العدد 1490 - الأربعاء 04 أكتوبر 2006م الموافق 11 رمضان 1427هـ

لا هو «إمام»... ولا هو «شيخ طريقة»

الشاعر كريم رضي في أمسية «أسرة الأدباء» حول تجربة الشاعر أحمد الشملان

العدلية - المحرر الثقافي 

04 أكتوبر 2006

أقامت أسرة الأدباء والكتاب ضمن برنامجها الثقافي أمسية تضمنت ورقة نقدية عن الشاعر أحمد الشملان، قدم هذه الورقة الشاعر كريم رضي، والذي بدأ سرده بعلاقته بشخصية أحمد الشملان ككاتب، معتبرا ذلك جزءاً من ورقته التي أعدها، رؤية شاعر عن شاعر، ليدفع صفة النقدية أو شبهة النقدية عنه، واعتبر أن أول لقاء باسم الشاعر الشملان كان له مع مطلع التسعينات، وبحسب ما ذهب له رضي، فإن مرثية «بحر» التي كتبها الشملان، دفعته لكتابة نص آخر أطلق عليه اسم «إيه... يالشملان». يعتبر الشملان على الصعيد المحلي مناضلاً له مواقف وطنية كبيرة، ومنذ السبعينات كان له حضور كبير على الساحتين السياسية والأدبية، وعرف كشخصية سياسية، يحمل شهادة محاماة، وقد ترافع عن الكثير من أصحاب القضايا الوطنية داخل البحرين.

أشار رضي إلى أن ورقته التي قدمها في حينها، كرد على عمود الشملان، جلبت له الكثير من التقريع، بسبب، وهذا كما أورده رضي، أن الشملان «في أحسن الأحوال مجهول الحال، فلا هو إمام ولا هو شيخ طريقة»، واعتبر رضي أن الكتابة في تلك الفترة الزمنية تعد مغامرة، بوجود مجتمع لا يمكن أن يقبل بالمختلف.

في حين أكد رضي أن معرفته الجديدة به نسبيا كانت مع حوادث التسعينات، حين كان يستمع له من خلال بعض القنوات، واعتبر رضي في استطراد له أن الشملان وإن لم يكن شيخاً فإنه متحالف مع الشيوخ، في حين أن التيار العلماني وقف موقف الصامت، إذ اعتبر الحركة الدائرة حركة ردة دينية رجعية ضد الدولة الحديثة، ووصفه رضي بأنه «ممن قبضوا بيدهم على الجمر من المثقفين والمحامين، مشاركين الآلاف من الناس أحلام التغيير، وخارجين على قبيلة الماركسية السكولاستيكية».

من هذا المنعطف دخل على تجربة الشملان، إذ إنه لم يخضع للأشكال الأدبية، أو التصنيفات المتوارثة، في حين أن التصنيفات أيامها كانت مقدسة، وهذا ما سبب له اشكالا في دخوله كعضو في أسرة الأدباء والكتاب، بحسب كلام رضي، وهذا الإشكال نفسه نجده كما يرى صاحب الورقة في موقفه السياسي، فهو كما يقول المنتدي: «عصيا على التصنيف القبلي بين الدينيين والعلمانيين، واختار الانتماء إلى الإنسان»، معتبرا التداخل بين شخصية الشملان ومواقفه كإنسان، تشكل صعوبة أمام الكتابة عنه بمعيار النقد، لأنه كما يقول رضي أي النقد يفصل بين الكاتب والمقال، وبين الشعر والنثر وبين القصة والقصيدة، ولذلك بحسب رأي رضي فإنه ليس من الممكن الفصل بين أحمد الشملان المبدع وأحمد الشملان المناضل، مقترحاً أن الشملان لم يؤمن يوماً بأن الإبداع شيء آخر غير النضال.

من خلال مقدمة كريم رضي، يبدو أنه حاول قراءة الشملان ومن ثم نتاجه، معتبرا ذلك الطريق الأنسب في التعامل مع نتاج شخص مثله، وبقدر ما يبدو ذلك صائباً بقدر ما يفتح نافذة للهروب من تفاصيل الجمالية في نص الشملان، الذي اعتبره البعض أن أي تجربة الشملان السياسة أكبر بكثير من تجربته الإبداعية، وهو أيضاً مجال للهروب من آلة النقد الحادة، خصوصا في التعامل مع شخص قريب من صاحب الورقة، إذ يبدو ذلك واضحاً من طريقة تقديمه للشملان.

تناولت مقدمة رضي ربع ورقته بشأن الشملان، وقد استفاد من وصف قاسم حداد للشملان في عنوانه ومداخلته عن تجربة قاسم حداد، حين قال إن الشملان لديه الروح المقاومة، مشيراً إلى أن ذلك ينسحب على عمله الإبداعي أيضاً، وهو تكريس لما يذهب إليه كريم من التعامل مع النتاج من خلال الكاتب، ملغياً بذلك نظرية موت الكاتب أو الكورس، ثم تناول رضي بعض دواوين الشملان بصورة سريعة، فتحدث عن ديوان الأخضر الباقي، معتبرا أن الاسم لم يكن اسماً فقط، بل هو دلالة حنو الشملان على ما تبقى من اخضرار في الحياة، واعتبر أن هذا الديوان أشبه بالجين الذي يحتفظ بالخريطة الوراثية بالنسبة إلى الشملان.

وبعد انتهاء رضي من قراءة ورقته فتح باب الحوار بشأن الورقة، فأتت الأسئلة في أكثرها عن غياب القراءة الجمالية لابداع الشملان، بعيدا عن شخصيته كمناضل له مكانته، في حين أضاف الناقد والمسرحي يوسف الحمدان، أن الشملان كان له تجريب في نصوصه، وقد أخذ ذلك مساحة كبيرة، وخصوصا حين تعامل مع الحضارات واستخدم تكنيك المسرح، باستثمار الحواريات وتداخل الأصوات، وفي الختام اتفق الأكثرية هناك على امتزاج الشملان ككاتب بالشملان المناضل في النص، معتبرين أن الشملان كتب موقفه من الأشياء، وأشار رضي وإلى أن الشملان كتب شعره خارج دائرة الدواوين، إذ إن له نصوصاً في كتابه أجراس الأمل، والذي يعتبر مقالات وبعض تأملات كتبها الشملان في الصحافة

العدد 1490 - الأربعاء 04 أكتوبر 2006م الموافق 11 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً