قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلثاء (26 يونيو/حزيران 2012) إن بلاده لن تتردد في استخدام القوة للرد على أي حادث من جانب سورية في المستقبل بعدما أسقطت طائرة حربية تركية الأسبوع الماضي. وذكر أردوغان أن تركيا "غيرت قواعد الاشتباك" مع سورية وسترد على أي استفزاز عنيف. وحذر :"غيرنا قواعد الاشتباك في القوات المسلحة التركية، كل الخروقات التي تحدث على حدودنا ستقابل برد". وأضاف أردوغان في لقاء مع أعضاء حزبه "العدالة والتنمية" بثه التلفزيون مباشرة أن "أي جندي سوري يقترب من الحدود التركية يعتبر حاليا تهديدا". وأعلن أن تركيا لن تخوض حربا بسبب إسقاط سورية طائرة حربية تركية الأسبوع الماضي وتختار ردا سلميا عوضا عن ذلك. وقال رئيس الحكومة التركية :"سنختار كل الخطوات المتاحة أمامنا وفق القانون الدولي". وقال أردوغان في خطاب : "لا تعتبروا الفطرة السلمية والنهج الحذر إشارة على السلبية". وقال أردوغان إن قيام القوات السورية بإسقاط طائرة حربية (إف 4) الأسبوع الماضي لم يكن حادثاعارضا. وأوضح : " كان عملا عدائيا تم التخطيط له" بينما لم تصدر سورية تحذيرا ولم تحاول الاتصال بتركيا قبل إسقاطها.

وأضاف :"لن يتم السماح لمثل تلك الأعمال الجبانة التي يقوم بها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد أن تمر بدون تعليق". وحذر أردوغان من أن "تركيا تستطيع أن تنال ثقة كل حلفائها وجيرانها. صداقة تركيا أمر ذو قيمة ولكن يجب أن يدرك الجميع أن غضب تركيا يمكن أن يكون عنيفا". من ناحية أخرى، وصف اندرس فوج راسموسين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) إسقاط سورية لطائرة حربية تركية بأنه عمل "غير مقبول".جاءت هذه التصريحات لراسموسين اليوم الثلاثاء في أعقاب جلسة طارئة عقدتها اللجنة العليا للحلف في بروكسل بناء على طلب من تركيا وفقا للمادة الرابعة من قانون تأسيس الحلف العسكري. وتقول المادة الرابعة إن أي دولة في الحلف(28 دولة) يمكن أن تطلب عقد مشاورات عندما تتعرض وحدة أراضيها واستقلالها السياسي وأمنها للخطر.وأعرب راسموسين عن إدانة الحلف الشديدة لهذا التصرف مشيرا إلى أنه يعتبر "مثالا آخر على تجاهل النظام السوري للأعراف الدولية والسلم والأمن والحياة الإنسانية".وأضاف راسموسين أن الحلف سيواصل متابعة الوضع في منطقة شرق المتوسط.وفي رده على سؤال حول ماذا سيفعل الحلف إذا تكرر وقوع حادث آخر من نفس هذه النوعية قال راسموسين:"أنتظر بكل تأكيد ألا يتكرر حدوث مثل هذا الأمر ثانية" وإلا فإن على الناتو أن يتشاور فيما يمكن فعله في مثل هذه الحالة. وكان مسئول بوزارة الخارجية التركية أكد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مساء أمس الاثنين أن القوات السورية أطلقت النار على طائرة تركية كانت تقوم بعملية بحث وإنقاذ للمقاتلة (إف 4) التي أسقطتها القوات السورية قبل أيام.وفي نيويورك، قال نائب المبعوث الدولي كوفي عنان إن مجموعة الاتصال بشأن سورية، التي تجتمع مطلع الأسبوع المقبل في جنيف، يجب أن تستهدف العمل على حلول للصراع المستمر منذ 16 شهرا.وقال دبلوماسيون حضروا اجتماع مجلس الأمن الدولي المغلق لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن ناصر القدوة قال للمجلس إنه يتعين على مجموعة الاتصال إحراز "نتائج" من خلال مطالبة الأطراف السورية المتناحرة بتطبيق خطة عنان المؤلفة من ست نقاط.من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد القتلى الذين انضموا اليوم الثلاثاء إلى "قافلة شهداء الثورة السورية" ارتفع إلى 59 شخصا.وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه اليوم، أن ثلاثة سوريين "استشهدوا في مدينة حمص جراء قصف تعرضوا له في المدينة".وأضاف المرصد: "في محافظة دير الزور استشهد ثمانية مواطنين بينهم طفلة إثر القصف الذي تعرضت له عدة أحياء بمدينة دير الزور ومدينة موحسن".وتابع المرصد :"استشهد 27 مواطنا بينهم 14 اثر القصف على بلدة الهامة و11 في ضاحية قدسيا التي شهدت اشتباكات اليوم بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة وشهيد سقط في مدينة دوما وطفلة في مدينة حرستا".وقال المرصد: "في محافظة دمشق استشهد مواطن برصاص قناصة أثناء تواجده أمام مكان عمله في حي جوبر الذي شهد اشتباكات بين الكتائب الثائرة وقوات الأمن".وأضاف :"في محافظة حلب استشهد ثلاثة مواطنين.. وفي محافظة ادلب استشهد ثمانية مواطنين" جراء القصف واشتباكات.وأوضح أن "في محافظة حماه استشهد مواطنان .. وفي محافظة درعا، استشهد سبعة مواطنين".وأضاف المرصد "استشهد ضابط منشق برتبة نقيب خلال اشتباكات في ريف حماه وجندي منشق في ريف ادلب"كما قتل ما لا يقل عن 32 من القوات النظامية السورية اثر انفجارات استهدفت حواجز للقوات النظامية في محافظة ادلب واشتباكات في محافظات ادلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق حماة.