبية إلى دول الخليج العربي بدعم قوى إقليمية وأحزاب متطرفة لها أهداف سياسية بعيدة المدى.
وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون أن الإرهاب والتطرف والعنف أصبح ظاهرة دولية عابرة للحدود ولابد من تعاون شامل لمكافحته والقضاء عليه، مشيراً إلى أن تطور التقنية الحديثة أوجد شبكات الكترونية وأصبح الفضاء الالكتروني للدول مهدداً، وقد تم استغلال هذه الشبكات في عمليات التهريب والشغب والإرهاب والإجرام، وأضحت مدعاة قلق لكل شعوب ودول العالم.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون ان ضمان أمن منطقة الخليج العربي يمر من خلال الأمن الداخلي لكل دولة والأمن الداخلي لمجلس التعاون، مشيراً إلى أن الأمن الحقيقي في منطقة الخليج العربي هو مظلة واسعة نشارك فيها جميعاً لتوفير الاستقرار والبيئة المناسبة للتطور والارتقاء وخدمة الإنسانية وتحقيق مصالح جميع الدول.