اختمت فعاليات المؤتمر الطبي الأول للأمراض المعدية وعلم الاحياء الميكروبية الدقيقة والذي نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع مستشفى الخدمات الطبية الملكية ومستشفيات القطاع الخاص، والذي عقد يوم السبت الماضي (9 يونيو/حزيران 2012م) بقاعة الفنار بفندق الدبلومات برعاية كل من قائد الخدمات الطبية ووكيل وزارة الصحة، وقد شهد المؤتمر نجاحا باهرا وأعرب المشاركون عن اعجابهم بالمؤتمر والمواضيع العلمية التي طرحت واثنوا على مستوى التنظيم والجهود المبذولة التي حققت نجاح المؤتمر الأول.
وقالت استشارية أمراض معدية ورئيسة قسم الباطنية بمجمع السلمانية الطبي جميلة السلمان إن عدد المشاركين بلغ 260 مشاركاً من ذوي الاختصاص والمهتمين ونخبة من متميزة من الأطباء المختصين في مجال الامراض المعدية من داخل وخارج مملكة البحرين، وتضمن المؤتمر 12 محاضرة علمية لـ عشر خبراء من مملكة البحرين وثلاثة من دول مجلس التعاون من دولة الكويت والامارات والسعودية.
وبينت السلمان أن المؤتمر تطرق إلى مواضيع مختلفة مثل انتشار الميكروبات المضادة للمضادات الحيوية على المستوى العالمي وعلى المستوى الاقليمي والمحلي والوسائل اللازمة للحد منها والتقليل من هذه الظاهرة والاسباب ورائها، كذلك تم التطرق إلى ارتفاع نسبة الالتهابات المصاحبة لدخول المستشفيات حيث ان هذه المشكلة تعد من المشاكل الخطيرة التي تؤثر على نوعية الخدمات الطبية المقدمة للمرضى على مستوى العالم، حيث بلغت هذه النسبة 10% في الولايات المتحدة الامريكية وتكلف ملايين الدولارات، مشيرة إلى أن احصائيات وزارة الصحة لمعدلات الالتهابات المصاحبة للجراحة كانت مساوية لنظيراتها بدول العالم، وبالنسبة للالتهابات لدخول المستشفيات مماثلة لنسب دول مجلس التعاون.
إلى ذلك أكدت رئيسة قسم الباطنية بمجمع السلمانية الطبي أن مملكة البحرين قد قطعت شوطاً كبيراً وتطوراً ملحوظاً في مجال الامراض المعدية ومكافحة العدوى من خلال تدريب العاملين الصحيين على اعلى المستويات والشهادات العالمية وحضور العديد من الدورات التدريبية والمحاضرات وورش العمل، موضحة بأنه مجال الامراض المعدية ومكافحة العدوى يعتبر من المجالات والتخصصات العلمية ذات الاهمية الكبيرة على مستوى جميع دول العالم حيث ان الامراض المعدية تشكل تحدياً خطيراً.
الجدير بالذكر أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في اطار اهتمام وزارة الصحة والقطاعات الصحية الاخرى بالتعليم الطبي المستمر للعاملين بها وللتعريف الصحي على مستوى المملكة وعلى مستوى دول المنطقة، وكذلك انطلاقاً من حرصها الدائم على توفير آليات لتبادل المعلومات والخبرات العلمية المحلية والاقليمية في مجالات منع ومكافحة العدوى، وقد هدف المؤتمر إلى تعليم وتثقيف أكبر عدد من العاملين الصحيين في البحرين في القطاع العام والخاص، ورفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة، ورفع نسبة الاهتمام ببرامج مكافحة العدوى وسلامة المرضى، ورفع نسبة الوعي للاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية، ورفع نسبة الوعي بالاستخدام الصحيح المضادات الحيوية.
وقد استفادت البحرين من محاور المؤتمر بشكل كبير والخبرات التي حضرت، حيث تم تبادل الكثير من المعلومات والتجارب حول هذا الموضوع، ومثال على ذلك الاستخدام الامثل للمضادات الحيوية وضرورة وجود آلية لدول مجلس التعاون لتنظيم استخدامها، والاستغناء عن أخذ المضادات الحيوية مباشرة من الصيدلية والاستغناء عن الطبيب أو المختصين.