اعتبر الفنان المصري خالد النبوي أسلوب تعامل الفنانين المصريين مع أعمالهم وتدخلهم في كل تفاصيلها على رغم عدم وجود دراية كافية لديهم بتقنيات العمل الفني سبباً في الازمات التي تعاني منها تلك الاعمال.

وقال النبوي في ندوة عقدت في أغسطس/ آب الماضي بقصر السينما المصري إن الممثل في العالم كله ينشغل بدوره وكيفية أدائه فقط بينما يتدخل الممثلون المصريون في عمل المؤلف والمخرج ومدير التصوير بشكل فج يؤدي إلى خروج أعمال فنية ضعيفة في كثير من الاحيان.

وأشار إلى أن فكرة تحكم الممثل في أدوار غيره من القائمين على العمل جعله المتحكم الحقيقي في كل شيء ما أدى إلى اختلال الاوضاع الطبيعية وجعل الهرم الفني الذي يبدأ بالنص ثم المخرج وبعدهما الابطال يبدأ بشكل عكسي و«كأن الوضع أصبح مقلوبا».

وحول ما استفاده من العمل مع مخرجين كبار مثل يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وأخيراً ريدلي سكوت قال النبوي إن هؤلاء المخرجين لديهم القدرة على إدارة وتوجيه الممثل بالشكل الذي يخدم العمل الفني والفكرة التي يود المخرج أن يقدمها من خلاله مشيرا إلى أن ذلك يأتي في وقت أصبح فيه الممثل في الفترة الاخيرة مسئولا عن إدارة نفسه في كثير من الاحيان.

وأوضح الممثل المصري الشاب أن الامتثال لادارة المخرج لا تعني إلغاء شخصية الممثل الفنية بل على العكس تمنحه مساحة أكبر لاظهار قدراته لكن البعض لا يمكنه للاسف فهم كيفية التعامل مع رؤية المخرج للعمل من دون الاخلال برؤيته الشخصية لطبيعة دوره وما يمكن أن يقدمه من خلاله.

ورفض النبوي ما تم ترويجه بشأن حذف الكثير من مشاهده في فيلم «مملكة الجنة» قائلا إن الحذف لم يكن سببه ضعف أدائه أو عدم الحاجة لتلك المشاهد وإنما كان مطلوبا مدة محددة للفيلم فكان لابد من حذف الكثير من المشاهد التي تم تصويرها ومنها مشاهد مهمة لابطال الفيلم الرئيسيين.

وبشأن مدى تأثير مشاركته في فيلم عالمي على اختياراته فيما يتعلق بالاعمال المحلية قال إنه استفاد كثيرا من تجربة فيلم «مملكة الجنة» مؤكدا في الوقت نفسه أن اختيار الاعمال يخضع للكثير من الظروف المحيطة وأن رأيه الشخصي يتمثل في أن أسوأ الاختيارات الفنية هو توقف الممثل عن العمل أو رفض كل ما يعرض عليه انتظاراً لفرصة متميزة. وأشار إلى أنه يختار أفضل الاعمال المتاحة