العدد 1515 - الأحد 29 أكتوبر 2006م الموافق 06 شوال 1427هـ

الأوراق الرابحة هل تتساقط كأوراق الخريف في وكر الذئاب؟

هل يصلح العطّار «الزياني» ما أفسده الدهر «ألينهو»

جاءت الخسارة التي تعرض لها المحرق أمام الفيصلي الأردني بثلاثية نظيفة في ذهاب نهائي كأس الاتحاد الآسيوي بمثابة الصدمة التي وقعت علي جميع الجماهير البحرينية عموما وجماهير المحرق خصوصا، إذ كان المحرق بعيدا من مستواه الفني، لا سيما في شوط المباراة الثاني، فقد ظهر بشكل يدعو للحيرة ولم يستحق أي شيء خلال هذا الشوط فقط ليستحق الخسارة لأنه لم يقدم المطلوب منه.

الغضب الأحمر ليس بسبب الهزيمة الثقيلة فحسب، بل بسبب الأداء السيئ والروح المفقودة التي أدى بها فريق «الذيب» خلال المباراة، والتي تؤكد أنه بعيد تماما عن أجواء المنافسة الحقيقية لانتزاع أول لقب خارجي للكرة البحرينية.

وكما تطرقت في موضوع الأمس إلى تساقط أوراق الخريف التي بدأت بسقوط مدرب الفريق البرتغالي الينهو ورحيله عن الفريق غير مأسوف عليه، نلقي اليوم نظرة على لاعبي المحرق المحترفين، والمفترض أن يكونوا الأوراق الرابحة للفريق، ولكنهم خيّبوا الظن فيهم، وبدلا من إعانة وإغاثة الفريق كانوا وبالاً عليه.

أين المحترفون؟

المباراة أظهرت ان محترفي المحرق كانوا خارج نطاق التغطية أو الخدمة في هذه المباراة، إذ لم يقدم أي منهم الدور المطلوب منه، ولم يظهر أي لاعب بحاله التي تعرفها عنه الجماهير المحرقاوية.

ريكو هداف ركلات الجزاء

ريكو كان يلعب علي (الواقف) وكأنه يلعب في صالة مغلقة والفريق يحتاج الى مهاراته العالية ومراوغاته لتحقيق الفارق الفني من خلالها، وحتى هذا لم يفعله ريكو الذي يعتبر هداف الفريق في هذه المسابقة بأهداف معظمها من ركلات جزاء، ولم تظهر مشاغبات ريكو على المستطيل الأخضر ليفقد المحرق أهم ميزة في ريكو في ظل عدم احتساب أي ركلة جزاء للفريق في المباراة. ريكو لاعب يجيد فتح الثغرات في خط الهجوم ويجب وجود لاعب مكمل لمجهوده يستثمر الثغرات التي يخلقها ريكو.

جيسي جون

وإذا كان هذا أداء واحد من أفضل محترفي المحرق، فما بالك بأداء باقي المحترفين... المهاجم جيسي جون رمى نفسه في أحضان مدافعي الفيصلي من دون تحقيق أي خطورة حقيقية على مرمى لؤي العمايرة عدا تسديداته التي شاب معظمها الرعونة وعدم التركيز، ولم يهدر فرصة واحدة لأنه في الأساس لم تتح له أية فرصة خلال اللقاء سوى الفرصة التي أهدرها عبدالله عمر في الدقيقة (40)، إذ كان ينبغي على جيسي جون الاندفاع بكل قوة على الكرة طالما أنه مواجه المرمى، إلا أن الكرة أو قطارها فاته لتذهب إلى النفاثة عمر ويلعبها من زاوية ضيقة في الشباك الجانبية.

والمستوى الذي يقدمه جيسي جون مخالف كثيرا للمستوى الذي قدمه مع الأهلي في الموسم الماضي الذي أنهاه بتصدره قائمة الهدافين بفارق شاسع عن أقرب منافسيه، إلا أن ما يشكل علامة فارقة في مستواه الحالي عن الموسم الماضي، هو غيابه التام عن تسجيل نفسه في مثل هذه المباريات الحساسة والمهمة والتي تسمى بمباريات البطولة.

أبيدون فتاي

ذلك اللغز المحير... يملك من المهارات والجهد الكثير داخل الملعب، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه... هل هو صانع اللعب الذي يحتاجه المحرق؟ من الممكن الإجابة على ذلك من خلال ما شاهدناه في مباراة الفيصلي، إذ ظهر فتاي ضائعا في «الطوشة» لا يعلم أين موقعه من الإعراب، فتراه في الطرف الأيسر وأحيانا في الطرف الأيمن، وهذا طبعا بسبب تكتيك (الراحل) الينهو، وبطبيعة الحال، المستوى الذي ظهر عليه فتاي في المباراة وضع عليه ألف علامة استفهام، وبهذا نستطيع أن نجيب عن سؤالنا: ليس فتاي من يحتاجه المحرق، فهو لاعب لا يجيد الأدوار الدفاعية، وتنقصه الرؤية التي من خلالها يستطيع أن يستغل الثغرات التي يصنعها المهاجمون، وكذلك احتفاظه بالكرة المتكرر والكثير يشكل عبئاً على الفريق، ويفقده ميزة صانع اللعب الذي يجب أن يكون سريعا في لمساته حتى لا يعطي خط الدفاع المنافس فرصة سد الثغرات. نعم، من الممكن أن يكون فتاي إيجابيا للفريق إذا ما عالج أوجه القصور في أدائه، وهذا يعتمد على مدرب الفريق الكابتن خليفة الزياني الذي يحتاج إلى عمل مستمر وتوجيهات صارمة يلزمه فيها بتنفيذ أفكاره ما يجعله مميزا.

الطامة الكبرى

أخيرا، نأتي إلى اللاعب (الأرعن) ريتشارد، سبب المصائب كلها التي توالت على (الذيب) بداية من الموسم الماضي، هو ريتشارد الذي وقع في أخطاء فنية بسيطة بدائية لا يقع فيها أصغر لاعب مدافع، كلفت الفريق الكثير وبات وجوده مع الفريق ينذر بحال من الشؤم عند معظم الجماهير المحرقاوية.

الهدف الأول الذي سجله الفيصلي جاء بسبب سوء التغطية وعدم القراءة الصحيحة والتمركز السيئ من قبل ريتشارد، إذ غفل عن أن يكون حاجزا أمام المندفع المحارمة والمرمى، لتأتي الكرة ساقطة خلفه وحدث الذي حدث، ليأتي الهدف الثالث أيضا، ويشترك ريتشارد في الخطأ وخصوصا أنه مكلف بأن يكون في القائم الأول للتغطية في حال الكرات العرضية، فأين كان وماذا فعل؟! وقف يتفرج على الكرة تخترق حاجز الصوت لديه وتذهب وهو يقرؤها السلام!

هذه عينة من الأخطاء التي يقترفها الفرنسي (الأرعن) ولا نريد أن ندخل في الأخطاء السابقة في مباريات النجمة اللبناني والنصر العماني وغيرها من المباريات.

إلى هنا نكتفي عن الرباعي المحترف الذي أدمى القلوب في ليلة سقوط الذيب في قبضة نشامى الأردن، لعلّ وعسى أن يصلح العطّار (الزياني) ما أفسده الدهر (الينهو) ويقوم بخطوة تصحيحية لمسار الذيب، كي يعود قويا مخيفا فرائسه وهو ما نتوقعه من العطار الذهبي.

إن ما ذكرناه فقط معني بالمباراة الأخيرة وليس كل المباريات، ولكن ما نريد أن نصل إليه هو كيفية استفادة المحرق من لاعبيه الأجانب، وخصوصا في المباريات المهمة والحاسمة. وكم نتمنى أن يكون (الذيب) يوم الجمعة المقبل ذئباً مستأسداً يقضي على منافسه من دون رحمة ولا رأفة، حتى يحقق ما تصبو إليه الجماهير البحرينية، وهو لقب يطفئ لهيب النار الممتدة أكثر من نصف قرن من الزمان

العدد 1515 - الأحد 29 أكتوبر 2006م الموافق 06 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً