ما يحدث في العراق، وما يعانيه الشعب العراقي الشقيق من آلام ومآس تدمي الفؤاد، ماثل في مشاعر أهل البحرين الطيبين بكل فئاتهم وطوائفهم... ولعل مجلس الحاج محمد المطوع، وهو أحد مجالس قرية سماهيج الطيبة، يعبر عما يختلج في نفوس أهل البحرين حينما يحتفي بالسيد محمد رضا الغريفي ليعبر عن التضامن والحب لأهل العراق، من أقصاه الى أدناه، فالمشاهد التي تنقلها الشاشات الفضائية، وما تسطره صفحات الصحف وما تجيش به الصور الفوتوغرافية من آلام وأوضاع مأسوية، يقع في نفوس أهل البحرين وقع المتألم والرافض والمستنكر لما يجري من جرائم وحشية من احتلال وتفجير وتقتيل ونحر وسبي واختطاف وخلافات سياسية وأحوال معيشية صعبة... تصعب على كل ذي لب.
في ذلك المجلس، دار الحوار حول الأوضاع في العراق، وكان في حديث السيد الغريفي، ما يمكن أن ينقل صورة واضحة وحقيقية لمن لا يعرف الكثير مما يدور في كواليس ذلك القطر الشقيق...
تتوالى الأسئلة من حضور المجلس للسيد الغريفي، وهو شخصية دينية معروفة في العراق وهو عضو لجنة صياغة الدستور العراقي الجديد، تلك الأسئلة كلها تنصب على مستقبل العراق وما يمكن قراءته من سيناريوهات في هذا الشأن، ولكن السيد الغريفي لا يتأخر في الإجابة المباغتة المباشرة حينما يقول :»العراق يحترق...واذا أردتم أن تتحدثوا عن المتطرفين والمعتدلين، فأقول انه ليس بين المعتدل والمتطرف حد فاصل... لا يوجد معتدل ومتطرف في العراق ولا تستطيع أن تصنف الناس: معك أم ضدك.. هم ونحن.. ليس لدينا ذلك ولكن لدينا بلد يجمعنا، ولا نستطيع فصل أحد فيه وقد تحدثت مع رئيس الحزب الإسلامي محسن عبدالحميد ذات مرة فأبلغته اننا وإياكم في سفنية واحدة وهناك من يخرقها منكم فإن تركتموه غرقنا وغرقتم وإن اوقفتموه نجونا ونجوتم»، فهناك رجال لديكم تقاومونهم فيكفرونكم، ونحن لدينا رجال نقاومهم فيكفروننا.
ويتطرق السيد الغريفي الى جيش المهدي، فيشير صراحة الى أنه من غير الممكن فصل جيش المهدي عن الخط السياسي، ولو فصلناه سندخل في نزاع وصراع داخلي، وفي الحقيقة فإن المتعقلين يفهمون العملية التي يقودها المتعقل ويرفضون العملية التي يخوضها غير المتعقل لأنهم لا يريدون «التهلكة» فنحن احوج ما نحتاج اليه هو التماسك، والوضع في العراق مرهون بمصالح دولية واقليمية، ولأنك تحارب الولايات المتحدة الأميركية فإن القيادات في العراق تكون بين نارين وينطبق عليها المثل القائل «ربطه بين سلايتين» إن تقدمت شكتها هذه وإن تأخرت شكتها تلك، واذا نظرنا الى تكوين العراق، فإن المعروف أن هناك 4 قوميات موجودة في العراق وكل قومية منها لها رأيها وخلفيتها التاريخية ولا نستطيع تأسيس ما نطمح اليه بين عشية وضحاها، فبعد 120 عاماً من الديكتاتورية المنظمة يصبح من الصعب عليك تأسيس نظام ديموقراطي في غمضة عين.
وبكل صراحة أقول، أنا متخون من التجربة الديموقراطية في العراق، فليس هناك من ديموقراطية قامت الا على انقاض حرب أهلية.. والقادم من الأيام مأساة!!
وبالنسبة لما طرحه الحضور من تفتيت طائفي في العراق، شدد السيد الغريفي على أن العراقيين لم يكونوا يوماً طائفيين، فالسنة والشيعة كانوا يتزاوجون ويتصاهرون وكان المتدينون يصلي احدهم خلف الآخر، لكن ما يحدث في العراق اليوم هو نتاج مؤامرات تحيكها أطراف داخلية وخارجية تحت عين الاحتلال.
وخلال المجلس، طرحت الكثير من الأسئلة التي دارت حول الروابط القوية بين الشعبين العراقي والبحريني، وموقف أهل البحرين ما يحدث في العراق، خصوصاً وأن هناك أصوات شاذة وكتابات قبيحة وأخرى مريضة تحاول نقل الصورة من العراق الى البحرين في صورة حرب طائفية واضرام نار العداوة بين الشيعة والسنة، وركز الحضور على أن الشأن العراقي اليوم يعد واحداً من أكبر الهموم التي تشغل بال المواطن العربي المسلم، ليس في البحرين فحسب، بل في مختلف دول العالم العربي والإسلامي.
و وفيما يتعلق بالكلام الدائر عن تركه ادارة الروضة العلوية في النجف الأشرف، أكد أنه لم يترك الإدارة بل كان أساساً مكلفاً بمهمة ادارة الروضة المقدسة من قبل سماحة السيد علي السيستاني ولما انتهت المهمة تسلم رسالة شكر من السيد السيستاني، وليس في الأمر غير ذلك.
تناول الحضور إلقاء الضوء على ما يقوم به التكفيريون المتاجرون باستقرار العراق ودماء أهل العراق بعملياتهم التفجيرية والتكفيرية والتهجيرية، مؤكدين أن الشعب البحريني الكريم، ليس يقبل اطلاقاً بتفتيت الشعب العراقي أو تغليب طائفة على طائفة أخرى، ولكن هناك أطرافا لا تريد بالعراق خيراً
العدد 1507 - السبت 21 أكتوبر 2006م الموافق 28 رمضان 1427هـ