العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ

شوماخر بطل كبير صاحب إنجازات لم يصل إلى شهرة الأسطورة بيكنباور

بعد اعتزاله وعلى رغم السجل الخرافي في سباقات الفورمولا 1

ربما يكون بطل العالم سبع مرات سابقة ونجم فريق فراري لسباقات سيارات فورمولا 1 الألماني مايكل شوماخر، قد تفوق على مواطنه نجم المنتخب الألماني لكرة القدم سابقا فرانز بيكنباور من حيث النجاح والانتصارات والبطولات التي حققها، لكنه لن يقترب أبدا من شعبية وشهرة الأسطورة بيكنباور.

وما من شك في أن شوماخر سيختفي في منزله بسويسرا بمجرد انتهاء مسيرته مع فريق فيراري الايطالي ليعيش حياة هادئة مع عائلته بعد اعتزال رياضة فورمولا 1 بنهاية الموسم الحالي.

وقال السائق النمساوي جيرهارد بيرجر عن شوماخر ذات مرة “هناك أمران يهتم بهما شوماخر فعلا؛ رياضته وعائلته”.

وعلى عكس بيكنباور، لم يكن شوماخر أبدا الرجل الذي يسعى إلى الأضواء.

وإذا كان بيكنباور فاز بلقب كأس العالم 1974 كلاعب و1990 كمدرب، وفاز بها كمنظم العام 2006، إذ ساهم بشكل كبير في فوز ألمانيا بحق التنظيم وبشكل كبير في ظهور البطولة بشكل رائع تنظيميا، فإن شوماخر لا يقل عنه إنجازا، إذ منح رياضة سباقات سيارات فورمولا 1 الكثير، وحقق فيها جميع الأرقام القياسية ومنها الفوز بلقب البطولة سبع مرات والفوز بألقاب 91 سباقا، والانطلاق من المركز الأول في 68 سباقا.

ولا يضاهي شوماخر على مستوى الأداء الجماعي أحد، إذ قدم الكثير لفريق فيراري، وقاد الفريق إلى منصة التتويج أكثر من مرة، بعد أن افتقد فيراري ذلك على مدار نحو عقدين من الزمان.

ومنح ذلك شوماخر تقديرا كبيرا ومكانة متميزة، ولكنه لم يُفتن بذلك، ولم يُصِبه الغرور على مدار مسيرة حافلة شهدت مشاركته في 250 سباقا، بدأها في 25 أغسطس/ آب 1991 من خلال المشاركة في سباق جائزة بلجيكا الكبرى، على مضمار سبا فرانكورشامب.

وكان عدد قليل للغاية من المشجعين في انتظار شوماخر بمطار فرانكفورت، لدى عودته إلى موطنه بعد الفوز بأول ألقابه في بطولة العالم العام 1994.

وفي الوقت نفسه، حرص الكثيرون على الاتجاه إلى مطار هيثرو في لندن لاستقبال البريطاني ديمون هيل الذي حل في المركز الثاني في البطولة في الموسم 1994 نفسه.

واختير شوماخر للفوز بجائزة أفضل رياضي مرتين في عامي 1995 و2004 في ألمانيا التي تشتهر بولعها بالسيارات، وعدم وجود حد أقصى للسرعة المسموح بها على طرقها.

ويكن البعض تحفظات شديدة على شوماخر، بسبب احتفاله فوق منصة التتويج عقب فوزه بسباق جائزة سان مارينو الكبرى على مضمار إيمولا العام 1994 ليتوج باللقب، في السباق نفسه الذي لقي فيه الأسطورة البرازيلي إيرتون سينا حتفه نتيجة التصادم بسيارته خلال السباق.

كما يتذكر آخرون تلاعبه الشائن في الموسم 1997 عندما حاول إبعاد السائق الكندي جاك فيلينوف من طريقه، والإطاحة به خارج مضمار السباق في السباق الأخير بالموسم لضمان الفوز باللقب.

كما انتقد كثيرون، ومنهم المقربون منه، حادثة توقفه في سباق جائزة موناكو الكبرى في الموسم نفسه، كوسيلة للتأثير في نتائج الآخرين بالسباق نفسه.

وأكد فيلينوف: “مايكل (شوماخر) ليس ببساطة البطل الرائع، لأنه ارتكب الكثير من الحيل القذرة كما أنه ليس إنسانا رائعا”.

ولم يرتبط فيلينوف مع شوماخر بعلاقة جيدة في أي وقت مضى، بينما يحمل آخرون مثل الفنلندي ميكا هاكينن الذي انتزع لقب بطولة العالم عامي 1998 و1999 بالتفوق على شوماخر، وكذلك ديمون هيل، تقديرا كبيرا لشوماخر على المستوى الرياضي.

ووصف هاكينن شوماخر بأنه “أروع سائق”، كما قال هيل عن شوماخر ذات مرة “مايكل (شوماخر) سائق محترف بشكل لا يمكن تصديقه. وإذا كنت بحاجة لإجراء عملية جراحية فإنني أريد أن يكون شوماخر هو الجراح المتخصص الذي يجريها. أدرك أنني أستطيع الاعتماد عليه”.

وفاز شوماخر بأول لقبين له في بطولات العالم لفريق بينيتون في عامي 1994 و1995، قبل أن ينتقل إلى فيراري في العام 1996

ونجح السائق الألماني الهادئ شوماخر في الاندماج بشكل رائع مع الفريق الايطالي، ما أدى إلى فوزه مع الفريق بلقب بطولة العالم لفئة السائقين خمس مرات، ولفئة الفرق ست مرات.

وقال أحد مسئولي فريق فيراري لوكا بالديسيري: “عندما يتخذ الفنلندي كيمي رايكونن (الذي سيحل مكان شوماخر في فريق فيراري بداية من الموسم المقبل 2007) مكانه في سيارات فيراري سيؤدي المهمة بشكل جيد وبسرعة كبيرة. ولكن شوماخر ساهم أيضا في أن تصبح سيارة فيراري من السيارات التي تستطيع تحقيق الفوز. كما ارتبط بعلاقة رائعة مع الفريق”.

ووصفت صحيفة “لا جازيتا ديلو سبورت” الايطالية الرياضية شوماخر بأنه “أسطورة مثيرة للجدل، سيدور عنها الحديث لسنوات”.

وكان شوماخر دائما بعيدا عن السعي وراء الشهرة، إذ يقضي كل وقته مع فريق فيراري أو مع عائلته، بالإضافة إلى خوض بعض مباريات كرة القدم بصفتها اللعبة التي يعشقها ويشتاق إليها دائما”.

وكان شوماخر سفيرا خاصا للنوايا الحسنة من قبل هيئة اليونسكو، كما لم يتردد عن إنفاق ملايين الدولارات في الأعمال الخيرية.

وكان من الطبيعي ألا يؤكد شوماخر أن راتبه السنوي من فيراري يقدر بنحو 35 مليون دولار.

كما ظلت حياته الشخصية مع زوجته كورينا وطفليه جينا ماريا ومايك بعيدة عن وسائل الإعلام، كما حرص شوماخر على عدم الظهور كثيرا في العروض الرياضية الكبيرة، بل إنه فضل، على سبيل المثال، السفر إلى النرويج لقضاء عطلة الشتاء لمدة شهرين، بدلا من تسلم جائزة أفضل رياضي في العام نفسه.

ورفض شوماخر بشدة إقامة تمثال له في مدينة كيربن مسقط رأسه التي قاد فيها سيارة السباق الصغيرة على المضمار الخاص به في بداية مسيرته مع سباقات السيارات.

ويدور الجدل حاليا حول اعتزام مدينة كيربن جعل شوماخر مواطنا فخريا على الأقل في المستقبل.

وربما كان تركيز شوماخر في رياضته وحياته العائلية هما السبب في النجاح غير المسبوق الذي حققه في عالم فورمولا 1.

وظلت هذه الحقيقة سائدة في مسيرة شوماخر حتى اعتزاله، إذ لم يبرم شوماخر أي عقد عن اعتزاله منذ أن أعلن شوماخر في العاشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، على هامش مشاركته في سباق جائزة ايطاليا الكبرى على مضمار مونزا، عن اعتزاله نهاية الموسم الحالي

العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً