العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ

ملحمة البرازيل تركيز على لقب الصانعين... في أمسية »وداعية«

فيما يراها برياتوري نظيفةً... وشومي يريدها هجوميةً بحتةً

ستكون حلبة انترلاغوس مسرحا لختام مسلسل ارتدى طابعاً «هيتشكوكياً» في حلقاته الأخيرة، بحيث إن المنافسة ستكون حتى الأمتار الأخيرة بين حامل اللقب ومتصدر الترتيب الاسباني فرناندو ألونسو ومنافسه بطل العالم سبع مرات الألماني مايكل شوماخر، على لقب السائقين وبين فريقي الأول رينو والثاني فيراري على لقب الصانعين، خلال جائزة البرازيل الكبرى، المرحلة الثامنة عشرة الأخيرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1.

ولم يكن المخرج الهوليودي الراحل الفرد هيتشكوك ليرسم نهاية أكثر تشويق من تلك التي سيشهدها متابعو رياضة الفئة الأولى نهاية هذا الأسبوع على حلبة انترلاغوس، حيث يسعى كل من ألونسو وشوماخر إلى نهاية «وداعية» تمنحهما لقب السائقين وتهدي فريقيهما الفرنسي والايطالي لقب الصانعين.

ويتشارك الاسباني والألماني في مفارقة انهما يعلنان في انترلاغوس وداعمها شراكة ناجحة مع فريقيهما، إذ ستكون المشاركة الأخيرة للأول مع رينو لأنه سيتحول إلى ماكلارين مرسيدس اعتبارا من العام 2007، فيما يودع الثاني عالم سباقات الفئة الأولى بعد أن توج نفسه «الأسطورة المطلقة» لهذه الرياضة، محطما جميع أرقامها القياسية وهو يسعى إلى إسدال الستارة على مسيرته بحصده اللقب الثامن عند السائقين ومنح «الحصان الجامح» لقبه الخامس عشر عند الصانعين، بعد أن أهدى الفريق الايطالي ستة ألقاب.

ويبدو أن تركيز «البارون الأحمر» شوماخر سيكون بشكل أساسي على لقب الصانعين، إذ تعتبر مهمته في لقب السائقين أكثر صعوبة وخصوصا أن الـ 10 نقاط التي تفصله عن ألونسو بعدما هجره محرك «248 إف 1» خلال المرحلة السابقة في سوزوكا ولأول مرة منذ 6 أعوام، بسبب انكسار احد صماماته، ما منح ألونسو فرصة اقتناص نقاط السباق العشر لينفرد بصدارة السائقين، معززا تقدم فريقه رينو في صدارة الصانعين بفارق 9 نقاط بعدما احتل زميله الايطالي جانكارلو فيسيكيلا المركز الثالث، خلف سائق فيراري الثاني فيليبي ماسا الذي سيلعب الأحد المقبل، كما هي حال فيسيكيلا أيضا، وكل ذلك يشكل دورا كبيرا في معركة الصراع على لقب الصانعين حتى السائقين.

وقد يكون الدور الذي سيؤديه فيسيكيلا، فيما يخص لقب الصانعين، أساسيا لرينو وخصوصا أن ألونسو بحاجة إلى نقطة واحدة، أي المركز الثامن، ليحتفظ بلقب السائقين، ما يعني أن الاسباني قد يعتمد سياسة متحفظة كفيلة بضمان حفاظه على اللقب، علما أن علاقته بفريقه ليست ممتازة بعد أن أعلن حديثاً أنه يعتبر نفسه «وحيدا» في الصراع مع شوماخر لان بعض أعضاء رينو لا يريدون أن يذهب رقم 1 الذي يحصل عليه بطل العالم إلى ماكلارين مرسيدس.

برياتوري يعلن الهجوم

ويحتاج الفريق الفرنسي إلى 10 نقاط من سائقيه لكي يحتفظ بلقب الصانعين، وذلك في حال حصول فيراري على المركزين الأولين، إلا أن مديره الايطالي فلافيو برياتوري أكد أن رينو ستعتمد سياسة هجومية على انترلاغوس والهدف الأساسي هو الفوز بالسباق.

وأضاف برياتوري خلال مؤتمر صحافي على هامش توقيع رينو على عقد رعاية جديد «نحن ذاهبون إلى هناك لنفوز بالسباق. الوضع مشابه لمباراة في كرة القدم، إذا ذهبت إلى المباراة سعيا وراء التعادل السلبي فانك عادة ما تخسر المباراة. فريقنا قوي، سنحصل على لقب السائقين بتسجيل نقطة واحدة، وعلى لقب الصانعين مع بعض النقاط الإضافية. إذا استطعنا الفوز بالسباق فسنحصل على كل شيء. لذلك سنذهب إلى البرازيل لنحاول الفوز بكل شيء».

يذكر أن ألونسو توج بلقب بطولة العام الماضي في انترلاغوس قبل مرحلتين من انتهاء البطولة حينها، باحتلاله المركز الثالث خلف سائق ماكلارين مرسيدس حينها الكولومبي خوان بابلو مونتويا وزميله الفنلندي كيمي رايكونن.

وأكد برياتوري أن أجواء فريقه ممتازة ولا احد يشك في أحقيته بالفوز باللقبين، مضيفا «لا شيء سهلاً في الفورمولا 1، لكنني طبعاً سأذهب إلى البرازيل بروح مختلفة عما شعرت به قبل سباق اليابان. أنا أؤمن أن فريق رينو يستحق البطولة لأنه كان قويا جدا خلال الموسم. لم نكن سعداء ببعض قرارات الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) خلال هذا الموسم، لكن إذا كان السبب من خلف تلك القرارات إبقاء البطولة مثيرة فإنهم قد أدوا عملا عظيما».

وستزود رينو ألونسو بالمحرك ذاته الذي استعمل في المراحل السابقة (من حيث النوعية)، بهدف عدم المخاطرة، في حين أن فيسيكيلا سيستعمل محركا جديدا أقوى من محرك سيارة زميله، إلا أن عامل جدارة التشغيل هو الذي يقلق الطاقم التقني في رينو فيما يخص هذا المحرك.

وعلق برياتوري على موضوع المحرك قائلا: «سيحصل فيسيكيلا على محرك أقوى بكثير وسنعتمد سياسة آمنة مع فرناندو لكننا لا نريد أن ننهي السباق في المركز الثالث أو الرابع أو الخامس. أعتقد أن متابعي هذه الرياضة يريدون معركة. سيكون السباق حدثا تلفزيونيا كبيرا، لذلك دعونا نستمتع ونقاتل».

واعتبر برياتوري أن سباق انترلاغوس سيكون «معركة نظيفة» على رغم التاريخ الكبير لشوماخر من حيث الحوادث المثيرة مع منافسيه الرئيسيين على إحراز اللقب، فهو صدم البريطاني دايمون هيل العام 1994 عن عمد والكندي جاك فيلنوف بعد 3 سنوات. وتابع الايطالي الذي رافق شوماخر مع فريق بينيتون في التسعينات «مايكل محترف جدا، فإذا اضطلع بدور بأي حادث خلال السباق فهو يعلم أنه سيخسر اللقب في جميع الأحوال»، مضيفا «أنا اعرف مايكل جيدا ولا اعتقد أن هناك مشكلة، الصحافة تحب إثارة الأقاويل والإشاعات لكن كل شيء سيكون طبيعيا والسباق سيكون نظيفا».

وعلى رغم الأفضلية الكبيرة التي يملكها ألونسو فان الاسباني يرى الأمور من زاوية مختلفة: «لا اعتقد ان أي شي قد انتهى قبل اللفة الأخيرة في البرازيل، حينها أدرك حقا أني أصبحت بطلا للعالم. أي شيء يمكن أن يحصل ونحن لا نستخف بأحد».

وأردف ألونسو: «أعتقد أن هدفنا يجب أن يكون تمضية نهاية أسبوع عادية والحصول على كامل طاقة السيارة وإتمام العمل من مجازفات خطيرة. إذا قدمنا أداءنا المعتاد وقاتلنا في المقدمة فسنحقق أهدافنا. اعتقد أنها ستكون نهاية أسبوع مميزة جدا بالنسبة إلي، وهي تعطيني اندفاعا إضافيا للقيام بأفضل ما يمكن من أجل الأصدقاء والزملاء. وهو السباق الأخير لميشلان في هذه الفترة، وقام الفريق وميشلان بالكثير من أجلي في المواسم الستة منذ أن بدأت في هذه الرياضة».

يذكر أن شركة الإطارات الفرنسية ميشلان تخوض آخر سباق لها في رياضة الفئة الأولى بعد أن قررت الانسحاب لتترك الساحة خالية لمنافستها اليابانية بريدجستون، ويأمل القيمون عليها في أن يكون الفوز من نصيب ألونسو ورينو لكي يودعوا هذه الرياضة وشركتهم في القمة.

ألونسو يريدها وداعيةً رائعةً

وعلق ألونسو على مسألة خوضه السباق الأخير مع رينو قائلا: «أعتقد أنه من المستحيل أن أرد لهم كل ما قدموا إلي منذ العام 2001. الطريقة الوحيدة التي يمكنني أن أرد بعضا من جميلهم علي، هي خوض سباق ختامي مذهل والفوز باللقب كي ننهي علاقتنا بالطريقة الصحيحة. بالاحتفال».

وفي الجهة المقابلة يبدو أن شوماخر استسلم لمعركة السائقين واعتبر أن تركيزه الأساسي على منح فريقه فيراري لقب الصانعين للمرة الخامسة عشرة (6 منها مع شوماخر)، ومضيفا «سنهاجم بكل طاقتنا لنحرز المركزين الأول والثاني، فأعضاء الفريق يستحقون اللقب. من باستطاعته أن يقلب الأمور رأسا على عقب ويصعد بالفريق إلى القمة عبر العمل بجد وشغف، وخصوصا بعد البداية السيئة، فهو يستحق كامل الاحترام، وحصلوا (أعضاء الفريق) على احترامي الكامل». وتابع «إنهم الأفضل في مجالهم ويستحقون لقب الصانعين عن جدارة. نحن نسعى إلى المركزين الأول والثاني ولا شيء اقل من ذلك. انه أملنا الوحيد في الحصول على لقب الصانعين وهو كل ما باستطاعتنا القيام به. وكل شيء آخر خارج عن سيطرتنا». وردا على سؤال عن شعوره فيما يخص خوضه السباق الأخير في مسيرته قال شوماخر: «طبعاً، أدرك انه وبعد 16 عاما سيكون هذا سباقي الأخير. آمل في أن يكون سباقاً شائقاً ومثيرا لكي أتمكن من الحصول على هذا الشعور الخاص الذي لا يمكن أن يعود إليك إلا عبر انتصار جديد». ويحتاج شوماخر الذي فاز بسباق البرازيل 4 مرات آخرها العام 2002، إلى مساعدة زميله ماسا لكي يمنح فيراري لقب الصانعين، ويأمل البرازيلي في أن يرتقي، على أرضه وبين جماهيره، إلى حجم المسئولية الملقاة على عاتقه نهاية الأسبوع الجاري. واعتبر ماسا انه سيساعد شوماخر كما فعل دائما، مضيفا «أما بالنسبة إلى فوزي بالسباق، فسيكون حينها ألونسو ضمن النقاط (أي حسم الاسباني اللقب)، إلا أن السباق سيأخذ اتجاها مختلفا في حال كان ألونسو خارج النقاط، وسأكون حينها أكثر من سعيد بمساعدة شوماخر على الفوز باللقب». وستكون حلبة انترلاغوس التي تمتد على 4.309 كلم (السباق 71 لفة - 305.909 كلم)، متطلبة إذ تعتبر من الحلبات المتنوعة بتكوينها، فتتضمن منعطفات بطيئة وأطول خط مستقيم بين جميع حلبات البطولة، بالإضافة إلى بعض المطبات التي يمكن أن تؤثر على جهاز تعليق السيارات. كما يخاض سباق انترلاغوس بعكس عقارب الساعة ما يعرض السائقين لإرهاق جسدي كبير وخصوصا في أعناقهم المتعودة على الحلبات التي تقام باتجاه عقارب الساعة. ويعتبر التجاوز على انترلاغوس ممكنا وخصوصا عند المنعطف الأول، ما يعني أن معظم الفرق ستلجأ إلى ترجيح كفة السرعة القصوى عبر تخفيف قوة الجر «داون فورس»، عوضا عن التوازن في الأداء، وذلك لتسهيل عملية التجاوز على الخط المستقيم الذي تصل خلاله السرعة القصوى إلى معدل وسطي 302 كلم/ساعة

العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً