العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ

ألبانيا تحتفل بالشهر 600 من رمضان

أجواء احتفالية خاصة تميز رمضان هذا العام لدى مسلمي ألبانيا عن الأعوام الماضية؛ إذ دخل الشهر الكريم عامه الـ 600 في البلاد، وهي ذكرى دخول الإسلام الأراضي الألبانية.

ويقول أحد المواطنين الألبان إن الشهر الفضيل تزامن هذا العام مع احتفالات مسلمي ألبانيا بالذكرى الـ 600 بحسب التقويم الهجري لدخول الإسلام إلى أراضيهم واستقراره بها في العام 1423م الموافق 827هـ على يد العثمانيين.

كما يعتبر رمضان هذا العام هو الـ 16 منذ سقوط النظام الشيوعي في ألبانيا العام 1990، إذ يستقبله المسلمون بحفاوة بالغة؛ نظراً إلى أنه كان يتم منعهم من الصوم أو الاحتفال بالشهر المبارك خلال فترة الحكم الشيوعي.

رمضان هذا العام استقبله مسلمو ألبانيا نظراً الى خصوصيته بنشاط إعلامي ديني كبير من خلال قنوات الإذاعة والتلفزيون المحلية بالمدن الألبانية، إذ تتنافس بعض المحطات التلفزيونية الخاصة على تقديم خدمات دينية، منها إذاعة الأذان كاملاً خلال شهر رمضان كله لهذا العام، كما خصص بعضها للمشيخة الإسلامية ساعة يومياً لتسجيل كلمات دينية طوال شهر الصوم.

واعتادت بعض المحطات الخاصة في السنوات القليلة الماضية على إذاعة جانب من صلاة التراويح مباشرة من مكة المكرمة.

كما ازداد إقبال المواطنين على إقامة موائد الرحمن، كما يقيم الكثير من العائلات الألبانية موائد للإفطار بالمطاعم تدعو إليها الأقارب والأصدقاء.

أكبر حفل إفطار

واللافت هذا العام، إقدام بعض البلديات بالمدن الألبانية لأول مرة على إقامة حفلات إفطار جماعية للدلالة على احترامها وتقديرها للدين الإسلامي وشعائره.

وكان أبرز إفطار لرمضان هذا العام هو الذي تكفلت به بلدية مدينة إسطنبول بتركيا عبر بلدية تيرانا بوسط العاصمة الألبانية الخميس 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، الذي حضره 1500 مسلم، وهو ما اعتبر أكبر حفل إفطار يقام بألبانيا خلال الستة عشر عاماً الماضية.

ويتنافس رواد كل مسجد بألبانيا في تزيين مسجدهم بمختلف أنواع الإضاءة والزينة. وتعقد في مساجد ألبانيا خلال رمضان دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن التي يشارك فيها أئمة ألبان ومقيمون من العرب والأتراك.

ويوجد في ألبانيا حاليا نحو 270 مسجداً من أصل نحو 1667 مسجداً كان يصلي فيها المسلمون الألبان قبل أن يأتي الحكم الشيوعي، ويمنع ممارسة الأديان في البلاد.

يشار إلى أنه في العام 1939م استولى الشيوعيون على الحكم في ألبانيا؛ فعذبوا وقتلوا العلماء، وهدموا المساجد ودمروا البيئة الإسلامية، وعملوا على القضاء على الهوية الإسلامية لألبانيا.

ويبلغ عدد سكان ألبانيا نحو 3 ملايين و200 ألف نسمة، نسبة المسلمين بينهم تزيد على 75 في المئة. وتمثل الطائفة الأرثوذكسية 12 في المئة من الشعب الألباني.

في كوسوفو

الأجواء الاحتفالية برمضان رقم 600 انتقلت الى إقليم كوسوفو ذي الغالبية الألبانية إذ يكثف كوادر المشيخات الإسلامية الألبانية في كوسوفو برامجهم الدعوية والتي يصاحبها أيضاً نشاط إعلامي كبير من قنوات التلفزيون والإذاعة المحلية بالمدن.

ونقل الموقع الإلكتروني للمشيخة الإسلامية في كوسوفو عن مسئول لجنة أئمة كوسوفو بالمشيخة صبري بيجوري قوله: إن أئمة وعلماء كوسوفو ينفذون برنامجاً دعوياً إعلاميا خيرياً خلال رمضان عن طريق قيادتهم لقوافل دعوية في أنحاء البلاد، فضلاً عن المشاركة في برامج إسلامية عن رمضان بالتلفزيون والإذاعة المحلية بمدن كوسوفو. كما يتضمن البرنامج إشرافهم على إعداد موائد إفطار للفقراء والمحتاجين.

تجربة “أكايا” الخيرية

وفي أسلوب جديد لتقوية أواصر التكافل بين أهل الحي الواحد، ابتكرت مؤسسة “أكايا” الكوسوفية الخيرية طريقة جديدة لإيجاد تمويل محلي لمشروع “شنطة رمضان”.

وتقوم فكرة المشروع على أساس أن يقوم المتبرع بدفع قيمة شنطة رمضان مباشرةً إلى محلات حددتها المؤسسة مسبقاً من دون تسلم الشنطة بينما يقوم مندوبو المؤسسة في المساء بتسلم هذه الشنط وتوزيعها في اليوم نفسه على فقراء الحي. وكانت مؤسسة “أكايا” قد اتفقت مع عدد من محلات المواد الغذائية في مدن كوسوفو بتجهيز شنطة رمضان بكلفة بسيطة تقدر بـ 5 يورو، وتعليقها أمام محلاتهم مع وضع شعار المؤسسة على المحل حتى يعرف الراغبون في التبرع أن هذا المحل يجمع تبرعاتهم لصالح المشروع.

ويبلغ عدد الألبان في منطقة غرب البلقان 7 ملايين نسمة، يعيش نصفهم تقريباً خارج دولة ألبانيا في 5 دول أو أقاليم هي: مقدونيا وكوسوفو والجبل الأسود وجنوب صربيا وشمال اليونان

العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً