أقر مدرب منتخب اسبانيا لكرة القدم فيسنتي دل بوسكي إن فريقه لم يكن في أفضل أحواله في مواجهة كرواتيا (1/صفر) الأخيرة في الدور الأول من كأس أوروبا 2012 لكرة القدم الاثنين.
وقال دل بوسكي الذي دفع بالمهاجم فرناندو توريس أساسيا ثم أكمل المباراة من دون مهاجم صريح بعدما زج بخيسوس نافاس صاحب هدف المباراة الوحيد: «لعب الفريق جيدا، ولو لم تجر الأمور كما خططنا».
وتصدرت اسبانيا المجموعة الثالثة بسبع نقاط متقدمة بنقطتين على ايطاليا الفائزة على جمهورية ايرلندا 2/ صفر.
وأضاف دل بوسكي الذي حل بدلا من لويس اراغونيس بعد قيادة الأخير «لا روخا» إلى إحراز لقب 2008: «الحقيقة أن المباراة لم تكن رائعة بشكل عام وهذا ما يجب أن يقلقنا. كنا نقاتل من اجل الفوز، وليس التعادل، وقطعنا خطوة بالتأهل».
وتابع «لم نحصل على فرص صريحة ما يعزز من قيمة الفريق المنافس. لم تكن لمستنا الأولى جيدة، لذلك عانينا على صعيد السرعة والقوة. لكن كرواتيا لعبت جيدا، لم تتركنا نلعب في منطقة الراحة الخاصة بنا، أقفلت المساحات وحاولت ضربنا في الهجمات المرتدة، مع أننا كنا مسيطرين بشكل عام».
وعن المواجهة المحتملة مع انجلترا أو فرنسا في ربع النهائي، قال مدرب ريال مدريد السابق: «لا أفضلية لدينا بين فرنسا وانجلترا أو أوكرانيا، يجب أن نكون جاهزين لجميع الاحتمالات».
وأكد مدرب اسبانيا انه لا يهتم باسم المنافس، وأضاف «كل الفرق الثلاثة قوية ويجب أن نستعد بأفضل شكل ممكن. لا اعتقد أن هناك فريقا مفضلا لدينا ولا ينبغي التقليل من شأن أي منهم».
وإذا وصلت اسبانيا إلى الدور قبل النهائي ستلعب مع البرتغال أو جمهورية التشيك.
ودافع دل بوسكي مجددا عن أسلوب وطريقة اللعب التي يطبقها الفريق كما أعرب عن امتعاضه من نسيان إنجازات الفريق سريعا.
وبدا الاستياء على دل بوسكي طيلة المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس إذ طالب وسائل الإعلام بمزيد من الحب والاعتناء والتقدير تجاه لاعبي فريقه كما أبدى عدم تفهمه للانتقادات التي توجه للفريق وطريقة اللعب على رغم نجاح الماتادور الاسباني في التأهل لدور الثمانية. وقال: «التوقعات كانت هائلة للغاية. تطور مستوانا بسرعة كبيرة ولا نعرف كيف نقيم أداءنا». وأوضح أن المنتخب الأسباني كان خارج فرق النخبة وذلك حتى قبل 4 سنوات فقط وقبل أن يفوز بلقب يورو 2008 .
وأوضح دل بوسكي أنه «في كرة القدم، لا يوجد فريق لا يمكن التعامل معه أو التغلب عليه. لا أحد يصدق ذلك. نحن أيضا يمكن أن نخسر. ولكننا الآن في عصر الأداء الأفضل لنا. وكان أمس الأول هو يوم الأداء المتوسط». واعترف بأنه عندما شاهد إعادة لمباراة فريقه أمام المنتخب الكرواتي تغير رأيه إذ رأى العديد من الأمور الإيجابية للغاية. أما اندريس انييستا فقال بعد المباراة: «نشعر بالتعب بعد المباراة. كان الخصم صعبا. نجحنا في النهاية بتسجيل الهدف الذي حررنا عندما كنا نلعب من دون مهاجم حقيقي. مع توريس كنا نلعب جيدا ومع فابريغاس أيضا».
اعترف انييستا بأن منتخب بلاده عانى كثيرا في المباراة أمام نظيره الكرواتي. ووصف انييستا هذه المعاناة والهدف الذي سجله الفريق في نهاية المباراة بأنها «عدالة كرة القدم». وقال انييستا: «كانت المباراة صعبة للغاية وخصوصا أنها حاسمة في تأهلنا لدور الثمانية وأمام فريق كبير وعنيد يمتلك لاعبين متميزين ويتمتعون بالخبرة». وأضاف «كنا الأكثر استحواذا على الكرة وتماسكا وترابطا وسنحت لنا فرص أكثر لتحقيق الفوز».
وجاء الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 88 اثر تمريرة من سيسك فابريغاس مررها انييستا بدوره لزميله خيسوس نافاس الذي أودعها الشباك من دون عناء. وأوضح انييستا «كانت لنا فترات جيدة في المباراة وفترات أخرى عانينا فيها. وجاء الهدف في النهاية. إنها عدالة كرة القدم».
وارسو - وكالات
مرة أخرى يظهر اسم الحكم الألماني فولفغانغ شتارك الذي سبق وشغل الصحافة الأوروبية عندما طلب قميص ميسي بعد مباراة ريال مدريد وبرشلونة في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بكرة القدم الموسم قبل الماضي والتي انتهت بفوز برشلونة 2/ صفر بعد طرد المدافع المدريدي بيبي.
شتارك ظهر هذه المرة على ساحة أمم أوروبا للمنتخبات، والمفارقة أنه ارتكب خطأ فادحا صب في مصلحة المنتخب الاسباني بالذات، والذي لولا خطأ هذا الحكم لكان من المحتمل أنه يحزم منتخب الثيران حقائبه عائدا إلى بلاده.
وفي الدقيقة 86 من عمر المباراة والنتيجة التعادل السلبي سنحت للمنتخب الكرواتي ركلة زاوية نفذت مائلة بشكل رائع داخل الصندوق الاسباني وارتقى المدافع فيردان كورلوكا إليها سابقا بوسكيتس وكاسياس، إلا أنه لم يتمكن من تغيير مجرى الكرة برأسه إلى داخل الشباك والسبب بكل بساطة ووضوح هو قيام بوسكيتس بجذب قميص المدافع إلى الأسفل ليقع الاثنان على الأرض وتواصل الكرة مسيرها إلى خارج الملعب.
وبعد ذلك بدقيقتين فقط سجل المنتخب الاسباني هدف الفوز الذي جاء من هجمة مضادة ومنسقة بين فابريغاس وانييسا ونافاس، لتتأهل بطلة العالم وأوروبا ويخرج المنتخب الكرواتي المجتهد من الباب الضيق.
وعن هذه الواقعة تحديدا وقرارات الحكم الألماني فولفغانغ شتارك الذي أدار المباراة عموما، قال مدرب المنتخب الكرواتي سلافن بيليتش: «عندما تواجه بطل أوروبا والعالم فهو ليس بحاجة للمساعدة، ساعدهم الحكم في بعض التفاصيل، لكن ماذا بوسعي ان افعل؟ هذا ليس مهما».
واعتبر بيليتش الذي استلم مهامه منذ 6 أعوام، إن اسبانيا ليست بالضرورة مرشحة قوية لإحراز اللقب: «كنا قريبين، هذا صحيح، كان بمقدورنا الفوز الليلة وإيقافهم. لا أرى إنهم من أقوى المرشحين. توجد منتخبات كثيرة لا تملك الأناقة عينها، لكنها تواقة ومتعطشة للفوز.
واتفق معظم المحللين الرياضيين في كرواتيا على أن حكم المباراة شتارك كان عليه أن يحتسب ولو ضربة جزاء واحدة على الأقل لمصلحة كرواتيا بينما وصفه اللاعب فيدران كورلوكا بأنه رجل أعمى، وقال اللاعب: «لقد تمت سرقتنا».
واتهم رئيس نادي دينامو زغرب الكرواتي زدرافكو ماميتش والذي يتمتع بنفوذ كبير في الكرة الكرواتية في عاموده، الذي يكتبه بصحيفة فيسيرنيي بمناسبة يورو 2012، شتارك بأنه أدار المباراة بطريقة خاصة لمساعدة أسبانيا.
وكتب ماميتش يقول: «أشعر بالغضب الشديد لأنني لاحظت تلك النية المبيتة، لم تأت هذه الأخطاء من قبيل المصادفة. لقد أنقذ شتارك إسبانيا من دون شك من الخروج وسرقنا حقنا».
وارسو - رويترز
تغلبت اسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم 1/ صفر على كرواتيا لتصل إلى دور الثمانية في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012 أمس الاثنين لكن الأمر كان سيصبح مختلفا لولا تألق قائد الفريق الحارس إيكر كاسياس.
وتصدى كاسياس ببراعة لضربة رأس من ايفان راكيتيتش في الدقيقة 59 قبل أن يحرز البديل خيسوس نافاس هدف اسبانيا واللقاء الوحيد مع تبقي دقيقتين على النهاية.
وكافحت كرواتيا ببراعة للحد من خطورة اسبانيا وكادت أن تطيح بحاملة اللقب خارج البطولة إذا كانت نجحت في هز الشباك والتمسك بتقدمها.
ونال كاسياس لقب القديس إيكر بسبب عروضه المذهلة مع بلاده وسيتذكره الناس دائما بعدما منع آريين روبن من التسجيل في نهائي كأس العالم 2010 أمام هولندا.
وقال مدرب اسبانيا فيسنتي ديل بوسكي التي تصدرت المجموعة الثالثة في مؤتمر صحفي: «كنا نعلم أن الأمر لن يقتصر على الانتظار وكنا نتوقع من المنافس صنع الفرصة الوحيدة».
وأضاف «أتيحت للمنافس فرصة ممتازة لكن لهذا السبب إيكر معنا وتعامل معها بشكل جيد للغاية».
وعلى رغم تحفظ ديل بوسكي في التحدث عن كاسياس كالمعتاد إلا أن مدرب كرواتيا سلافن بيليتش أسرف في الإشادة بحارس اسبانيا خلال المؤتمر الصحافي الخاص به.
وقال بيليتش (43 عاما) الذي سيتولى مسؤولية لوكوموتيف موسكو الروسي بعد البطولة: «ماذا يمكننا أن نقول عنه؟ انه ربما أحد أفضل اللاعبين في آخر 10 سنوات».
وأضاف «انه قائد الفريق ومنقذه هذه الليلة. انه يعلم دائما كيف يتفاعل مع الأمر وهو هادئ للغاية. أتيحت لراكيتيتش فرصة رائعة واضحة وفعل كل شيء بشكل جيد لكن ليس من السهل مواجهة كاسياس».
وقال حارس المرمى إيكر كاسياس الذي صد كرة رأسية خطيرة للفريق الكرواتي: «كانت مباراة مرهقة للغاية، لكن هذا طبيعي في هذه المرحلة من المنافسة. كان اللقاء مرهقا من الناحية النفسية. عندما كان إنيستا أو سيلفا يستلم الكرة، كان يتقدم 3 لاعبين للضغط عليه».
من جهته، أشاد لاعب كرة القدم الكرواتي إيفان راكيتيتش بمستوى حارس المرمى الأسباني إيكر كاسياس معتبرا أن الحارس العملاق لعب دورا أساسيا في فوز منتخب بلاده على نظيره الكرواتي 1. وأوضح اللاعب الخطير أن كاسياس لعب دورا بارزا في بلوغ المنتخب الأسباني دور الثمانية بالبطولة بعدما تصدى لفرصة خطيرة منه.
وقال راكيتيتش: «سددت الكرة بشكل سيئ وكان كاسياس أروع ما يكون. في هذه الفرصة، كان يجب أن أسجلها لتصبح المباراة في غاية الصعوبة على إسبانيا. ولكن كاسياس مثل الآلة ولذلك فإنه أفضل حارس مرمى في العالم». وأوضح نجم فريق أشبيلية الأسباني راكيتيتش «المباريات مع المنتخب الإسباني تكون صعبة دائما. أردنا تحقيق الفوز على الأقل ولكن الأمور سارت هكذا. سنحاول أن تكون الأمور أفضل في المستقبل».
لم يكن بوسع منتخب اسبانيا لكرة القدم الاستعانة بالجناح خيسوس نافاس حتى قرب نهاية 2009 بسبب شعوره بالحنين إلى بلاده عند السفر إلى الخارج لكن منذ تخلصه من ذلك نجح اللاعب السريع في ترك بصمته أكثر من مرة.
وشارك نافاس في الشوط الثاني قبل أن يسجل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة لاسبانيا بطلة أوروبا والعالم على كرواتيا 1/ صفر أمس الأول (الاثنين) ليتأهل الفريق إلى دور الثمانية بعد تصدره المجموعة الثالثة في بطولة أوروبا 2012.
ولو كانت كرواتيا التي خرجت من المسابقة حققت الفوز لودعت اسبانيا البطولة مبكرا بدلا من الاستمرار في محاولتها لتصبح أول دولة تحرز 3 ألقاب كبرى متتالية.
ونافاس لاعب يترك بصمته سريعا على أداء الفريق وعادة ما يشارك قرب نهاية المباريات التي يتكتل فيها المنافس دفاعيا ويتسبب في خطورة كبيرة بسبب توغلاته وكراته العرضية من ناحية اليمين.
وكان نافاس (26 عاما) المولود في الأندلس هو من استحوذ على الكرة في وسط ملعب اسبانيا في نهائي كأس العالم 2010 أمام هولندا وانطلق بسرعة ناحية اليمين قبل أن تصل الكرة في النهاية إلى اندريس انييستا الذي أحرز هدف الفوز باللقب.
وأمس الأول (الاثنين) مرر انييستا الذي حصل من جديد على لقب أفضل لاعب في المباراة الكرة إلى نافاس الذي لم يجد صعوبة في إيداع الكرة في المرمى الخالي من حارسه.
وقال نافاس الذي خاض مباراته الدولية الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 أمام الأرجنتين لمحطة كادينا سير الإذاعية: «أنا سعيد جدا وأشعر بالرضا وأستمتع حقا بهذه اللحظات».
وأضاف «كنا نعلم ضرورة أن نصبح أكثر خطورة واللجوء إلى أكبر سرعة ممكنة في الهجوم لأنهم تكتلوا دفاعيا بشكل رائع جدا. إنهم أقوياء ومن الصعب الفوز عليهم لكن الفريق واصل الضغط ونجحنا في تسجيل الهدف».
وأضاف «إضافة إلى كل ما سبق فإن لدينا ثقة في قدرتنا أداء عملنا بشكل رائع وبجدية».
العدد 3574 - الثلثاء 19 يونيو 2012م الموافق 29 رجب 1433هـ